حديث: إن لقيتم فلانا وفلانا فاقتلوهما

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب توديع الجيوش

عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله ﷺ سرية وأنا فيهم، فقال: «إن لقيتم فلانا وفلانا فحرقوهما بالنار، فلما ودعنا النبي ﷺ قال: «إني كنت أمرتكم أن تحرقوهما
بالنار، وإنه لا ينبغي أن يعذب بعذاب الله غيره، فإن لقيتموهما فاقتلوهما».

صحيح: رواه النسائي في الكبرى (٨٧٥٣) عن الحارث بن مسكين قراءة عليه - عن ابن وهب، قال: حدثني عمرو بن الحارث - وذكر آخر - عن بُكير بن عبد الله، عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله ﷺ سرية وأنا فيهم، فقال: «إن لقيتم فلانا وفلانا فحرقوهما بالنار، فلما ودعنا النبي ﷺ قال: «إني كنت أمرتكم أن تحرقوهما
بالنار، وإنه لا ينبغي أن يعذب بعذاب الله غيره، فإن لقيتموهما فاقتلوهما».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث: رواه البخاري (3016) ومسلم (1671) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ سَرِيَّةً وَأَنَا فِيهِمْ، فَقَالَ: «إِنْ لَقِيتُمْ فُلَانًا وَفُلَانًا فَحَرِّقُوهُمَا بِالنَّارِ»، فَلَمَّا وَدَّعْنَا النَّبِيُّ ﷺ قَالَ: «إِنِّي كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحَرِّقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا بِالنَّارِ، وَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُعَذَّبَ بِعَذَابِ اللَّهِ غَيْرَهُ، فَإِنْ لَقِيتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا».


1. شرح المفردات:


● سَرِيَّةً: جماعة من الجيش يبلغون نحو خمسة إلى أربعمائة، تُبْعَث لأمر خاص.
● وَدَّعْنَا: ودعناه عند الرحيل، أي قال لنا كلام الوداع.
● لا يَنْبَغِي: لا يُحْسِنُ ولا يليق، أي لا يجوز شرعًا.
● بِعَذَابِ اللَّهِ: العذاب الذي اختص الله به نفسه، وهو النار، فلا يجوز لأحد أن يعذب بها.


2. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه أنه كان في سرية (فرقة عسكرية) بعثها النبي ﷺ لملاقاة بعض الأعداء. وأمرهم النبي ﷺ في البداية إذا لقوا رجلين معينين (فلان وفلان) أن يحرقوهما بالنار، وذلك لشدة جرمهما وخيانتهما.
ثم لما همَّت السرية بالرحيل، جاءهم النبي ﷺ ليوَدِّعهم، فعدل عن أمره الأول، وبيَّن لهم أن عذاب النار هو عذاب خاص بالله تعالى، لا ينبغي لأحد من خلقه أن يتعبد به أو يتخذ وسيلة للإعدام، حتى ولو كان المجرم مستحقًا للقتل. فأمرهم بدلاً من ذلك بقتلهما قتلاً عاديًّا إذا لقوهما.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة النبي ﷺ وصدقه: الحديث من أعظم الأدلة على صدق نبوة محمد ﷺ وأمانته في تبليغ الوحي. فهو يبلغ أمرًا ثم يعود ليعدل عنه بما أوحي إليه، مما يدل على أنه لا ينطق عن الهوى.
2- تحريم التعذيب بالنار: فيه تحريم قاطع لإحراق الناس بالنار كعقوبة، لأن النار عذاب الله الخاص في الآخرة، ولا يجوز لأحد أن ينازع الله في هذا العذاب. وهذا من كمال الرحمة والعدل في الشريعة الإسلامية.
3- مرونة الشريعة وعدلها: الشريعة تهدف إلى تحقيق العدل، والقتل عقوبة مشروعة لبعض الجرائم، ولكنها تمنع الوسائل الوحشية التي فيها تعذيب أو تمثيل بالجسد.
4- جواز تغيير الحكم لمصلحة: يجوز للإمام أو القائد تغيير أمره إلى ما هو أولى وأحسن إذا ظهرت له المصلحة، وهو ما يسمى في أصول الفقه "نسخ الحكم".
5- التثبت في تنفيذ الأوامر: ليس للمأمور أن يتعجل في تنفيذ الأمر قبل استكمال تلقيه واستيفاء شروطه، فقد يعدل الإمام عن أمره الأول.


4. معلومات إضافية:


● الحكمة من النهي: النهي عن التحريق بالنار حتى لو كان المحقون كافرًا أو مرتدًا، جاء لحكم عظيمة منها:
- منع التشبه بالله في خاصية من خصائصه (إحراق العصاة).
- سد ذريعة الوحشية والتعذيب، فالإسلام يشرع القصاص والحدود ولكن دون تعذيب أو تمثيل.
- الرحمة حتى بالمعاقب، فالقتل بدون تعذيب أهون وأسرع في إنهاء الحياة.
● حكم القتل بدلاً من الإحراق: القتل الذي أمر به النبي ﷺ هو القتل بالسيف أو ما شابهه من وسائل القتل المعتادة التي لا فيها تعذيب شديد.
● الفرق بين التعذيب والعقوبة: العقوبة المشروعة (كالقصاص أو الحد) تختلف عن التعذيب المحرم، فالأولى مقصودة للزجر والعدل، والثاني قائم على الانتقام والتشفّي.
فهذا الحديث من جوامع كلمه ﷺ، الذي جمع بين تحقيق justice وإقامة الحد، وبين منع القسوة والوحشية في التنفيذ.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي في الكبرى (٨٧٥٣) عن الحارث بن مسكين قراءة عليه - عن ابن وهب، قال: حدثني عمرو بن الحارث - وذكر آخر - عن بُكير بن عبد الله، عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة، فذكره.
وعلّقه البخاري في الجهاد والسير (٢٩٥٤) عن ابن وهب، أخبرني عمرو وحده به. وعند البخاري في موضع آخر (٣٠١٦) من غير ذكر التوديع.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 125 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن لقيتم فلانا وفلانا فاقتلوهما

  • 📜 حديث: إن لقيتم فلانا وفلانا فاقتلوهما

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن لقيتم فلانا وفلانا فاقتلوهما

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن لقيتم فلانا وفلانا فاقتلوهما

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن لقيتم فلانا وفلانا فاقتلوهما

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب