إن رسول الله ﷺ لم يكن يقتل الصبيان

حديث: إن رسول الله ﷺ لم يكن يقتل الصبيان

عن يزيد بن هرمز: أن نجدة كتب إلى ابن عباس يسأله عن خمس خلال فقال ابن عباس: لولا أن أكتم علما ما كتبتُ إليه، كتب إليه نجدة: أما بعد فأخبِرْني هل كان رسول الله ﷺ يغزو بالنساء؟ وهل كان يضرب لهن بسهم؟ وهل كان يقتل الصبيان؟ ومتى ينقضي يتم اليتيم؟ وعن الخمس لمن هو؟ فكتب إليه ابن عباس: كتبت تسألني هل كان رسول الله ﷺ يغزو بالنساء، وقد كان يغزو بهن، فيداوين الجرحى، ويحذين من الغنيمة. وأما بسهم فلم يضرب لهن، وإن رسول الله ﷺ لم يكن يقتل الصبيان، فلا تقتل الصبيان. وكتبتَ تسألني متى ينقضي يتم اليتيم؟ فلعمري إن الرجل لتنبت لحيته وإنه لضعيف الأخذ لنفسه، ضعيف العطاء منها، فإذا أخذ لنفسه من صالح ما يأخذ الناس فقد ذهب عنه اليتم. وكتبتَ تسألني عن الخمس لمن هو؟ وإنا كنا نقول: هو لنا فأبى علينا قومنا ذاك».

صحيح: رواه مسلم في الجهاد والسير (١٨١٢: ١٣٧) عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن يزيد بن هرمز، مع بيان معانيه والدروس المستفادة منه:

أولاً. شرح المفردات:

● يغزو بالنساء: يأخذهن معه في الغزوات والحروب.
● يضرب لهن بسهم: يخصص لهن نصيباً من الغنائم.
● يحذين من الغنيمة: يأخذن منها بدون تخصيص نصيب ثابت.
● تنبت لحيته: يبلغ سن الرجولة ويظهر شعر وجهه.
● ضعيف الأخذ لنفسه: غير قادر على تدبير أموره بنفسه.
● ضعيف العطاء منها: غير قادر على الإنفاق على غيره.
● أبى علينا قومنا: رفضوا ذلك واعترضوا عليه.

ثانياً. شرح الحديث:

1- غزو النساء مع الرسول ﷺ:
- كان النبي ﷺ يأخذ النساء في الغزوات للقيام بأعمال الإسعاف والتمريض وخدمة المجاهدين.
- لكن لم يكن يُعطيهن نصيباً ثابتاً من الغنائم كالرجال، وإنما كن يأخذن منها بدون تخصيص.
2- عدم قتل الصبيان:
- أكد ابن عباس أن النبي ﷺ لم يكن يقتل الأطفال في الحروب.
- وهذا من رحمة الإسلام وعدله، فلا يجوز قتل غير المقاتلين.
3- انقضاء يتم اليتيم:
- اليتم لا ينتهي بمجرد بلوغ سن معين، بل بانتهاء ضعفه وحاجته.
- إذا أصبح قادراً على تدبير أموره بنفسه والإنفاق على غيره، فقد زال عنه حكم اليتم.
4- مسألة الخمس:
- ذكر ابن عباس أنهم كانوا يرون أن الخمس لآل بيت النبي ﷺ، لكن بعض الناس رفضوا هذا الرأي.
- والخمس هو نصيب من الغنائم كان يُعطى لذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل.

ثالثاً. الدروس المستفادة:

1. جواز خروج النساء في الجهاد للقيام بالأعمال المناسبة لهن.
2. تحريم قتل الأطفال وغير المقاتلين في الحروب.
3. أن حاجة اليتيم تنتهي بقدرته على الاستقلال بنفسه، وليس بمجرد بلوغه.
4. أهمية الرجوع إلى العلماء في المسائل الشرعية المعقدة.
5. أدب العالم في نشر العلم وعدم كتمانه.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث يظهر سعة علم ابن عباس رضي الله عنهما وفقهه العميق.
- المسائل التي سُئل عنها تتعلق بأحكام الجهاد والغنائم واليتامى، وهي من أهم أحكام الشريعة.
- قول ابن عباس "لولا أن أكتم علما ما كتبت إليه" يدل على وجوب تبليغ العلم ونشره.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجهاد والسير (١٨١٢: ١٣٧) عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب. حدثنا سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن يزيد بن هرمز .. فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 102 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن رسول الله ﷺ لم يكن يقتل الصبيان

📜 حديث: إن رسول الله ﷺ لم يكن يقتل الصبيان

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إن رسول الله ﷺ لم يكن يقتل الصبيان

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إن رسول الله ﷺ لم يكن يقتل الصبيان

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إن رسول الله ﷺ لم يكن يقتل الصبيان

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية