حديث: حرمت علينا الخمر حين حرمت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تفسير الخمر التي نزل تحريمها

عن أنس قال: حرمت علينا الخمر حين حرمت، وما نجد - يعني بالمدينة - خمر الأعناب إلا قليلا، وعامة خمرنا البسر والتمر.

متفق عليه: رواه البخاري في الأشربة (٥٥٨٠) من طريق يونس، عن ثابت البناني، عن أنس .

عن أنس قال: حرمت علينا الخمر حين حرمت، وما نجد - يعني بالمدينة - خمر الأعناب إلا قليلا، وعامة خمرنا البسر والتمر.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه:
النص الكامل للحديث:
عن أنس قال: "حُرِّمَتْ عَلَيْنَا الْخَمْرُ حِينَ حُرِّمَتْ، وَمَا نَجِدُ - يَعْنِي بِالْمَدِينَةِ - خَمْرَ الأَعْنَابِ إِلا قَلِيلاً، وَعَامَّةُ خَمْرِنَا الْبُسْرُ وَالتَّمْرُ".


1. شرح المفردات:


● حُرِّمَتْ: أي نُهينا عنها وصرَّح الشرع بتحريمها.
● الْخَمْرُ: كل شراب مسكر، سواء كان من العنب أو غيره.
● بِالْمَدِينَةِ: مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت تسمى يثرب قبل الهجرة.
● خَمْرَ الأَعْنَابِ: الشراب المسكر المُتخَذ من عصير العنب.
● الْبُسْرُ: البلح الذي لم ينضج تمامًا (ما قبل الرطب).
● التَّمْرُ: البلح الناضج الجاف.


2. شرح الحديث:


يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن تحريم الخمر كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك في المدينة المنورة. ويوضح أن الخمر في ذلك الوقت لم تكن تُصنع غالبًا من العنب؛ لأن العنب كان قليلاً في المدينة، بل كانت معظم الخمور التي يشربها الناس قبل التحريم تُصنع من البسر (البلح غير الناضج) والتمر (البلح الناضج)، حيث كانوا يتخذون منها شرابًا مسكرًا.
وهذا يؤكد حكمة مهمة من حكمة التحريم، وهي أن التحريم لم يكن خاصًا بخمر العنب فقط، بل شمل كل ما يُسكر من أي مادة كانت، كما جاء في الأحاديث الأخرى: "كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ خَمْرٍ حَرَامٌ" (رواه مسلم). فالحكم يعم كل ما أَسكر، سواء كان من العنب أو التمر أو العسل أو الحبوب أو غيرها.


3. الدروس المستفادة:


1- عموم تحريم الخمر: التحريم شامل لكل ما يسكر، بغض النظر عن مصدره أو اسمه.
2- حكمة التشريع: أن التحريم جاء تدريجيًا، حيث كان العرب يشربون الخمر بشدة، فكان التحريم على مراحل حتى يستطيع الناس تركها.
3- بيان الواقع التاريخي: الحديث يصف واقع المجتمع المدني وقت التحريم، حيث كانت الخمور تصنع غالبًا من التمر والبسر بسبب وفرة النخيل في المدينة.
4- التيسير على الأمة: أن التحريم لم يكن صعبًا رغم انتشار الخمر؛ لأن الله يريد التيسير على عباده، وقد هيأ النفوس لقبول التحريم.


4. معلومات إضافية:


- نزل تحريم الخمر في السنة الرابعة أو السادسة للهجرة على الأرجح.
- من الحكمة في التحريم التدريجي أن الناس كانوا متعلقين بالخمر، فبدأ القرآن بذمها (في سورة البقرة)، ثم نَهى عن الصلاة تحت تأثيرها (في سورة النساء)، ثم جاء التحريم القاطع (في سورة المائدة).
- الحديث رد على من قد يتعلل بأن الخمر المحرمة هي فقط ما كان من العنب، بل كل مسكر حرام.

أسأل الله أن يفقهنا في ديننا، وأن يبعدنا عن كل ما يغضبه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأشربة (٥٥٨٠) من طريق يونس، عن ثابت البناني، عن أنس .. فذكره.
ورواه مسلم في الأشربة (١٩٨٠: ٣) من طريق حماد بن زيد، أخبرنا ثابت به، وفيه قصة تحريم الخمر، لكن جاء بلفظ: «وما شرابهم إلا الفضيخ: البسر والتمر»، ولم يذكر العنب.
وفي مسند أبي يعلى (٤١٥٧) من وجه آخر بسند صحيح عن أنس في قصة تحريم الخمر وقال في آخره: «وشرابهم يومئذ البسر والتمر».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 31 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حرمت علينا الخمر حين حرمت

  • 📜 حديث: حرمت علينا الخمر حين حرمت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حرمت علينا الخمر حين حرمت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حرمت علينا الخمر حين حرمت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حرمت علينا الخمر حين حرمت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب