حديث: إن تطعنوا في إمرة أسامة فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب يُولّي الإمام أميرَ الحرب من هو الأصلح لها
وإن هذا لمن أحب الناس إليَّ بعده».
متفق عليه: رواه البخاري في الأحكام (٧١٨٧)، ومسلم في فضائل الصحابه (٢٤٢٦: ٦٣) من طريقين عن عبد الله بن دينار أنه سمع ابن عمر يقول .

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه وغيره، يحمل دروساً عظيمة في القيادة والعدل والثقة في اختيارات النبي ﷺ.
أولاً. شرح المفردات:
● بعث: أي سرية أو مجموعة قتالية أرسلها النبي ﷺ.
● أمّر عليهم: جعله أميراً وقائداً عليهم.
● طعن الناس: اعترضوا وأنكروا وانتقدوا.
● خليقاً للإمرة: جديراً بها وأهلاً لها.
● أيم الله: قسمٌ بالله تعالى.
ثانياً. شرح الحديث:
يحدثنا الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ اختار أسامة بن زيد رضي الله عنه - وكان شاباً في حدود العشرين من عمره - ليقود سرية عسكرية إلى أرض البلقاء من الشام. فاعترض بعض الناس على هذا التعيين لصغر سن أسامة، فغضب النبي ﷺ غضباً شديداً، وخطب في الناس مؤكداً على几个 نقاط مهمة:
1- الرد على الاعتراض التاريخي: لاحظوا أن اعتراضهم هذا ليس جديداً، بل سبق أن اعترضوا على تعيين والد أسامة، زيد بن حارثة رضي الله عنه، وهو أول من أسلم من الموالي وأحد أحب الناس إلى قلب النبي ﷺ. كان الاعتراض حينها لأنه كان مولى (عبداً سابقاً)، والآن يعترضون لأن ابنه شاب.
2- تأكيد الكفاءة: أقسم النبي ﷺ بالله أن أسامة "خليق للإمرة"، أي أنه كفؤ لها ومؤهل لها تماماً، وذلك لما عرفه منه من حنكة وشجاعة وإيمان، رغم صغر سنه.
3- بيان مكانة الأسرة: بين النبي ﷺ حبه لزيد بن حارثة ثم لابنه أسامة من بعده، مما يدل على مكانة هذه الأسرة الكريمة عنده ﷺ، وأن حبه لهم ليس عاطفياً فحسب، بل مقرونٌ بالثقة في كفاءتهم.
ثالثاً. الدروس المستفادة:
1- الكفاءة وليس السن أو النسب هي معيار القيادة: الإسلام يرفض التعصب للسن أو الجاه أو النسب، ويجعل معيار التفاضل التقوى والكفاءة، كما قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
2- طاعة ولي الأمر في غير معصية: كان هذا الحديث درساً للمسلمين في وجوب الانقياد لاختيار القائد، وعدم الخوض في الأمر بما يضعف الجيش ويوهن عزيمته.
3- ثقة القائد في كوادره: النبي ﷺ وهو القائد الأعلى، كان يرى في أسامة من الكفاءة ما لم يره الآخرون، مما يعلمنا كقادة أن ننظر إلى الإمكانات الكامنة في الشباب ونوكل إليهم المهام بما يناسب طاقاتهم.
4- الرد على المتعصبين: يوجه الحديث رسالة قوية ضد التعصب للعرق أو السن أو المركز الاجتماعي، فزيد كان عبداً وأسامة شاباً، وكلاهما كانا عند رسول الله ﷺ من أفضل القادة.
5- مكانة الحب في الله: حب النبي ﷺ لزيد وأسامة كان حباً في الله، قائماً على الإيمان والتقوى، وليس على القرابة الدنيوية.
رابعاً. معلومات إضافية:
● أسامة بن زيد: هو ابن زيد بن حارثة مولى رسول الله ﷺ، وُلد في الإسلام، وكان يلقب بـ "الحب ابن الحب" لحب النبي له ولأبيه.
- استمرت سرية أسامة بعد وفاة النبي ﷺ بتنفيذ أمر أبي بكر الصديق رضي الله عنه، مما يؤكد ثقة الخلفاء الراشدين باختيار النبي ﷺ.
- هذا الحديث من أعلام نبوة محمد ﷺ، حيث أثبتت الأحداث لاحقاً كفاءة أسامة القيادية.
نسأل الله أن يفقهنا في سنن نبيه، وأن يجعلنا من المتبعين لهديته.
والله أعلم.
تخريج الحديث
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «اجتماع القوة والأمانة في الناس قليل؛ ولهذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: اللهم أشكو إليك جلد الفاجر وعجز الثقة. فالواجب في كل ولاية الأصلح بحسبها. فإذا تعين رجلان أحدهما أعظم أمانة والآخر أعظم قوة، قدم أنفعهما لتلك الولاية، وأقلهما ضررا فيها؛ فيقدم في إمارة الحروب الرجل القوي الشجاع - وإن كان فيه فجور - على الرجل الضعيف العاجز وإن كان أمينا كما سئل الإمام أحمد: عن الرجلين يكونان أميرين في الغزو، وأحدهما قوي فاجر، والآخر صالح ضعيف مع أيهما يُغزى؟ فقال: أما الفاجر القوي فقوته للمسلمين وفجوره على نفسه؛ وأما الصالح الضعيف فصلاحه لنفسه وضعفه على المسلمين، فيُغزى مع القوي الفاجر، وقد قال النبي ﷺ: «إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر». وروي»بأقوام لا خلاق لهم». هان لم يكن فاجرًا كان أولى بإمارة الحرب ممن هو أصلح منه في الدين إذا لم يسد مسده. ولهذا كان النبي ﷺ يستعمل خالد بن الوليد على الحرب منذ أسلم وقال: «إن خالدًا سيفٌ سلّه الله على المشركين». مع أنه أحيانا قد كان يعمل ما ينكره النبي ﷺ.
وأمّر النبي ﷺ مرة عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل - استعطافا لأقاربه الذين بعثه إليهم - على من هم أفضل منه. وأمّر أسامة بن زيد لأجل طلب ثأر أبيه. وكذلك كان يستعمل الرجل لمصلحة راجحة مع أنه قد كان يكون مع الأمير من هو أفضل منه في العلم والإيمان». مجموع الفتاوى (٢٨ - ٢٥٤ - ٢٥٦).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 121 من أصل 424 حديثاً له شرح
- 96 جرح وجه رسول الله وكسرت رباعيته يوم أحد.
- 97 نساء نداوي الكلمى ونقوم على المرضى في الغزو
- 98 نسقي ونداوي الجرحى ونرد القتلى إلى المدينة
- 99 أم سليط أحق لأنها كانت تزفر لنا القرب يوم أحد
- 100 غزو النساء: فيسقين الماء ويداوين الجرحى
- 101 أم سليم معها خنجر يوم حنين تبقر به بطن المشرك
- 102 إن رسول الله ﷺ لم يكن يقتل الصبيان
- 103 أصنع لهم الطعام، وأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى
- 104 نساء الأنصار يسقين الماء ويداوين الجرحى مع النبي ﷺ في...
- 105 اللهم إني أحرم ما بين لابتيها بمثل ما حرم إبراهيم...
- 106 لا تمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا
- 107 لا تمنوا لقاء العدو فإذا لقيتموهم فاصبروا
- 108 بُعثت بجوامع الكلم ونصرت بالرعب
- 109 جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم
- 110 الجهاد في بر الوالدين: "أحي والداك؟ نعم، ففيهما فجاهد"
- 111 ارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما
- 112 الجنة تحت أقدام الأمهات
- 113 أقم على أمك يا ابن أخت
- 114 أبو طلحة لا يصوم على عهد النبي من أجل الغزو
- 115 بايعنا رسول الله على الموت
- 116 بايعناه على أن لا نفر ولم نبايعه على الموت
- 117 رفض البيعة على الموت بعد النبي
- 118 إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال
- 119 سيروا بسم الله وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله
- 120 أكثرهم للموت ذكرًا وأحسن له استعدادًا
- 121 إن تطعنوا في إمرة أسامة فقد كنتم تطعنون في إمرة...
- 122 إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر
- 123 إن الله ليؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم
- 124 استشهاد قادة المسلمين في غزوة مؤتة
- 125 إن لقيتم فلانا وفلانا فاقتلوهما
- 126 كان رسول الله ﷺ إذا شيع جيشا فبلغ عقبة الوداع...
- 127 من ضيق منزلا أو قطع طريقا فلا جهاد له
- 128 تفرقكم في الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان
- 129 وصايا النبي ﷺ لقادة الجيوش والأمراء
- 130 خيلنا خيل الله إذا فزعنا
- 131 أصاب رسول الله ﷺ جويرية بنت الحارث في غزوة بني...
- 132 لم يكن النبي يغزو في الشهر الحرام إلا أن يغزى
- 133 كان إذا لم يقاتل أول النهار انتظر حتى تهب الأرواح...
- 134 خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين
- 135 كان رسول الله ﷺ يغير إذا طلع الفجر ويستمع الأذان
- 136 أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله
- 137 فمن قال: لا إله إلا الله فقد عصم مني نفسه...
- 138 لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على...
- 139 فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام
- 140 إذا قالوها، وصلوا صلاتنا، واستقبلوا قبلتنا، وذبحوا ذبيحتنا فقد حرمت...
- 141 فإذا قالوا: لا إله إلا الله عصموا مني دماءهم وأموالهم...
- 142 اذهبوا فخلوا سبيله فإنما أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا
- 143 من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من...
- 144 أشد أهل الجنة تحابا
- 145 عنوان الحديث: "تؤمن بالله واليوم الآخر وتقيم الصلاة وتعبُد...
معلومات عن حديث: إن تطعنوا في إمرة أسامة فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه
📜 حديث: إن تطعنوا في إمرة أسامة فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إن تطعنوا في إمرة أسامة فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إن تطعنوا في إمرة أسامة فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إن تطعنوا في إمرة أسامة فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








