أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله

حديث: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله

عن أبي هريرة، قال: لما توفي رسول الله ﷺ، واستخلف أبو بكر بعده، وكفر من كفر من العرب، قال عمر بن الخطاب لأبي بكر: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله ﷺ: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله فمن قال: لا إله إلا الله فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله»، فقال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرّق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله ﷺ لقاتلتهم على منعه، فقال عمر بن الخطاب: فوالله ما هو إلا أن رأيت الله عز وجل قد شرح صدر أبي بكر للقتال، فعرفت أنه الحق.

متفق عليه: رواه البخاري في الاعتصام بالكتاب والسنة (٧٢٨٤)، ومسلم في الإيمان (٢٠)
كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث بن سعد، عن عقيل، عن الزهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبي هريرة .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:

الحديث:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما توفي رسول الله ﷺ، واستخلف أبو بكر بعده، وكفر من كفر من العرب، قال عمر بن الخطاب لأبي بكر: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله ﷺ: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله فمن قال: لا إله إلا الله فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله»، فقال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرّق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله ﷺ لقاتلتهم على منعه، فقال عمر بن الخطاب: فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال، فعرفت أنه الحق.

1. شرح المفردات:

● استخلف: خلفه وأقامه خليفة من بعده.
● كفر من كفر من العرب: ارتد بعض قبائل العرب بعد وفاة النبي ﷺ.
● عصم: حمى ومنع.
● بحقه: بحق الإسلام أي بما يوجبه الشرع من عقوبة كالقتل في حال الردة.
● عقالا: الحبل الذي يُعقل به البعير، ويُقصد به الشيء القليل التافه.
● شرح صدره: وسعه ونوره للصواب وألهمه الرشد.

2. شرح الحديث:

بعد وفاة النبي ﷺ، ارتدت بعض قبائل العرب ومنعت الزكاة، فاهتم أبو بكر الصديق رضي الله عنه بمقاتلة المرتدين، بينما توقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه في البداية؛ لأنه فهم من حديث النبي ﷺ «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله...» أن من نطق بالشهادة فقد عصم دمه وماله، إلا إذا ارتكب ما يوجب القتل بحق الشرع (كالقصاص أو حد الزنا للمحصن وغيرها).
فأجابه أبو بكر رضي الله عنه بأن الزكاة من أركان الإسلام، وليست مجرد حق مالي عادي، بل هي فريضة كالصلاة، فمن أنكرها أو امتنع عنها مع اعترافه بفرضيتها فهو كافر مرتد. وقال: "والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة"، أي من أقر بالصلاة وأنكر الزكاة، لأن هذا تفريق بين أركان الإسلام، وإذا جاز إنكار ركن جاز إنكار الجميع.
ثم أكد أبو بكر موقفه بقوله: "والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله ﷺ لقاتلتهم على منعه"، وهذا يدل على عزمه وإيمانه بأن الحق لا يُتهاون فيه ولو في الشيء اليسير، لأن ترك الصغير قد يؤدي إلى ترك الكبير.
فاستنار عمر بن الخطاب رضي الله له بقول أبي بكر، وعرف أن هذا هو الصواب، فقال: "فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال، فعرفت أنه الحق".

3. الدروس المستفادة:

● وجوب التمسك بأركان الإسلام جميعاً: فالإسلام لا يقبل التجزيء، فمن أنكر ركناً معلوماً من الدين بالضرورة كالصلاة أو الزكاة فهو كافر.
● حكمة الخلفاء الراشدين: الموقف يظهر حكمة أبي بكر وثباته على الحق، وحسن إنابة عمر وقبوله للحق عندما يتضح.
● الاجتهاد في فهم النصوص: فقد اجتهد عمر أولاً ثم رجع إلى رأي أبي بكر عندما تبين له الدليل.
● الشجاعة في تطبيق الشرع: أبو بكر ضرب المثل في القوة في الحق وعدم المساومة على principles الإسلام.
● الإيمان بقضاء الله وقدره: حيث أنار الله صدر أبي بكر للصواب، وهذا من توفيق الله لأوليائه.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث أصل في حكم مانع الزكاة، وأنه يقاتل إذا امتنع عنها مع اعتقاده فرضيتها.
- الخليفة أبو بكر طبّق هذا الحكم عملياً، وقاتل القبائل المرتدة حتى رجعت إلى الإسلام.
- يستدل به العلماء على أن تارك الصلاة أو الزكاة كافر مرتد إذا جحد فرضيتها، أما إذا أقر بالفرض وتركها كسلاً فإنه لا يكفر ولكن يأثم ويعزر.
- في هذا الحديث دليل على مكانة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وحبهما للحق وتواصلهما به.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الاعتصام بالكتاب والسنة (٧٢٨٤)، ومسلم في الإيمان (٢٠)
كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث بن سعد، عن عقيل، عن الزهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبي هريرة .. فذكر الحديث ولفظهما سواء.
وروي نحوه من حديث أنس إلا أنه خطأ، رواه النسائي (٣٠٩٤) عن محمد بن بشار، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا عمران أبو العوام القطان، حدثنا معمر، عن الزهري، عن أنس .. فذكر نحوه.
وقال النسائي عقبه: «عمران القطان ليس بالقوي في الحديث، وهذا الحديث خطأ، والذي قبله، الصواب حديث الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 136 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله

📜 حديث: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية