حديث: مسجدي آخر المساجد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وجوب الإيمان بأنّ النّبيّ ﷺ خاتم النّبيين ولا نبيَّ بعده

عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «فإنّي آخر الأنبياء، وإنّ مسجدي آخر المساجد».

صحيح: رواه مسلم في الحجّ (١٣٩٤) عن إسحاق بن منصور، حدّثنا عيسى بن المنذر الحمصيّ، حدّثنا محمد بن حرب، حدّثنا الزُّبيديُّ، عن الزّهريّ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي عبد اللَّه الأغرّ مولى الجهنيين -وكان من أصحاب أبي هريرة- أنّهما سمعًا أبا هريرة يقول: «صلاةٌ في مسجد رسولِ اللَّه ﷺ أفضلُ من ألف صلاةٍ فيما سواه من المساجد، إلّا المسجد الحرام.

عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «فإنّي آخر الأنبياء، وإنّ مسجدي آخر المساجد».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «فإنّي آخر الأنبياء، وإنّ مسجدي آخر المساجد».

أولاً. شرح المفردات:


● آخِرُ الأنبياء: أي الخاتم لهم، لا نبي بعده أبداً.
● مَسْجِدي: المقصود به المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة.
● آخِرُ المساجد: فيه تأويلان لأهل العلم (سيأتي تفصيله).

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يؤكد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حقيقتين عظيمتين من أصول اعتقاد المسلم:
1- ختم النبوة به صلى الله عليه وسلم: فهو النبي الخاتم، الذي جاء بالشريعة الكاملة التامة، التي لن تُنسخ إلى قيام الساعة. فليس بعده نبيٌ ولا رسول، ومن ادعى النبوة بعده فهو كذاب دجال.
2- فضل مسجده الشريف وخصوصيته: فمسجده صلى الله عليه وسلم له مكانة عظيمة تلي مكانة المسجد الحرام مباشرة، وهو من المساجد التي تُشدُّ الرحال إليها.

ثالثاً. الشرح التفصيلي والدروس المستفادة:



# 1. معنى «آخر الأنبياء»:
هذه الصفة من أعظم خصائصه صلى الله عليه وسلم، وهي مُجمع عليها among المسلمين، وهي من الأدلة القاطعة على بطلان دعاوى كل من ادعى النبوة بعده، كمسيلمة الكذاب وغيرهم. وقد وردت هذه الخصوصية في نصوص قرآنية وأحاديث كثيرة، مثل قوله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40]. وهذا يوجب على الأمة التمسك بسنته، والدفاع عن شريعته، والذب عنها، لأنها الشريعة الخاتمة التي رضيها الله لعباده إلى يوم القيامة.

# 2. معنى «وإن مسجدي آخر المساجد»:
اختلف أهل العلم في تأويل هذه العبارة على قولين رئيسيين، وهما قولان متكاملان وليسا متناقضين:
● القول الأول: أنه آخر المساجد فضلاً وشرفاً بعد المسجد الحرام.
أي أن المساجد العظيمة التي لها فضائل عالية ومعلومة هي ثلاثة: المسجد الحرام (أولها)، ثم المسجد النبوي (ثانيها)، ثم المسجد الأقصى (ثالثها). فمسجده صلى الله عليه وسلم هو "آخر" هذه المساجد الثلاثة من حيث الترتيب والفضل، وليس بعده مسجدٌ يُشدُّ إليه الرحال بهذه المثابة. وهذا القول يجمع بين هذا الحديث والأحاديث الأخرى التي بينت فضائل هذه المساجد وترتيبها، مثل حديث: «لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى» [متفق عليه].
● القول الثاني: أنه آخر المساجد عمراناً وبقاءً على الأرض.
أي أن مسجده صلى الله عليه وسلم سيبقى عامراً مأهولاً حتى قرب الساعة، وسيكون آخر المساجد زوالاً وعمارة، فإذا خُرِّب وزال، كان ذلك من أشراط الساعة الكبرى. وهذا يدل على العناية الإلهية بهذا المسجد المعظم إلى آخر الزمان.

# 3. الدروس والعبر المستفادة:


● عقيدة ختم النبوة: يجب على المسلم أن يعتقد اعتقاداً جازماً أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وأن دينه هو الدين الكامل، وأن شريعته هي الشريعة الخاتمة التي لا تُنسخ.
● التشريف والإكرام: في جمع الله له صلى الله عليه وسلم بين ختم النبوة وكون مسجده هو المسجد الأخير في الفضل أو البقاء، تشريف عظيم لهذه الأمة ولحبيبها صلى الله عليه وسلم.
● الحث على زيارة المسجد النبوي: الحديث يحث المسلمين على زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، والصلاة فيه، لما فيه من الأجر العظيم، حيث أن الصلاة فيه خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام.
● التمسك بالسنة: كون النبي صلى الله عليه وسلم هو الخاتم، يوجب على الأمة التمسك بسنته، والاقتداء به، ونشر دعوته، فهي الذخر والوصية الباقية.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● الحديث في سياقه: جاء هذا الحديث في سياق أطول يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم فضل المدينة المنورة ومسجده، وتحذيره من فتنة الدجال، وأن المدينة تنفي خبثها وينقصها الله من أعبائها (أي تخرج المنافقين وتطهر منهم).
● مكانة المسجد النبوي: للمسجد النبوي منزلة عظيمة في قلوب المسلمين، فهو مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم، ومدفنه، وعاصمة الدولة الإسلامية الأولى، وفيه الروضة الشريفة التي هي من رياض الجنة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتمسكين بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والمحافظين على الصلاة في بيوته، وأن يتوفنا على الإيمان والتقوى.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحجّ (١٣٩٤) عن إسحاق بن منصور، حدّثنا عيسى بن المنذر الحمصيّ، حدّثنا محمد بن حرب، حدّثنا الزُّبيديُّ، عن الزّهريّ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي عبد اللَّه الأغرّ مولى الجهنيين -وكان من أصحاب أبي هريرة- أنّهما سمعًا أبا هريرة يقول: «صلاةٌ في مسجد رسولِ اللَّه ﷺ أفضلُ من ألف صلاةٍ فيما سواه من المساجد، إلّا المسجد الحرام. فإنّ رسول اللَّه ﷺ آخرُ الأنبياء. وإنَّ مسجدَه آخرُ المساجد».
قال أبو سلمة وأبو عبد اللَّه: لم نَشُكَّ أنّ أبا هريرة كان يقول عن حديث رسول اللَّه ﷺ. فمنعنا ذلك أن نسْتثبتَ أبا هريرة عن ذلك الحديث. حتّى إذا تُوفيّ أبو هريرة، تذاكرنا ذلك. وتلاوَمُنا أنْ لا نكونَ كلّمنا أبا هريرة في ذلك حتى يسنده إلى رسول اللَّه ﷺ إنْ كان سمعه منه. فبينا نحن على ذلك، جالَسَنَا عبد اللَّه بن إبراهيم بن قارظ، فذكرنا ذلك الحديث. والذي فرّطنا فيه من نصِّ أبي هريرة عنه، فقال لنا عبد اللَّه بن إبراهيم: أشهد أنّي سمعتُ أبا هريرة يقول: قال رسول اللَّه ﷺ:
«فإنّي آخرُ الأنبياء، وإنّ مسجدي آخرُ المساجد».
وقوله: «إن مسجدي آخر المساجد» يريد به آخر المساجد للأنبياء من حيث التأسيس والبناء، إذ لا يأتي بعده نبي حتى يؤسس مسجدا جديدا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 723 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مسجدي آخر المساجد

  • 📜 حديث: مسجدي آخر المساجد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مسجدي آخر المساجد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مسجدي آخر المساجد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مسجدي آخر المساجد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب