حديث: خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الساعة التي يستحب فيها القتال

عن أنس قال: كان رسول الله ﷺ إذا غزا قوما لم يُغِرْ عليهم حتى يصبح، فإن سمع أذانا أمسك، وإن لم يسمع أذانا أغار بعد ما يصبح، فنزلنا خيبر ليلا.
وفي لفظ: أن النبي ﷺ خرج إلى خيبر، فجاءها ليلا، وكان إذا جاء قوما بليل لا يغير عليهم حتى يصبح، فلما أصبح خرجت يهود بمساحيهم ومكاتلهم، فلما رأوه قالوا: محمد والله، محمد والخميس فقال النبي ﷺ: «الله أكبر! خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين».

صحيح: رواه البخاري في الجهاد والسير (٢٩٤٣) عن عبد الله بن محمد، حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا أبو إسحاق، عن حميد قال: سمعت أنسا يقول .

عن أنس قال: كان رسول الله ﷺ إذا غزا قوما لم يُغِرْ عليهم حتى يصبح، فإن سمع أذانا أمسك، وإن لم يسمع أذانا أغار بعد ما يصبح، فنزلنا خيبر ليلا.
وفي لفظ: أن النبي ﷺ خرج إلى خيبر، فجاءها ليلا، وكان إذا جاء قوما بليل لا يغير عليهم حتى يصبح، فلما أصبح خرجت يهود بمساحيهم ومكاتلهم، فلما رأوه قالوا: محمد والله، محمد والخميس فقال النبي ﷺ: «الله أكبر! خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو من الأحاديث الصحيحة التي أخرجها الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، يحكي لنا جانباً من سيرة النبي ﷺ الحربية وأخلاقه في القتال، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً إن شاء الله.

أولاً. شرح المفردات:


● غَزا: خرج للقتال في سبيل الله.
● لم يُغِرْ عليهم: لم يهجم عليهم فجأة ليلاً.
● حتى يُصبح: حتى يطلع الفجر ويتبين النهار.
● أذاناً: صوت المؤذن للصلاة.
● أمسك: كف عن القتال وترك الهجوم.
● خيبر: مكان معروف شمال المدينة كانت تسكنه قبائل يهودية قوية.
● بمساحيهم ومكاتلهم: المساحي: جمع مسحاة، وهي آلة للحفر. المكاتل: جمع مِكْتَل، وهي سلال يحمل فيها التمر أو التراب.
● محمد والخميس: الخميس: الجيش، أي محمد وجيشه.
● خَرِبَتْ خيبر: هلكت وخسرت.
● بساحة قوم: بأرضهم وديارهم.
● فساء صباح المنذرين: بئس صباح القوم الذين أنذروا بالعذاب فلم ينتبهوا.


ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله ﷺ، عن أخلاق النبي العظيمة حتى في ساحة الحرب. فكان من هديه ﷺ إذا أراد غزو عدو أن لا يهجم عليهم ليلاً بشكل مفاجئ، بل كان ينتظر حتى يطلع الفجر ويدخل وقت الصبح.
وكان لهذا الانتظار حكمة عظيمة:
1- فإن سمع أذاناً (أي صوت مؤذن يؤذن لصلاة الفجر)، فإن هذا دليل على أن في هذا المكان مسلمين، فيكف عن القتال احتراماً للصلاة وحماية للمسلمين.
2- وإن لم يسمع أذاناً، أي لم يسمع نداء الصلاة، فهذا يدل على أن المكان ليس فيه مسلمون، أو أن أهله من الكفار، فيهاجمهم بعد أن يصبح النهار ويتبين، فلا يكون القتال في الظلام الذي قد يؤدي إلى قتل من لا يستحق القتال أو يزيد في الفوضى.
ثم يضرب لنا أنس مثالاً عملياً على هذا الخلق النبوي، فيذكر غزوة خيبر، حيث وصل النبي ﷺ وجيشه إلى خيبر ليلاً، فلم يهجموا فوراً، بل انتظروا حتى أصبح الصباح.
فلما أصبح الصباح، خرج يهود خيبر من حصونهم إلى مزارعهم لا يشعرون بوجود الجيش الإسلامي، يحملون أدواتهم للعمل (مساحيهم ومكاتلهم). فلما رأوا النبي ﷺ وجيشه المفاجئ لهم، صاحوا مندهشين: "مُحَمَّدٌ وَاللهِ، مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ" (أي محمد وجيشه).
عندها رفع النبي ﷺ صوته بالتكبير قائلاً: "الله أكبر! خَرِبَتْ خَيْبَرُ"، أي هلكت وخسرت، ثم قال كلمته البليغة: "إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ".
ومعنى هذه الجملة العظيمة: أننا إذا نزلنا بأرض قوم وحللنا بهم، فإن صباحهم سيكون صباحاً سيئاً (بئس الصباح) لأنهم كانوا قد أنذروا (أُخْبِروا وحُذِّروا) من عذاب الله فلم يؤمنوا ولم يستجيبوا، فحل بهم ما حذرهم منه الأنبياء.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الرحمة حتى مع الأعداء: يظهر الحديث رحمة النبي ﷺ حتى في أحرج المواقف وأصعبها، وهي ساحة الحرب، حيث كان يتأنى ولا يبادر بالهجوم ليلاً حماية للأبرياء وغير المقاتلين.
2- التقيد بآداب الحرب في الإسلام: شرع الإسلام آداباً للقتال تحرم الغدر، وتأمر بالإنذار قبل القتال، وتحرم قتل النساء والصبيان والشيوخ وغير المقاتلين. انتظار الصباح يتيح تمييز المقاتلين من غيرهم.
3- تعظيم شعار الإسلام: كان الامتناع عن القتال عند سماع الأذان دليلاً على تعظيم شعائر الله وتوقيرها.
4- الثقة بنصر الله: قول النبي ﷺ "خربت خيبر" قبل أن يبدأ القتال هو من باب الثقة المطلقة بنصر الله وتأييده، وهو بشارة للمسلمين وتثبيت لهم.
5- العاقبة للمتقين: الحديث عبرة لكل من يعادي الله ورسوله، فإن عاقبته الخسران والهلاك، كما حدث ليهود خيبر الذين حاربوا الله ورسوله فكان عاقبتهم أن فتح المسلمون حصونهم وانتصر عليهم.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● غزوة خيبر: كانت في السنة السابعة للهجرة، وكانت من أعظم الغزوات حيث قضى المسلمون على one of the last remaining Jewish strongholds near Medina, securing the Muslim community's safety and demonstrating the strength of the emerging Islamic state.
● الفرق بين الغزو والغارة: الغزو هو القتال في سبيل الله، أما الإغارة فهي الهجوم المفاجئ. فالنبي ﷺ كان يغزو (أي يخرج للجهاد) ولكن لا يغير
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجهاد والسير (٢٩٤٣) عن عبد الله بن محمد، حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا أبو إسحاق، عن حميد قال: سمعت أنسا يقول .. فذكره. ورواه (٢٩٤٥) عن عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن حميد، عن أنس .. فذكره باللفظ الثاني.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 134 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين

  • 📜 حديث: خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب