كل ما أسكر فهو حرام

حديث: كل ما أسكر فهو حرام

عن أنس بن مالك: أن رسول الله ﷺ سئل عن شراب باليمن، يقال له: البِتْع والمزرُ؟ فقال: «ما أسكر فهو حرام».

حسن: رواه أبو يعلى (٣٩٧١) عن محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري، ثنا عبد الله بن إدريس، عن المختار بن فُلفُل، عن أنس بن مالك، قال .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أنس بن مالك: أن رسول الله ﷺ سئل عن شراب باليمن، يقال له: البِتْع والمزرُ؟ فقال: «ما أسكر فهو حرام».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:

الحديث:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ سئل عن شراب باليمن، يقال له: البِتْع والمزرُ؟ فقال: «ما أسكر فهو حرام».
رواه الإمام البخاري في صحيحه.

1. شرح المفردات:

● البتع: هو شراب يتخذ من العسل، يشرب فإذا تخمر أسكر.
● المزر: هو شراب يتخذ من الذرة أو الشعير، يشبه البيرة في عصرنا.
● أسكر: أي غطى العقل وأذهبه، بحيث لا يدرك الشارب ما يقول أو يفعل.
● حرام: محرم في الشريعة الإسلامية، لا يجوز شربه ولا بيعه ولا التعامل به.

2. شرح الحديث:

سأل الصحابة رسول الله ﷺ عن شرابين معروفين في اليمن في ذلك الوقت، وهما البتع والمزر، وهما من المشروبات التي كانت تتخذ وتتخمر فتصير مسكرة. فأجابهم النبي ﷺ بإجابة جامعة مانعة، وهي قاعدة شرعية عظيمة: «ما أسكر فهو حرام».
وهذه القاعدة تشمل كل شراب أو مادة إذا تناولها الإنسان فأثرت على عقله وسكرته، فهي محرمة بغض النظر عن اسمها أو نوعها أو ما تصنع منه. فالحكم يدور مع العلة وجودًا وعدمًا، فكلما وجد الإسكار وجد التحريم.

3. الدروس المستفادة منه:

1- تحريم كل مسكر: الحديث أصل عظيم في تحريم كل ما خامر العقل وأفسده، سواء كان من العنب أو التمر أو العسل أو الشعير أو غيرها. وهذا يشمل الخمور والمخدرات في عصرنا.
2- الحكمة من التحريم: حفظ العقل الذي هو من مقاصد الشريعة الخمسة (الدين، النفس، العقل، النسل، المال). فالعقل من أعظم نعم الله على الإنسان، وإفساده جريمة كبرى.
3- الاستدلال بالقاعدة على النوازل: هذه القاعدة تمكن المسلم من الحكم على أي مشروب جديد أو مادة مخدرة ظهرت في عصره، فما كان منها مسكرًا أو مخدرًا للعقل فهو حرام.
4- النهي عن التلاعب بالألفاظ: بعض الناس قد يسمون الخمر بأسماء أخرى ليتوهموا حلّها، ولكن النبي ﷺ قطع هذه الحيلة بقوله: «ما أسكر فهو حرام» بغض النظر عن الاسم.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث متفق عليه، وهو من الأحاديث التي تدل على عموم تحريم المسكرات.
- العلماء استنبطوا من هذا الحديث قاعدة: "كل مسكر خمر، وكل خمر حرام".
- الإسكار هو المعيار في التحريم، فما أسكر كثيره فقليله حرام أيضًا، كما جاء في الحديث الآخر: «ما أسكر كثيره فقليله حرام».

اللهم فقهنا في الدين، وعلمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
هذا والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو يعلى (٣٩٧١) عن محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري، ثنا عبد الله بن إدريس، عن المختار بن فُلفُل، عن أنس بن مالك، قال .. فذكره. وسيأتي مفصلا في باب ترخيص النبي ﷺ في الأوعية.
وإسناده حسن من أجل المختار بن فلفل فإنه حسن الحديث.
وعزاه الهيثمي في المجمع (٥/ ٥٦) لأبي يعلى وقال: رجاله رجال الصحيح.
ورواه بمعناه أيضا (٣٥٨٩) عن القواريري، ثنا عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله ﷺ ينهى عما يصنع في الظروف والمزفتة، وعن الدباء وقال: «كل مسكر حرام». ورجاله ثقات غير ابن إسحاق فهو مدلس وقد عنعن، ولكنه لا بأس به في المتابعات.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 51 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كل ما أسكر فهو حرام

📜 حديث: كل ما أسكر فهو حرام

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كل ما أسكر فهو حرام

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كل ما أسكر فهو حرام

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كل ما أسكر فهو حرام

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية