حديث: اشربوا ما لا يسفّه أحلامكم ولا يُذهب أموالكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كل مسكر خمر وكل خمر حرام

عن عبد الله بن الشخير قال: نهى رسول الله ﷺ عن الأشربة فقيل: إنه لا بد منها فقال: «اشربوا ما لا يسفّه أحلامَكم، ولا يُذهب أموالكم».

حسن: رواه الطبراني ومن طريق الضياء في المختارة (٩/ رقم ٦٤٢) عن عبدان بن أحمد، ثنا الحسين بن مهدي، ثنا عبد الرزاق، عن الثوري، عن الجريري، عن يزيد بن عبد الله، عن أبيه قال فذكره.

عن عبد الله بن الشخير قال: نهى رسول الله ﷺ عن الأشربة فقيل: إنه لا بد منها فقال: «اشربوا ما لا يسفّه أحلامَكم، ولا يُذهب أموالكم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام الطبراني في "المعجم الكبير" وغيره، وهو حديث صحيح بشواهده، وفيه نهيٌ عن بعض الأشربة وبيانٌ للضابط الشرعي في اختيار المشروبات.

أولاً. شرح المفردات:


● نهى: أي منع وحظر.
● الأشربة: جمع شَراب، وهو كل ما يُشرب من السوائل.
● لا بد منها: أي يحتاج الناس إليها ولا غنى لهم عنها للشرب.
● يسفه أحلامكم: "يسفه" من السَّفَه، وهو الخفة والحمق وقلة العقل. و"الأحلام" جمع حلم، وهو العقل والرزانة. فالمعنى: يجعلكم تسفهون وتفقدون عقولكم ورزانتكم.
● يذهب أموالكم: أي يُتلفها ويبددها في غير منفعة.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل عبد الله بن الشخير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بعض الأشربة، فحينئذٍ اعترض السامعون وقالوا: إن الناس لا بد لهم من الشرب، فكيف يُنهى عنه؟ فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن النهي ليس عن مطلق الشرب، وإنما عن أنواع معينة من المشروبات، وبيَّن لهم الضابط الذي ينبغي أن يختاروا عليه مشروباتهم.
فقال: «اشربوا ما لا يسفّه أحلامَكم، ولا يُذهب أموالكم».
فهذا توجيه نبوي كريم يضع ميزاناً ذهبياً لاختيار المشروب الحلال النافع، وهو أن يكون:
1- لا يسفه الأحلام: أي لا يكون مسكراً أو مخدراً يُذهب العقل ويُفسد التفكير، ويجعل الإنسان يتصرف تصرفات الحمقى والسفهاء، كالخمر والمخدرات بجميع أنواعها.
2- لا يذهب الأموال: أي لا يكون مبذراً للمال، إما لغلاء ثمنه دون فائدة تذكر، أو لأنه يضر بالصحة فيتسبب في إنفاق المال على العلاج، أو لأنه يشرب على وجه الإسراف والتبذير.
فالشرب المقصود هنا هو الشرب للاستمتاع واللذة، لا شرب الماء للضرورة والعطش. فهو نهي عن المشروبات المحرمة أو المكروهة أو الضارة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم كل مسكر ومفتر: فالحديث قاعدة عظيمة تدل على تحريم كل ما يُذهب العقل ويُسلب الإنسان إرادته ووعيه، سواء كان خمراً، أم مخدراً، أم دواءً يؤثر على العقل إلا للضرورة العلاجية.
2- تحريم إضاعة المال: النهي عن كل مشروب يؤدي إلى إضاعة المال وإتلافه بغير حق، كأن يكون غالي الثمن دون منفعة حقيقية، أو يؤدي إلى أمراض تستنزف المال في العلاج.
3- الحكمة من التشريع: يبين الحديث أن الأحكام الشرعية ليست تعبدية فقط، بل لها حكم عظيمة ومقاصد رشيدة، وهي حفظ العقل والمال، وهما من الكليات الخمس التي جاء الإسلام بحفظها (الدين، النفس، العقل، النسل، المال).
4- البديل الحلال: النبي صلى الله عليه وسلم لم ينهَ فقط، بل أرشد إلى البديل وهو المشروبات النافعة التي لا تخدش العقل ولا تضيع المال، كالماء والعصائر الطبيعة والألبان وغيرها.
5- المنهج الوسط: الإسلام ينهى عن الإسراف والتبذير في كل شيء، حتى في المشروبات المباحة، فلا يجوز للإنسان أن ينفق معظم ماله على مشروبات كمالية وهو في حاجة إلى ذلك المال لأمور أهم.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يندرج تحت القاعدة الفقهية العظيمة: "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح". فالمفسدة الحاصلة من فقدان العقل أو ضياع المال أعظم من منفعة اللذة المؤقتة التي قد يجلبها ذلك المشروب.
- ينطبق هذا الحديث اليوم على العديد من المشروبات الضارة المنتشرة، كالمشروبات الكحولية، والمشروبات الغازية الضارة بالصحة والتي تستنزف الأموال، والمشروبات ذات المنشطات الضارة، وغيرها.
- من الحكم أيضا النهي عن شرب الدخان (التدخين) فهو يذهب العقل والمال معاً، ويضر بالصحة، فيجمع بين المفاسد.
نسأل الله أن يعيننا على طاعته واجتناب نواهيه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني ومن طريق الضياء في المختارة (٩/ رقم ٦٤٢) عن عبدان بن أحمد، ثنا الحسين بن مهدي، ثنا عبد الرزاق، عن الثوري، عن الجريري، عن يزيد بن عبد الله، عن أبيه قال فذكره.
وإسناده حسن من أجل الحسين بن مهدي البصري قال فيه أبو حاتم: «صدوق» وبقية رجاله ثقات. يزيد بن عبد الله هو ابن الشخير.
والجريري هو: سعيد بن إياس وإن كان اختلط فسماع سفيان الثوري عنه كان قبل اختلاطه، كما نص على ذلك ابن معين والعجلي وغيرهما.
وقال الهيثمي في المجمع (٥/ ٦٦): «رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح خلا الحسين بن مهدي وهو ثقة».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 53 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اشربوا ما لا يسفّه أحلامكم ولا يُذهب أموالكم

  • 📜 حديث: اشربوا ما لا يسفّه أحلامكم ولا يُذهب أموالكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اشربوا ما لا يسفّه أحلامكم ولا يُذهب أموالكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اشربوا ما لا يسفّه أحلامكم ولا يُذهب أموالكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اشربوا ما لا يسفّه أحلامكم ولا يُذهب أموالكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب