من مات من أمتي وهو يشرب الخمر

حديث: من مات من أمتي وهو يشرب الخمر

عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله ﷺ: «من مات من أمتي وهو يشرب الخمر، حرّمها الله عليه في الآخرة، ومن مات من أمتي وهو يلبس الحرير حرّم الله عليه لُبْسَه في الآخرة».

صحيح: رواه أبو يعلى الموصلي - كما في إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (٥٤٨٠) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن سعيد الجريري، عن ميمون بن أستاذ، عن عبد الله بن عمرو فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، وقال: صحيح على شرط مسلم. وهو حديث صحيح بشواهده.
شرح الحديث:
أولاً: شرح المفردات:
● يشرب الخمر: أي يداوم على شربها ولا يتوب منها قبل موته.
● حرّمها الله عليه في الآخرة: أي منعه من تناولها في الجنة، وهي مما أباحه الله لأهلها.
● يلبس الحرير: أي يداوم على لبسه وهو محرم عليه (للرجال).
● لُبْسَه: أي لبس الحرير.
ثانياً: شرح الحديث:
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن عاقبة وخيمة لمن يموت على معصية من هذه المعاصي دون توبة.
1- شرب الخمر: الخمر محرمة بنص القرآن والسنة وإجماع الأمة، وهي من الكبائر. فمن مات وهو يشربها ولم يتب إلى الله منها، فإن عقوبته أن يحرمه الله من تناولها في الجنة، مع أنها ستكون حلالاً طيبةً لأهل الجنة. وهذا الحرمان نوع من العقاب؛ حيث يُحرم نعمة كان يمكن أن يتمتع بها لولا معصيته.
2- لبس الحرير للرجال: لبس الحرير محرم على الرجال بالإجماع، وهو من فعل الجبابرة والمترفين. فمن مات وهو يلبسه ولم يتب، فإن عقوبته أن يحرمه الله من لبسه في الجنة، وهو من أنواع النعيم والزينة التي أعدها الله لأهلها.
ثالثاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- خطر الموت على المعصية: الحديث تحذير شديد من الاستمرار على المعاصي وعدم المبادرة إلى التوبة، لأن الموت قد يفاجئ الإنسان وهو على تلك الحال.
2- أن الجزاء من جنس العمل: فكما حرم على نفسه حلال الله في الدنيا بالمعصية، حرمه الله نعيم الجنة من ذلك النوع في الآخرة.
3- التوبة تجب ما قبلها: الحديث خاص بمن مات على هذه المعاصي. أما من تاب منها توبة نصوحاً، فإن الله يتوب عليه ويغفر ذنبه، ولا يدخل تحت هذا الوعيد.
4- سعة رحمة الله وعظم عدله: فالحرمان في الآخرة هو عدل من الله، فالعاصي هو من اختار الحرام على الحلال في الدنيا، فحرم من الحلال في الآخرة.
5- التنبيه على خطورة هذه المعاصي: حيث خصص النبي صلى الله عليه وسلم الحديث بذكر هاتين المعصيتين لخطورتهما وما يؤديان إليه من مفاسد.
رابعاً: معلومات إضافية:
- الحديث لا يتناقض مع كون الخمر والحرير من نعيم الجنة، بل هو بيان للعقوبة الخاصة التي ستحل بمن استمر على هذه المعصية.
- الحرير مباح للنساء في الدنيا والآخرة، فالحديث خاص بالرجال.
- يستفاد من الحديث الحث على التوبة النصوح وعدم التأخر فيها، فالعمر قصير ولا يؤمن الإنسان متى يفاجئه الموت.
نسأل الله تعالى أن يعيذنا من موتة السوء، وأن يتوفانا وهو راض عنا، وأن يدخلنا جنته دار النعيم المقيم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو يعلى الموصلي - كما في إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (٥٤٨٠) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن سعيد الجريري، عن ميمون بن أستاذ، عن عبد الله بن عمرو فذكره.
وهذا إسناد صحيح، وسعيد الجريري وإن كان اختلط غير أن سماع عبد الأعلى منه صحيح، قال العجلي في ثقاته: «سعيد بن إياس الجريري بصري ثقة واختلط بآخره». وذكر من روى عنه بعد الاختلاط ثم قال: «إنما الصحيح عنه: حماد بن سلمة، وإسماعيل ابن علية، وعبد الأعلى من أصحهم سماعا، سمع منه قبل أن يختلط بثمان سنين، وسفيان الثوري وشعبة صحيح».
وأما شيخه ميمون بن أستاذ فثقة أيضا، فقد وثقه ابن معين - كما في الجرح والتعديل (٨/ ٢٣٣)، وذكره ابن حبان في الثقات (٥/ ٤١٨).
وقد رواه أحمد (٦٩٤٨) عن يزيد بن هارون وأبو يعلى الموصلي - كما في الإتحاف (٥٤٧٩) - من طريق بشر بن المفضل - كلاهما عن الجريري، عن ميمون بن أستاذ، عن الصدفي، عن عبد الله بن عمرو بنحوه. فزاد في إسناده رجلا وهو خطأ.
قال عبد الله بن أحمد: «ضرب أبي على هذا الحديث، فظننتُ أنه ضرب عليه لأنه خطأ، وإنما هو ميمون بن أستاذ عن عبد الله بن عمرو»ليس فيه«عن الصدفي»ويقال: إن ميمون هذا هو الصدفي؛ لأن سماع يزيد بن هارون عن الجريري آخر عمره».
قال الأعظمي: ولعل بشر بن المفضل كذلك فإني لم أجد من نصَّ على سماعه من الجريري قبل
الاختلاط. إلا أن متابعة هولاء لعبد الأعلى بن عبد الأعلى تؤكد أن سعيد الجريري لم يختلط في هذا الحديث.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 17 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من مات من أمتي وهو يشرب الخمر

📜 حديث: من مات من أمتي وهو يشرب الخمر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من مات من أمتي وهو يشرب الخمر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من مات من أمتي وهو يشرب الخمر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من مات من أمتي وهو يشرب الخمر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية