حديث: أعظم الكبائر شرب الخمر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الترهيب من شرب الخمر

عن عبد الله بن عمر أن أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب وناسا من أصحاب رسول الله ﷺ جلسوا بعد وفاة رسول الله ﷺ، فذكروا أعظم الكبائر، فلم يكن عندهم فيها علمٌ، فأرسلوني إلى عبد الله بن عمرو بن العاص أسأله عن ذلك، فأخبرني: أن
أعظم الكبائر شرب الخمر، فأتيتُهم فأخبرتُهم، فأنكروا ذلك، ووثبوا إليه جميعا، فأخبرهم أن رسول الله ﷺ قال: «إن ملكا من بني إسرائيل أجبر رجلا، فخيّره بين أن يشرب الخمر، أو يقتل صبيا، أو يزني، أو يأكل لحم الخنزير، أو يقتلوه إن أبى، فاختار أنه يشرب الخمر، وأنه لما شرب لم يمتنع من شيء أرادوه منه»، وأن رسول الله قال لنا حينئذ: «ما من أحد يشربها فتقبل له صلاة أربعين ليلة ولا يموت وفي مثانته منها شيء إلا حرمت عليه الجنة، وإن مات في الأربعين مات ميتة جاهلية».

حسن: رواه الطبراني في الأوسط (٣٦٣) عن أحمد بن رشدين، ثنا سعيد بن أبي مريم، أخبرنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، ثنا داود بن صالح، عن سالم بن عبد الله بن عمر .

عن عبد الله بن عمر أن أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب وناسا من أصحاب رسول الله ﷺ جلسوا بعد وفاة رسول الله ﷺ، فذكروا أعظم الكبائر، فلم يكن عندهم فيها علمٌ، فأرسلوني إلى عبد الله بن عمرو بن العاص أسأله عن ذلك، فأخبرني: أن
أعظم الكبائر شرب الخمر، فأتيتُهم فأخبرتُهم، فأنكروا ذلك، ووثبوا إليه جميعا، فأخبرهم أن رسول الله ﷺ قال: «إن ملكا من بني إسرائيل أجبر رجلا، فخيّره بين أن يشرب الخمر، أو يقتل صبيا، أو يزني، أو يأكل لحم الخنزير، أو يقتلوه إن أبى، فاختار أنه يشرب الخمر، وأنه لما شرب لم يمتنع من شيء أرادوه منه»، وأن رسول الله قال لنا حينئذ: «ما من أحد يشربها فتقبل له صلاة أربعين ليلة ولا يموت وفي مثانته منها شيء إلا حرمت عليه الجنة، وإن مات في الأربعين مات ميتة جاهلية».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، معتمدًا على كلام أهل العلم من أهل السنة والجماعة:

أولًا:

تخريج الحديث
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير، وابن حبان في صحيحه، وهو حسن في صحيح الجامع. وهو حديث صحيح بشواهده.

ثانيًا. شرح المفردات:


● أعظم الكبائر: أكبر الذنوب وأشدها إثمًا.
● فوثبوا إليه جميعًا: أي قاموا مسرعين إليه منكرين عليه.
● أجبر رجلاً: أي أكرهه وأجبره على فعل شيء.
● مثانته: المثانة هي وعاء البول في الجسد.
● ميتة جاهلية: أي يموت على الكفر والضلال كأهل الجاهلية قبل الإسلام.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحكي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن الصحابة - ومنهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما - اجتمعوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم يتذاكرون في تحديد أعظم الكبائر، فلما اختلفوا في ذلك، أرسلوا عبد الله بن عمر ليسأل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما - وكان من أكثر الصحابة حفظًا للأحاديث - فأخبرهم أن أعظم الكبائر شرب الخمر، فأنكروا ذلك عليه، فذهبوا إليه جميعًا يستوضحونه، فحكى لهم قصة ذلك الملك الإسرائيلي الذي أجبر رجلاً على فعل واحدة من هذه الخيارات: شرب الخمر، أو قتل الصبي، أو الزنا، أو أكل لحم الخنزير، أو القتل. فاختار الرجل شرب الخمر ظنًا منه أنها أخف هذه الذنوب، فلما شربها لم يتمالك نفسه، ففعل كل ما طلبوه منه من الذنوب.
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم خطورة شرب الخمر بأنها:
1. تمنع قبول الصلاة لمدة أربعين ليلة.
2. إذا مات الشارب وفي جسده أثر من الخمر (في مثانته) حرمت عليه الجنة.
3. إذا مات خلال الأربعين ليلة مات ميتة جاهلية (أي على الكفر).

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- خطورة شرب الخمر: فهي مفتاح لكل شر، كما في القصة التي ذكرها الحديث، حيث أدت إلى ارتكاب باقي الكبائر.
2- الخمر من أعظم الكبائر: وهذا لا يعني أنها أعظم من الشرك، بل المقصود أنها من الكبائر العظيمة التي تقود إلى غيرها.
3- تحريم الخمر وتحذير النبي منها: فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم عاقبتها الوخيمة في الدنيا والآخرة.
4- اجتهاد الصحابة في طلب العلم: حيث تحاوروا وتشاوروا وسألوا من هو أعلم منهم.
5- التثبت في نقل العلم: حيث أنكر الصحابة في البداية رأي عبد الله بن عمرو، ثم ذهبوا إليه ليستفصلوا منه، فبين لهم الدليل.

رابعًا. معلومات إضافية:


- الخمر محرمة بإجماع المسلمين، وهي أم الخبائث كما ورد في الأحاديث.
- الحديث يبين أن الذنوب قد تتسبب في حرمان العبد من الطاعات (كقبول الصلاة) ومن الثواب (كحرمانه من الجنة).
- قوله "ميتة جاهلية" لا يعني بالضرورة الكفر، بل قد يكون كناية عن شدة الإثم، وقيل: إنه يموت على معصية شديدة كموت أهل الجاهلية على ضلالهم.
أسأل الله تعالى أن يبصرنا بديننا، ويبعدنا عن المعاصي والذنوب، وأن يتوفانا على الإيمان والتقوى. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الأوسط (٣٦٣) عن أحمد بن رشدين، ثنا سعيد بن أبي مريم، أخبرنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، ثنا داود بن صالح، عن سالم بن عبد الله بن عمر .. فذكره.
وإسناده حسن من أجل الدراوردي، وشيخه داود بن صالح هو التمار المدني، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الإمام أحمد: «لا أعلم به بأسا» ولذلك قال الذهبي وابن حجر: «صدوق».
ورواه الحاكم (٤/ ١٧٤) من طريق أبي مريم به مثله. وقال: «صحيح على شرط مسلم». كذا قال! وداود بن صالح ليس من رجال مسلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 20 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أعظم الكبائر شرب الخمر

  • 📜 حديث: أعظم الكبائر شرب الخمر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أعظم الكبائر شرب الخمر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أعظم الكبائر شرب الخمر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أعظم الكبائر شرب الخمر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب