حديث: لم يكن النبي يغزو في الشهر الحرام إلا أن يغزى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية القتال في الشهر الحرام إلا إذا هاجم العدو

عن جابر قال: لم يكن رسول الله ﷺ يغزو في الشهر الحرام إلا أن يُغزى - أو يُغزوا - فإذا حضر ذلك أقام حتى ينسلخ.

صحيح: رواه أحمد (١٤٥٨٣) عن حجين بن المثنى، حدثنا ليث، عن أبي الزبير، عن جابر .

عن جابر قال: لم يكن رسول الله ﷺ يغزو في الشهر الحرام إلا أن يُغزى - أو يُغزوا - فإذا حضر ذلك أقام حتى ينسلخ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وفيه يقول: "لم يكن رسول الله ﷺ يغزو في الشهر الحرام إلا أن يُغزى - أو يُغزوا - فإذا حضر ذلك أقام حتى ينسلخ".

أولاً. شرح المفردات:


● يغزو: أي يخرج للقتال في سبيل الله.
● الشهر الحرام: هي الأشهر الحرم الأربعة التي حرم الله فيها القتال، وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب.
● يُغزى: بمعنى أن يُغزَأ عليه، أي يُهاجَم من قِبَل العدو.
● يُغزوا: بمعنى أن يغزوا هم، أي يهاجموا هم العدو (وهي رواية أخرى للحديث).
● حضر ذلك: أي دخل وقت الشهر الحرام.
● أقام حتى ينسلخ: أي بقي في مكانه ولم يتحرك للقتال حتى ينتهي الشهر الحرام.

ثانيًا. شرح الحديث:


هذا الحديث يبين لنا منهج النبي ﷺ في التعامل مع الأشهر الحرم، حيث كان لا يبدأ بالقتال فيها احترامًا لحرمتها، إلا إذا هاجمه العدو فيها، فحينئذٍ كان يدافع عن نفسه وأمته. وإذا دخل الشهر الحرام وهو في طريق لغزوة، فإنه كان يتوقف ويبقى في مكانه حتى ينقضي الشهر، ثم يستأنف السير والقتال بعد ذلك.
والحديث فيه دليل على عظيم احترام النبي ﷺ لحرمات الله، وتقديره للمقدسات التي شرعها الله تعالى. فالأشهر الحرم لها مكانة خاصة في الإسلام، وقد جاء التأكيد على تحريم القتال فيها في القرآن الكريم في قوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [التوبة: 36].

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- وجوب احترام حرمات الله: فالنبي ﷺ كان قدوة في احترام ما حرَّم الله، وهذا يدل على أن المسلم مطالب بتوقير ما عظَّمه الله.
2- الدفاع عن النفس مشروع في كل وقت: فإذا هاجم العدو في الأشهر الحرم، جاز للمسلمين الدفاع عن أنفسهم ودينهم وأرضهم.
3- التزام الأدب مع الله وشرعه: فالنبي ﷺ لم يستثنِ من حرمة الأشهر الحرم إلا حال الضرورة وهي الدفاع عن النفس.
4- التريث وعدم الاستعجال في الأمور: فإذا دخل الشهر الحرام وهو في طريق للغزو، فإنه ينتظر حتى ينقضي الشهر، وهذا يدل على الحكمة والصبر.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب "الجهاد وآدابه" في كتب السنة.
- رواه الإمام أحمد في مسنده، وحسنه بعض أهل العلم.
- الأشهر الحرم كانت معظمة عند العرب حتى في الجاهلية، فأكَّد الإسلام على تعظيمها وزاد من احترامها.
- القتال في الأشهر الحرم حرام إلا للدفاع عن النفس أو رد العدوان.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٤٥٨٣) عن حجين بن المثنى، حدثنا ليث، عن أبي الزبير، عن جابر .. فذكره.
وإسناده صحيح، وأبو الزبير هو: محمد بن مسلم بن تدرس المكي، والليث هو: ابن سعد، وكان الليث لا يروي عن أبي الزبير إلا ما علم أنه سمعه من جابر.
وقوله: «فإذا حضر ذلك أقام حتى ينسلخ» أي إذا غزي دافع عن الإسلام وأهله حتى يندحر العدو.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 132 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لم يكن النبي يغزو في الشهر الحرام إلا أن يغزى

  • 📜 حديث: لم يكن النبي يغزو في الشهر الحرام إلا أن يغزى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لم يكن النبي يغزو في الشهر الحرام إلا أن يغزى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لم يكن النبي يغزو في الشهر الحرام إلا أن يغزى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لم يكن النبي يغزو في الشهر الحرام إلا أن يغزى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب