حديث: خيلنا خيل الله إذا فزعنا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في النداء عند النفير: يا خيل الله

روي عن سمرة بن جندب قال: أما بعد: فإن النبي ﷺ سمى خيلنا «خيل الله» إذا فزعنا، وكان رسول الله ﷺ يأمرنا إذا فزعنا بالجماعة والصبر والسكينة، وإذا قاتلنا.

ضعيف: رواه أبو داود (٢٥٦٠)، والطبراني في الكبير (٧/ ٣٢٤) من طريقين عن يحيى بن حسان قال: أخبرنا سليمان بن موسى أبو داود، حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب، حدثني خبيب بن سليمان، عن أبيه سليمان بن سمرة، عن سمرة بن جندب .

روي عن سمرة بن جندب قال: أما بعد: فإن النبي ﷺ سمى خيلنا «خيل الله» إذا فزعنا، وكان رسول الله ﷺ يأمرنا إذا فزعنا بالجماعة والصبر والسكينة، وإذا قاتلنا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم سنّة نبيه ﷺ.
هذا حديث عظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، وفيه توجيهات نبوية ثمينة تتعلق بالجهاد في سبيل الله وإعداد القوة. وإليك الشرح المفصل له:

أولاً. شرح المفردات:


● أما بعد: كلمة استئناف للانتقال من المقدمة إلى صلب الموضوع، وكانت معروفة في خطب العرب.
● خيلنا: أي خيولنا التي نركبها في الجهاد.
● خيل الله: أي أنها مُعَدَّةٌ لنصرة دين الله ورفع كلمته.
● إذا فزعنا: أي إذا خفنا من عدو، أو نزل بنا أمر مفاجئ في الحرب، أو حين ننفر للقتال.
● الجماعة: الاجتماع وعدم التفرق.
● الصبر: الثبات وعدم الهرب عند لقاء العدو.
● السكينة: الطمأنينة وعدم الاضطراب والاستعجال، وعدم الجزع.


ثانياً. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي ﷺ كان يطلق على خيل المسلمين التي يُجهِّزونها للجهاد في سبيل الله "خيل الله". وهذا الاسم تكريم لها وتشريف، لأنها أعدت لسبب شريف وهو نصر دين الله تعالى، فهي في خدمة أمره وجهاد أعدائه، وليست للتفاخر أو الباطل.
ثم يذكر ﷺ وصيته للمسلمين عند الفزع، أي عند مواجهة العدو والخوف من شدة المعركة، فيأمرهم بثلاثة أمور هي أسس النصر:
1- بالجماعة: أي بالالتفاف حول القائد وعدم التفرق، فالتفرق سبب للهزيمة، والجماعة سبب للقوة والعزة. قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103].
2- والصبر: وهو الثبات في أرض المعركة وملاقاة العدو بشجاعة، وعدم الفرار، والصبر على مشقات الحرب وجراحها. والصبر من أعظم أسباب النصر، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال: 45].
3- والسكينة: وهي الطمأنينة التي يلقيها الله في قلوب المؤمنين، وعدم الاستعجال والتصرف بتهور، والثبات والوقار. وهي نعمة من الله تنزل على عباده المؤمنين، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح: 4].
ويختم بقوله: "وإذا قاتلنا"، أي أن هذه الأوامر (الجماعة، الصبر، السكينة) هي المنهج الذي يجب أن نلتزم به حين نقاتل الأعداء حق القتال.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تشريف الجهاد وأهله: تسمية الخيل "خيل الله" تشريف عظيم للمجاهدين وعُدَّتهم، وبيان أن الجهاد ذروة سنام الإسلام وأمر عظيم عند الله.
2- الحث على إعداد القوة: الحديث يحث على إعداد القوة المعنوية والمادية، فإعداد الخيل من الإعداد المادي، والأمر بالصبر والجماعة من الإعداد المعنوي.
3- أسس النصر الثلاثة: يحدد النبي ﷺ الأسس الرئيسية للنصر في المعارك، وهي: الوحدة (الجماعة)، وقوة التحمل (الصبر)، والثبات والاتزان (السكينة).
4- التربية النفسية للمجاهد: النبي ﷺ كان يربّي أصحابه على الثبات وعدم الذعر، ويغرس فيهم قيم الشجاعة والرباطة والجأش.
5- أن النصر من الله: تسمية الخيل "خيل الله" تذكير بأن النصر ليس بالعدد والعدة فقط، بل بتأييد الله ونصره للمؤمنين الذين يستحقون نصرَه بطاعتهم واتباعهم أوامر نبيّهم.


رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب "الجهاد وآدابه".
- الخيل كانت في ذلك الزمن هي سلاح المدرعات أو الدبابات في عصرنا، والمقصود هنا هو الإعداد بالقوة بشتى أنواعها، كما قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60].
- هذه التوجيهات لا تقتصر على الحروب العسكرية فحسب، بل يمكن تطبيقها على معارك الحياة كلها، فمواجهة الأزمات تحتاج إلى جماعة (تعاون)، وصبر (تحمل)، وسكينة (اتزان وعدم تسرع).
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا الفقه في دينه والثبات عليه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٥٦٠)، والطبراني في الكبير (٧/ ٣٢٤) من طريقين عن يحيى بن حسان قال: أخبرنا سليمان بن موسى أبو داود، حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب، حدثني خبيب بن سليمان، عن أبيه سليمان بن سمرة، عن سمرة بن جندب .. فذكره.
وهذا إسناد ضعيف فإن جعفر بن سعد بن سمرة ضعيف، وخبيب بن سليمان وأبوه مجهولان، وقد تكلم الذهبي في ترجمة جعفر بن سعد من الميزان على هذا الإسناد ثم قال: «وبكل حال هذا إسناد مظلم لا ينهض بحكم».
وأما سليمان بن موسى فهو الزهري وهو حسن الحديث قال أبو داود: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: أرى حديثه مستقيما محله الصدق صالح الحديث. وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 130 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خيلنا خيل الله إذا فزعنا

  • 📜 حديث: خيلنا خيل الله إذا فزعنا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خيلنا خيل الله إذا فزعنا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خيلنا خيل الله إذا فزعنا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خيلنا خيل الله إذا فزعنا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب