حديث: من شرب الخمر وسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في الترهيب من شرب الخمر
صحيح: رواه ابن ماجه (٤٣٧٧)، وصححه ابن حبان (٥٣٥٧) كلاهما من طريق الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الله بن الديلمي، عن عبد الله بن عمرو فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع. هذا حديث عظيم من أحاديث الوعيد، يحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من خطر معصية عظيمة وهي شرب الخمر، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً مستعيناً بالله ثم بكتب أهل العلم المعتمدة.
### أولاً. نص الحديث
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ وَسَكِرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، وَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ. فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ. وَإِنْ عَادَ فَشَرِبَ فَسَكِرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا. فَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ. فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ. وَإِنْ عَادَ فَشَرِبَ فَسَكِرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا. فَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ. فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ. وَإِنْ عَادَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُسْقِيَهُ مِنْ رَدْغَةِ الْخَبَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا رَدْغَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: «عَصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ».
(رواه الإمام أحمد في مسنده، والنسائي، وابن ماجه، وصححه الألباني)
### ثانياً. شرح المفردات
● الخمر: كل شراب مسكر خامر العقل (أي غطاه وستره)، سواء كان من العنب أو غيره.
● سكر: وصل إلى حالة السكر، وهي حالة اختلال العقل وعدم الإدراك.
● لم تقبل له صلاة: أي أن ثوابها مُنتَفٍ، وإن كان لا يَسقُط عنه فرضها، فيجب عليه أداؤها.
● أربعين صباحا: أي أربعين يوماً تبدأ من وقت الإسكار.
● ردغة الخبال: الردغة هي الطين أو الماء المختلط بالوسخ، والخبال هنا指 العذاب أو صديد أهل النار. وقيل: الخبال هو الفساد والشر.
● عصارة أهل النار: هي الصديد والقيح الذي يخرج من جلود أهل النار بسبب شدة العذاب، وهو شراب غاية في المرارة والعذاب.
### ثالثاً. شرح الحديث
يُبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العواقب الوخيمة لشرب الخمر والسكر، ويُقسّمها إلى مراحل:
1- المرحلة الأولى (أول مرة يشرب فيها ويَسكر):
● العقوبة: عدم قبول صلاته لمدة أربعين يوماً.
● الوعيد الأخروي: إن مات على هذه الحالة (دون توبة) كان مصيره النار، والعياذ بالله.
2- التوبة والرحمة: ثم يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن باب التوبة مفتوح، فإذا تاب الإنسان تاب الله عليه، ومحا عنه هذا الإثم والعقاب.
3- التكرار والعود: ثم يكرر النبي صلى الله عليه وسلم نفس الوعيد للمرة الثانية والثالثة إذا عاد الإنسان إلى المعصية بعد التوبة، ليبين خطورة الاستمرار على المعصية والتساهل في أمر الله.
4- المرحلة الأخيرة (بعد ثلاث مرات من العود):
● الوعيد الأقصى: إذا عاد للمرة الرابعة بعد ثلاث توبات، فإنه يستحق عقاباً خاصاً من الله تعالى، وهو أن يسقيه من "ردغة الخبال" يوم القيامة.
- وهذا الوعيد يدل على غاية الخزي والعذاب، حيث يكون شرابه في ذلك اليوم هو من أقذر وأشد أنواع العذاب.
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- تحريم الخمر وعظم إثمها: الخمر من الكبائر، وهذا الحديث من أشد الأدلة على ذلك، حيث قرنها بعدم قبول الصلاة والوعيد بالنار.
2- عدم قبول الصلاة مع المعصية: فيه إشارة إلى أن المعاصي تحرم العبد ثواب الطاعات، فصلاة السكران غير مقبولة الثواب لمدة أربعين يوماً، مع وجوب أدائها.
3- التوبة تجب ما قبلها: الحديث يكرر عبارة "فإن تاب تاب الله عليه" ثلاث مرات، ليبين سعة رحمة الله تعالى وأن باب التوبة مفتوح ولو تكررت المعصية.
4- التحذير من التمادي في المعصية: التكرار في العود بعد التوبة يؤدي إلى عاقبة وخيمة، وقد يُختم للإنسان بسوء الخاتمة إذا استمر على المعصية.
5- العدل الإلهي: قوله صلى الله عليه وسلم "كان حقاً على الله" لا يعني الإلزام على الله، بل هو عدل الله ووعيده الصادق الذي أخبر به، والله لا يخلف الميعاد.
خامساً:
معلومات إضافية مفيدة- هذا الحديث يدل على أن الخمر من المهلكات، وقد جاءت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية بتحريمها تحريماً قاطعاً.
- العلماء اختلفوا في معنى "عدم قبول الصلاة": فمنهم من قال إنه يحرم ثوابها فقط، ومنهم من قال إنه يجب عليه إعادة الصلوات التي صلىها في حالة السكر (وهو قول ضعيف)، والصحيح أن المعنى هو حرمان الثواب فقط.
- ينبغي للمسلم أن يحذر من جميع المسكرات والمخدر
تخريج الحديث
ورواه النسائي (٥٦٧٠) من طريق بقية، وأبي إسحاق الفزاري، وأحمد (١٦٤٤) من طريق أبي إسحاق كلاهما عن الأوزاعي به، وفي أوله قصة وزاد أحمد في سياقه أحاديث أخرى.
وإسناده صحيح، وعبد الله بن الديلمي هو ابن فيروز من ثقات كبار التابعين.
وله طريق أخرى رواها النسائي (٥٦٦٤)، وأحمد (١٨٥٤) وصححه ابن خزيمة (٩٣٩)، والحاكم (١/ ٢٥٧) من طريق عروة بن رُويم، عن ابن الديلمي الذي كان يسكن ببيت المقدس أنه مكث في طلب عبد الله بن عمرو بن العاص بالمدينة فسأل عنه. قالوا: قد سار إلى مكة فأتبعه، فوجده قد سار إلى الطائف، فأتبعه فوجده في زرعه يمشي مخاصرا رجلا من قريش، والقريشي يُزنُّ بالخمر، فلما لقيته سلّمتُ عليه وسلّم عليَّ، قال: ما عدا بك اليوم ومن أين أقبلت؟ فأخبرته، ثم سألته هل سمعت يا عبد الله بن عمرو رسول الله ﷺ ذكر شراب الخمر بشيء؟ قال: نعم فانتزع القرشي يده ثم ذهب فقال: سمعت النبي ﷺ يقول: «لا يشرب الخمر رجل من أمتي فيقبل له صلاة أربعين صباح». وإسناده صحيح.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 16 من أصل 147 حديثاً له شرح
- 1 أصبت شارفا مع رسول الله في مغنم يوم بدر
- 2 تحريم الخمر ومن كان عنده شيء فليبيعه.
- 3 دعاء عمر بن الخطاب في تحريم الخمر
- 4 سبب نزول: لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى
- 5 الخمر قد حرمت فاكسر الجرار
- 6 من حرم شرب الخمر حرم بيعها
- 7 أخذ رجل أحد لحيي الرأس فضربني به فجرح بأنفي
- 8 تحريم الخمر بقوله تعالى: إنما الخمر والميسر والأنصاب
- 9 حرمت الخمر وجعلت عدلًا للشرك
- 10 تحريم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام
- 11 عند تحريم الخمر أهرقوها فجرت في سكك المدينة
- 12 اصطبح ناس الخمر ثم قتلوا شهداء يوم أحد
- 13 تحريم الخمر لما وقع بين الإخوة من عبث وضغائن
- 14 من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها...
- 15 كل مسكر حرام، إن على الله عهدًا لمن يشرب المسكر
- 16 من شرب الخمر وسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا
- 17 من مات من أمتي وهو يشرب الخمر
- 18 من ترك الصلاة سكرًا فكأنما سلب الدنيا وما عليها
- 19 لا تشرب المسكر ولا تسقيه أخاك المسلم
- 20 أعظم الكبائر شرب الخمر
- 21 من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة
- 22 مدمن الخمر لا يدخل الجنة
- 23 لا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر
- 24 اجتنبوا الخمر فإنها مفتاح كل شر
- 25 يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف
- 26 يشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها
- 27 يسمونها بغير اسمها فيستحلونها
- 28 يشربون الخمر في آخر الزمان يسمونها بغير اسمها
- 29 الخمر من هاتين الشجرتين: النخلة والعنبة
- 30 حرمت الخمر فأكفئوها
- 31 حرمت علينا الخمر حين حرمت
- 32 ما بالمدينة شراب يشرب إلا من تمر
- 33 تحريم الخمر وما بالمدينة منها شيء
- 34 تحريم الخمر من خمسة أشياء: العنب والتمر والحنطة والشعير والعسل
- 35 إن من العنب خمرًا ومن التمر خمرًا
- 36 نهى رسول الله عن خاتم الذهب
- 37 هذا آخر العهد بالخمر
- 38 تحريم النبيذ للعجوز الكبيرة التي لا تأكل الطعام
- 39 لا تطعموا الغبيراء
- 40 خمرتنا يومئذ الفضيخ وحرمت يوم حرمت
- 41 التي أمر بها رسول الله حين حرمت الخمر أن تكسر...
- 42 تحريم كل شراب مسكر
- 43 إن شرابا يصنع بأرضنا يقال له: المزر من الشعير، وشراب...
- 44 كل مسكر خمر وكل مسكر حرام
- 45 نهيتكم عن الظروف وإن الظروف لا يحل شيئا ولا يحرمه
- 46 ما أسكر فهو حرام
- 47 ينبذ في النقير والمزفت والدباء والحنتمة
- 48 كل مسكر حرام وكل مسكر خمر
- 49 معنى كل مسكر حرام
- 50 اشرب ولا تشرب مسكرًا
معلومات عن حديث: من شرب الخمر وسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا
📜 حديث: من شرب الخمر وسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من شرب الخمر وسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من شرب الخمر وسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من شرب الخمر وسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








