حديث: بايعنا رسول الله على الموت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب مبايعة الإمام الجيش عند القتال

عن سلمة بن الأكوع قال: بايعتُ النبي ﷺ، ثم عدلتُ إلى ظل الشجرة، فلما خف الناس، قال: «يا ابن الأكوع، ألا تبايع؟» قال: قلت: قد بايعتُ يا رسول الله. قال: «وأيضا» فبايعتُه الثانية. فقلت له: يا أبا مسلم على أي شيء كنتم تبايعون يومئذ؟ قال: على الموت.

متفق عليه: رواه البخاري في الجهاد والسير (٢٩٦٠)، ومسلم في الإمارة (١٨٦٠: ٨٠) كلاهما من طريق يزيد بن أبي عبيد - مولى سلمة بن الأكوع - عن سلمة رضي الله عنه قال .

عن سلمة بن الأكوع قال: بايعتُ النبي ﷺ، ثم عدلتُ إلى ظل الشجرة، فلما خف الناس، قال: «يا ابن الأكوع، ألا تبايع؟» قال: قلت: قد بايعتُ يا رسول الله. قال: «وأيضا» فبايعتُه الثانية. فقلت له: يا أبا مسلم على أي شيء كنتم تبايعون يومئذ؟ قال: على الموت.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهلاً وسهلاً بك أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث البيعة والجهاد، رواه الإمام البخاري في صحيحه، وغيره، وهو من رواية الصحابي الجليل سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، أحد الأبطال الأشداء في الإسلام.

أولاً. شرح المفردات:


● بايعتُ النبي ﷺ: أي ناولته يدي وأعطيته عهدي وولائي على السمع والطاعة في المنشط والمكره.
● عدلتُ إلى ظل الشجرة: أي تحوّلت واتجهت للجلوس في مكان ظليل تحت الشجرة.
● خف الناس: أي قلّ عددهم وتفرقوا بعد انتهاء البيعة.
● وأيضا: كلمة دعوة وتحريض على الخير، أي "هلمّ وكرّر البيعة وتقوّ بها".
● على الموت: أي على الثبات في القتال وعدم الفرار، حتى الموت في سبيل الله.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل سلمة بن الأكوع رضي الله عنه عن موقف جليل حصل في بيعة الرضوان تحت الشجرة، والتي كانت في غزوة الحديبية سنة 6 للهجرة.
● الموقف الأول: بايع سلمة رضي الله عنه النبي ﷺ بيعة واحدة مثل بقية الصحابة، على عدم الفرار من الزحف والثبات في وجه المشركين، ثم ذهب ليرتاح في ظل شجرة.
● الموقف الثاني: بعد أن انتهت البيعة وتفرق معظم الناس، لاحظ النبي ﷺ أن سلمة قد انصرف، فناداه بمحبّة وعطف قائلاً: (يا ابن الأكوع، ألا تبايع؟). وهذا يدل على حرص النبي ﷺ على خير أصحابه وفضله، وكأنه يمنحه فرصة أخرى لنيل أجر ومكانة أعلى.
● الموقف الثالث: أجاب سلمة بأنه قد بايع بالفعل، ولكن النبي ﷺ شجعه على المزيد من الخير بقوله: (وأيضا)، أي "يا بُنيّ، تعال وابايع مرة أخرى تكن لك بيعتان وأجران". فاستجاب سلمة مسرعًا وبايع النبي ﷺ بيعة ثانية.
ثم يسأل الراوي (وهو تلميذ سلمة) سلمةَ قائلاً: (يا أبا مسلم، على أي شيء كنتم تبايعون يومئذ؟) فيجيب سلمة بكل صدق وإيمان: (على الموت). أي أن البيعة كانت على الثبات في المعركة وعدم الهروب، حتى ولو أدى ذلك إلى الاستشهاد.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- حرص النبي ﷺ على منفعة أصحابه: نداؤه لسلمة وتشجيعه على البيعة الثانية يدل على عنايته ﷺ بكل فرد من أمته، ورغبته في رفع درجاتهم عند الله.
2- البيعة في الإسلام عهد ومسؤولية: ليست مجرد كلمات تقال، بل هي التزام بالطاعة والثبات على المبادئ، حتى في أحلك الظروف.
3- استحباب المبادرة إلى الطاعات وتكرارها: البيعة الثانية كانت زيادة في الخير والأجر، وهذا يدل على أن المسلم مطالب بالإكثار من الصالحات وعدم القناعة بالحد الأدنى.
4- الشجاعة والثبات في سبيل الله: البيعة "على الموت" هي أعلى درجات الإيمان والتضحية، وهي تربية للنفوس على عدم الخوف إلا من الله تعالى.
5- تواضع النبي ﷺ وحسن تعامله: حيث نادى سلمة بكنيته (يا ابن الأكوع) تكريمًا له، وحثّه بكلمة لطيفة (وأيضا) مما يجذب القلب ويحبب في الطاعة.

رابعًا. معلومات إضافية:


● بيعة الرضوان كانت تحت شجرة في الحديبية، ورضي الله عن الصحابة الذين بايعوا النبي ﷺ فيها، وقد نزل قرآن يمدحهم: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18].
- سلمة بن الأكوع رضي الله عنه كان من أشجع الصحابة وأسرعهم عدواً، وقد شهد الكثير من الغزوات وكان من الرماة الماهرين.
- هذا الحديث يدخل في باب "البيعة في الإسلام" و"فضل الجهاد والثبات فيه".
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على طاعته وطاعة رسوله ﷺ في المنشط والمكره.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجهاد والسير (٢٩٦٠)، ومسلم في الإمارة (١٨٦٠: ٨٠) كلاهما من طريق يزيد بن أبي عبيد - مولى سلمة بن الأكوع - عن سلمة رضي الله عنه قال .. فذكره.
وقوله: «على الموت» وفي رواية أخرى: «على الصبر وعلى ألا يفروا» فمن قال: على الموت فأراد لازمها ومن قال: على الصبر فقد حكى الحقيقة.
وقوله: «فقلت له يا أبا مسلم» القائل: هو يزيد بن أبي عبيد مولى سلمة، وأبو مسلم كنية سلمة بن الأكوع.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 115 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بايعنا رسول الله على الموت

  • 📜 حديث: بايعنا رسول الله على الموت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بايعنا رسول الله على الموت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بايعنا رسول الله على الموت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بايعنا رسول الله على الموت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب