حديث: لا تمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن تمني لقاء العدو

عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله - وكان كاتبا له - قال: كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى حين خرج إلى الحرورية فقرأته فإذا فيه: «إن رسول الله ﷺ في بعض أيامه التي لقي فيها العدو، انتظر حتى مالت الشمس، ثم قام في الناس، فقال: «أيها الناس لا تمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف»، ثم قال: «اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم، وانصرنا عليهم».

متفق عليه: رواه البخاري في الجهاد والسير (٣٠٢٤ - ٣٠٢٥)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٤٢: ٢٠) كلاهما من حديث موسى بن عقبة، عن سالم أبي النضر فذكره والسياق للبخاري.

عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله - وكان كاتبا له - قال: كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى حين خرج إلى الحرورية فقرأته فإذا فيه: «إن رسول الله ﷺ في بعض أيامه التي لقي فيها العدو، انتظر حتى مالت الشمس، ثم قام في الناس، فقال: «أيها الناس لا تمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف»، ثم قال: «اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم، وانصرنا عليهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من سنة نبيه الكريم.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تتعلق بآداب الجهاد ومواقف النبي ﷺ في الحروب، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بحول الله وقوته.

أولاً. شرح المفردات:


● سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله: راوي الحديث، وهو مولى (أي عبد مُعْتَق) لعمر بن عبيد الله، وكان كاتبه.
● عبد الله بن أبي أوفى: صحابي جليل، شهد غزوة الخندق وما بعدها، وهو من أهل بيعة الرضوان.
● الحرورية: هم الخوارج الذين خرجوا على الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وسُمُّوا بذلك لأنهم تجمعوا في مكان يسمى "حروراء" قرب الكوفة.
● انتظر حتى مالت الشمس: أي انتظر النبي ﷺ حتى زالت الشمس عن كبد السماء (أي بعد الظهر).
● لا تمنوا لقاء العدو: لا تتمنوا встречу с врагом في الحرب.
● سلوا الله العافية: اطلبوا من الله السلامة والعافية من الشرور والأخطار.
● الجنة تحت ظلال السيوف: أي أن الجنة تُنال بالصبر والثبات في القتال تحت ظلال السيوف المرفوعة.
● منزل الكتاب: الذي أنزل القرآن.
● مجري السحاب: الذي يسير السحاب بقدرته.
● هازم الأحزاب: الذي هزم الأحزاب (أي قبائل المشركين) في غزوة الخندق.


ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه أن النبي ﷺ في أحد أيام الجهاد التي كان يلتقي فيها مع الأعداء، انتظر حتى مالت الشمس (أي بعد الزوال)، ثم قام خطيباً في الناس فقال:
1- «أيها الناس لا تمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية»:
- هنا ينهى النبي ﷺ عن تمني لقاء العدو؛ لأن ذلك قد يكون ناشئاً عن غرور أو ثقة بالنفس، والأولى للمسلم أن يسأل الله العافية والسلامة، ويترك الأمر لله تعالى.
- وهذا لا يعني التخوّف أو الجبن، بل هو أدب مع الله واعتراف بقدرته، مع الاستعداد للقتال عند اللقاء.
2- «فإذا لقيتموهم فاصبروا»:
- إذا حصل اللقاء بالعدو، فالواجب على المسلم الصبر والثبات وعدم الفرار، لأن الصبر من أعظم أسباب النصر.
3- «واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف»:
- هذه العبارة تحمل معنى عظيماً، فهي تذكير بأن الجنة لا تُنال بالراحة والدعة، بل بالتضحية والجهاد في سبيل الله.
- "ظلال السيوف" كناية عن شدة القتال واختلاط السيوف في المعركة، وأن الثبات في هذا الموقف العظيم يوصِل إلى الجنة.
4- ثم دعا النبي ﷺ فقال: «اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم، وانصرنا عليهم»:
- في هذا الدعاء يتوجه النبي ﷺ إلى الله بأسمائه وصفاته:
● منزل الكتاب: أي القرآن، وهو مصدر الهداية والقوة للمسلمين.
● مجري السحاب: الذي يسيّر السحاب كما يشاء، دلالة على قدرته المطلقة.
● هازم الأحزاب: الذي هزم الأحزاب في غزوة الخندق، وهو تعزيز للثقة بنصر الله.
- ثم يسأل الله هزيمة الأعداء ونصرة المؤمنين.


ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- عدم تمني لقاء العدو: وهذا أدب إيماني، فالمسلم لا يتعجل الشر، بل يسأل الله السلامة، لكن إذا وقع القتال يجب الصبر والثبات.
2- الصبر في القتال: من أهم أسباب النصر، وهو علامة الإيمان القوي.
3- الترغيب في الجنة: تذكير المسلمين بالجنة يحفزهم على الاستبسال في القتال والتضحية في سبيل الله.
4- التوجه إلى الله بالدعاء: النبي ﷺ علمنا كيف ندعو الله في momentos الشدة، بأن نذكر أسماء الله وصفاته، ونثق فيه تعالى.
5- الثقة بنصر الله: كما نصر الله المؤمنين في الأحزاب، فهو قادر على نصرهم في كل زمان ومكان.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي يستدل بها على أن الجهاد ليس مقصوداً لذاته، بل هو وسيلة لإعلاء كلمة الله، والأصل طلب العافية.
- يستحب الدعاء بهذا الدعاء عند لقاء الأعداء أو في momentos الخوف والقلق.
- الحديث يظهر حكمة النبي ﷺ في قيادة الجيش، حيث كان يرفع معنويات الجنود بالترغيب في الجنة والدعاء.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا الفهم في دينه والعمل بسنة نبيه ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجهاد والسير (٣٠٢٤ - ٣٠٢٥)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٤٢: ٢٠) كلاهما من حديث موسى بن عقبة، عن سالم أبي النضر فذكره والسياق للبخاري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 106 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا

  • 📜 حديث: لا تمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب