حديث: من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الترهيب من شرب الخمر

عن عبد الله بن عمر أن رسول الله ﷺ قال: من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتُبْ منها حُرمها في الآخرة».

متفق عليه: رواه مالك في الأشربة (١١) عن نافع، عن عبد الله بن عمر فذكره.

عن عبد الله بن عمر أن رسول الله ﷺ قال: من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتُبْ منها حُرمها في الآخرة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: «مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا حُرِمَهَا فِي الْآخِرَةِ».
### أولاً. تخريج الحديث
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 5575)، ومسلم في صحيحه (رقم 2003)، وغيرهما من أئمة الحديث.
### ثانياً. شرح المفردات
● شرب الخمر: الخمر هي كل ما خامر العقل وغطاه من المسكرات، سواء كانت من العنب أو غيره.
● لم يتب منها: التوبة هي الرجوع إلى الله تعالى، والندم على المعصية، والإقلاع عنها، والعزم على عدم العودة.
● حرمها في الآخرة: أي منع من شربها في الجنة، حيث وعد الله المتقين فيها بأنهار من خمر لذة للشاربين، كما قال تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ} [محمد: 15].
### ثالثاً. شرح الحديث
يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث أن من اعتاد على شرب الخمر في الدنيا، واستمر على ذلك دون توبة صادقة، فإنه يعاقب بحرمانه من شرب الخمر في الجنة، التي هي من أعظم النعيم فيها، حيث إن خمر الجنة لا كخمر الدنيا، فهي ليست مسكرة ولا مضرة، بل هي لذة للشاربين، كما وصفها الله تعالى.
وهذا الحرمان نوع من العقاب للعاصي الذي أصر على معصية الله، فكما حرم نفسه من الطاعات في الدنيا بإقدامه على المعصية، يحرم من بعض نعيم الآخرة جزاءً وفاقاً.
### رابعاً. الدروس المستفادة
1- تحريم الخمر وعظم خطرها: فالخمر من الكبائر التي توعَّد الله ورسوله عليها بالعقاب.
2- وجوب التوبة من الذنوب جميعاً: فالتوبة تجب ما قبلها، وتمحو الذنوب، وتعيد العبد إلى رحاب الله.
3- العدل الإلهي: فكما أن العبد حرم نفسه من طاعة الله بإقدامه على المعصية، يحرم من بعض نعيم الآخرة.
4- الترغيب في الطاعة والتحذير من المعصية: فالعاقبة للمتقين، والعياذ بالله من حرمان نعيم الجنة.
5- أن نعيم الجنة متفاوت بحسب أعمال العباد: فكما أن هناك تفاوتاً في الدرجات، هناك تفاوت في أنواع النعيم.

خامساً:

معلومات إضافية
- الخمر محرمة بإجماع المسلمين، وهي أم الخبائث، كما ورد في الحديث.
- التوبة منها شرط للنجاة من عذاب الله، وهي مقبولة ما لم يغرغر العبد.
- من تاب من شرب الخمر تاب الله عليه، وأحله في الجنة، ونعيمه فيها كامل غير منقوص.
أسأل الله تعالى أن يباعد بيننا وبين المعاصي، وأن يتوب علينا، ويدخلنا جنات النعيم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الأشربة (١١) عن نافع، عن عبد الله بن عمر فذكره. ورواه البخاري في الأشربة (٥٥٧٥)، ومسلم في الأشربة (٢٠٠٣: ٧٦) كلاهما من طريق مالك به مثله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 14 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة

  • 📜 حديث: من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب