حديث: من شرب الخمر وسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الترهيب من شرب الخمر

عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله ﷺ: «من شرب الخمر وسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، وإن مات دخل النار. فإن تاب تاب الله عليه. وإن عاد فشرب فسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا. فإن مات دخل النار. فإن تاب تاب الله عليه. وإن عاد فشرب فسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا. فإن مات دخل النار. فإن تاب تاب الله عليه. وإن عاد كان حقا على الله أن يسقيه من ردغة الخبال يوم القيامة» قالوا: يا رسول الله، وما ردغة الخبال؟ قال: «عصارة أهل النار».

صحيح: رواه ابن ماجه (٤٣٧٧)، وصححه ابن حبان (٥٣٥٧) كلاهما من طريق الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الله بن الديلمي، عن عبد الله بن عمرو فذكره.

عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله ﷺ: «من شرب الخمر وسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، وإن مات دخل النار. فإن تاب تاب الله عليه. وإن عاد فشرب فسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا. فإن مات دخل النار. فإن تاب تاب الله عليه. وإن عاد فشرب فسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا. فإن مات دخل النار. فإن تاب تاب الله عليه. وإن عاد كان حقا على الله أن يسقيه من ردغة الخبال يوم القيامة» قالوا: يا رسول الله، وما ردغة الخبال؟ قال: «عصارة أهل النار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع. هذا حديث عظيم من أحاديث الوعيد، يحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من خطر معصية عظيمة وهي شرب الخمر، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً مستعيناً بالله ثم بكتب أهل العلم المعتمدة.
### أولاً. نص الحديث
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ وَسَكِرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، وَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ. فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ. وَإِنْ عَادَ فَشَرِبَ فَسَكِرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا. فَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ. فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ. وَإِنْ عَادَ فَشَرِبَ فَسَكِرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا. فَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ. فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ. وَإِنْ عَادَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُسْقِيَهُ مِنْ رَدْغَةِ الْخَبَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا رَدْغَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: «عَصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ».
(رواه الإمام أحمد في مسنده، والنسائي، وابن ماجه، وصححه الألباني)

### ثانياً. شرح المفردات
● الخمر: كل شراب مسكر خامر العقل (أي غطاه وستره)، سواء كان من العنب أو غيره.
● سكر: وصل إلى حالة السكر، وهي حالة اختلال العقل وعدم الإدراك.
● لم تقبل له صلاة: أي أن ثوابها مُنتَفٍ، وإن كان لا يَسقُط عنه فرضها، فيجب عليه أداؤها.
● أربعين صباحا: أي أربعين يوماً تبدأ من وقت الإسكار.
● ردغة الخبال: الردغة هي الطين أو الماء المختلط بالوسخ، والخبال هنا指 العذاب أو صديد أهل النار. وقيل: الخبال هو الفساد والشر.
● عصارة أهل النار: هي الصديد والقيح الذي يخرج من جلود أهل النار بسبب شدة العذاب، وهو شراب غاية في المرارة والعذاب.

### ثالثاً. شرح الحديث
يُبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العواقب الوخيمة لشرب الخمر والسكر، ويُقسّمها إلى مراحل:
1- المرحلة الأولى (أول مرة يشرب فيها ويَسكر):
● العقوبة: عدم قبول صلاته لمدة أربعين يوماً.
● الوعيد الأخروي: إن مات على هذه الحالة (دون توبة) كان مصيره النار، والعياذ بالله.
2- التوبة والرحمة: ثم يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن باب التوبة مفتوح، فإذا تاب الإنسان تاب الله عليه، ومحا عنه هذا الإثم والعقاب.
3- التكرار والعود: ثم يكرر النبي صلى الله عليه وسلم نفس الوعيد للمرة الثانية والثالثة إذا عاد الإنسان إلى المعصية بعد التوبة، ليبين خطورة الاستمرار على المعصية والتساهل في أمر الله.
4- المرحلة الأخيرة (بعد ثلاث مرات من العود):
● الوعيد الأقصى: إذا عاد للمرة الرابعة بعد ثلاث توبات، فإنه يستحق عقاباً خاصاً من الله تعالى، وهو أن يسقيه من "ردغة الخبال" يوم القيامة.
- وهذا الوعيد يدل على غاية الخزي والعذاب، حيث يكون شرابه في ذلك اليوم هو من أقذر وأشد أنواع العذاب.

### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- تحريم الخمر وعظم إثمها: الخمر من الكبائر، وهذا الحديث من أشد الأدلة على ذلك، حيث قرنها بعدم قبول الصلاة والوعيد بالنار.
2- عدم قبول الصلاة مع المعصية: فيه إشارة إلى أن المعاصي تحرم العبد ثواب الطاعات، فصلاة السكران غير مقبولة الثواب لمدة أربعين يوماً، مع وجوب أدائها.
3- التوبة تجب ما قبلها: الحديث يكرر عبارة "فإن تاب تاب الله عليه" ثلاث مرات، ليبين سعة رحمة الله تعالى وأن باب التوبة مفتوح ولو تكررت المعصية.
4- التحذير من التمادي في المعصية: التكرار في العود بعد التوبة يؤدي إلى عاقبة وخيمة، وقد يُختم للإنسان بسوء الخاتمة إذا استمر على المعصية.
5- العدل الإلهي: قوله صلى الله عليه وسلم "كان حقاً على الله" لا يعني الإلزام على الله، بل هو عدل الله ووعيده الصادق الذي أخبر به، والله لا يخلف الميعاد.


خامساً:

معلومات إضافية مفيدة
- هذا الحديث يدل على أن الخمر من المهلكات، وقد جاءت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية بتحريمها تحريماً قاطعاً.
- العلماء اختلفوا في معنى "عدم قبول الصلاة": فمنهم من قال إنه يحرم ثوابها فقط، ومنهم من قال إنه يجب عليه إعادة الصلوات التي صلىها في حالة السكر (وهو قول ضعيف)، والصحيح أن المعنى هو حرمان الثواب فقط.
- ينبغي للمسلم أن يحذر من جميع المسكرات والمخدر
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٤٣٧٧)، وصححه ابن حبان (٥٣٥٧) كلاهما من طريق الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الله بن الديلمي، عن عبد الله بن عمرو فذكره.
ورواه النسائي (٥٦٧٠) من طريق بقية، وأبي إسحاق الفزاري، وأحمد (١٦٤٤) من طريق أبي إسحاق كلاهما عن الأوزاعي به، وفي أوله قصة وزاد أحمد في سياقه أحاديث أخرى.
وإسناده صحيح، وعبد الله بن الديلمي هو ابن فيروز من ثقات كبار التابعين.
وله طريق أخرى رواها النسائي (٥٦٦٤)، وأحمد (١٨٥٤) وصححه ابن خزيمة (٩٣٩)، والحاكم (١/ ٢٥٧) من طريق عروة بن رُويم، عن ابن الديلمي الذي كان يسكن ببيت المقدس أنه مكث في طلب عبد الله بن عمرو بن العاص بالمدينة فسأل عنه. قالوا: قد سار إلى مكة فأتبعه، فوجده قد سار إلى الطائف، فأتبعه فوجده في زرعه يمشي مخاصرا رجلا من قريش، والقريشي يُزنُّ بالخمر، فلما لقيته سلّمتُ عليه وسلّم عليَّ، قال: ما عدا بك اليوم ومن أين أقبلت؟ فأخبرته، ثم سألته هل سمعت يا عبد الله بن عمرو رسول الله ﷺ ذكر شراب الخمر بشيء؟ قال: نعم فانتزع القرشي يده ثم ذهب فقال: سمعت النبي ﷺ يقول: «لا يشرب الخمر رجل من أمتي فيقبل له صلاة أربعين صباح». وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 16 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من شرب الخمر وسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا

  • 📜 حديث: من شرب الخمر وسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من شرب الخمر وسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من شرب الخمر وسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من شرب الخمر وسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب