حديث: سيروا بسم الله وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الإمام يؤمّر على الجيش أميرًا، ويوصيه

عن صفوان بن عسال قال: بعثنا رسول الله ﷺ في سرية فقال: «سيروا بسم الله وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، ولا تمثلوا، ولا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا وليدًا».

حسن: رواه ابن ماجه (٢٨٥٧)، والنسائي في الكبرى (٨٧٨٦)، وأحمد (١٨٠٩٤) كلهم من طريق عطية بن أبي روق الهمداني، حدثني أبو الغريف عبيد الله بن خليفة، عن صفوان بن عسال فذكره.

عن صفوان بن عسال قال: بعثنا رسول الله ﷺ في سرية فقال: «سيروا بسم الله وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، ولا تمثلوا، ولا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا وليدًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقول.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، الذي أوتي جوامع الكلم واختصر له الكلام اختصاراً، وفيه توجيهات عظيمة لأصحابه الغزاة، وهي قواعد عامة في أخلاقيات الحرب في الإسلام.
### أولاً. نص الحديث ومصدره
رواه الإمام أحمد في مسنده، والنسائي، والترمذي، وابن ماجه، وغيرهم، وصححه الألباني.


ثانياً. شرح المفردات:


* سرية: طائفة من الجيش يبلغ عددها من خمسة إلى أربعمائة، تُبعث لأمر خاص من الغزو أو الاستكشاف.
* بسم الله: أي ابدؤوا سيركم وحركتكم مستعينين باسم الله تعالى.
* في سبيل الله: أي ابتغاء وجه الله ونصرة دينه، وليس للغنيمة أو حمية الجاهلية.
* قاتلوا من كفر بالله: أي حاربوا الذين يحاربونكم ويقاتلونكم كفاراً.
* ولا تمثلوا: لا تمثلوا بالقتلى بتشويه أو تقطيع للأوصال أو غير ذلك.
* ولا تغدروا: لا تخونوا العهد، ولا تنقضوا العقد إذا أعطيتموه للعدو، ولا تغتالوا.
* ولا تغلوا: لا تخونوا في الغنيمة فتأخذوا شيئاً منها لأنفسكم قبل قسمتها.
* ولا تقتلوا وليدًا: لا تقتلوا الأطفال الصغار والرضع.


ثالثاً. شرح الحديث والدروس المستفادة:


جمع النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الكلمات القليلة دستوراً أخلاقياً كاملاً للحرب، يبين السماحة والإنسانية في الإسلام حتى في أحلك الظروف وأصعبها، وهي ساحة القتال.
1- «سيروا بسم الله»: هذا توجيه رباني لربط كل حركة وكل خطوة بالله تعالى، والاستعانة به والتبرك باسمه. فبداية العمل باسم الله تجعله خالصاً لوجهه وتضمن فيه البركة.
2- «وفي سبيل الله»: هذا شرط للنية، فهو يربي الجندي على إخلاص القصد، وأن يكون قتاله من أجل إعلاء كلمة الله ونصرة الحق، لا من أجل حظوظ الدنيا من مال أو شهرة أو انتقام. فالفارق بين الجهاد في الإسلام وبين الحروب الأخرى هو نية الجندي.
3- «قاتلوا من كفر بالله»: هذا تحديد واضح للهدف من القتال. فالمقصود هو محاربة المقاتلين المحاربين فقط، وليس عامة الناس. وهو تقييد للقتال بمن يحمل السلاح ويعادي الإسلام ويقاتل المسلمين.
4- «ولا تمثلوا»: النهي عن المثلة هو تأكيد على كرامة الإنسان حتى بعد موته، وهو خلق عالٍ ينافي الوحشية والهمجية. فالإسلام يحرم التشويه بقطع الأنف أو الأذن أو غيرها، حتى لو فعلها العدو. وهذا من مكارم الأخلاق التي تميز الشريعة الإسلامية.
5- «ولا تغدروا»: هذا تأكيد على أهمية الوفاء بالعهود والعقود، حتى مع العدو. فالغدر من صفات المنافقين، وقد حرمه الإسلام تحريماً قاطعاً. فإذا أعطى المسلم أماناً أو عقد عهداً، وجب عليه الوفاء به.
6- «ولا تغلوا»: الغلول هو أخذ شيء من الغنيمة خفية قبل القسمة. وهو خيانة لأمانة الجندية وللمسلمين جميعاً، وهو من الكبائر. وفي هذا تربية على الأمانة والنزاهة حتى في خضم المعارك.
7- «ولا تقتلوا وليدًا»: هذه من أعظم مظاهر الرحمة في الإسلام. فالأطفال غير المقاتلين، الذين لا حول لهم ولا قوة، معصومو الدماء بكل تأكيد. وهذا النهي يشمل أيضاً النساء والشيوخ والعُبَّاد من الرهبان الذين لا يقاتلون، كما في الأحاديث الأخرى. فالقتال موجه للمحاربين فقط.


رابعاً. فوائد وإضافات:


* هذا الحديث يرد على من يظن أن الإسلام انتشر بالسيف أو أن قتال المسلمين همجي. فهذه التوجيهات النبوية تثبت العكس تماماً، وتظهر أن الحرب في الإسلام لها قوانين أخلاقية صارمة لم تعرفها كثير من الحضارات إلا حديثاً.
* هذه الأخلاق ليست للمسلمين فقط، بل هي عامة تشمل جميع الأعداء، بغض النظر عن دينهم أو جنسهم.
* الحديث يربي الجندي المسلم على أن يكون قوياً في موطن القوة (في القتال)، ورحيماً في موطن الرحمة (مع غير المقاتلين)، أميناً في موطن الأمانة (مع الغنائم)، ووفياً في موطن الوفاء (مع العهود).
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٢٨٥٧)، والنسائي في الكبرى (٨٧٨٦)، وأحمد (١٨٠٩٤) كلهم من طريق عطية بن أبي روق الهمداني، حدثني أبو الغريف عبيد الله بن خليفة، عن صفوان بن عسال فذكره. واللفظ لابن ماجه.
وإسناده حسن من أجل أبي روق وشيخه أبي الغريف فإنهما حسنا الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 119 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سيروا بسم الله وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله

  • 📜 حديث: سيروا بسم الله وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سيروا بسم الله وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سيروا بسم الله وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سيروا بسم الله وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب