حديث: تفرقكم في الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب انضمام العسكر بعضهم إلى بعض عند ما ينزلون منزلا

عن أبي ثعلبة الخشني قال: كان الناس إذا نزلوا منزلا - في لفظ: كان الناس إذا نزل رسول الله ﷺ منزلا - تفرقوا في الشعاب والأودية فقال رسول الله ﷺ: «إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان». فلم ينزل بعد ذلك منزلا إلا انضم بعضهم إلى بعض حتى يقال: لو بسط عليهم ثوب لعمّهم.

صحيح: رواه أبو داود (٢٦٢٨)، وأحمد (١٧٧٣٦)، وصحّحه ابن حبان (٢٦٩٠)، والحاكم (٢/ ١١٥) كلهم من طرق عن الوليد بن مسلم، حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر، إنه سمع مسلم بن مشكم أبا عبيد الله يقول: حدثنا أبو ثعلبة الخشني .

عن أبي ثعلبة الخشني قال: كان الناس إذا نزلوا منزلا - في لفظ: كان الناس إذا نزل رسول الله ﷺ منزلا - تفرقوا في الشعاب والأودية فقال رسول الله ﷺ: «إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان». فلم ينزل بعد ذلك منزلا إلا انضم بعضهم إلى بعض حتى يقال: لو بسط عليهم ثوب لعمّهم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر رواه أبو داود في سننه، وهو حديث صحيح عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه، وفيه عظة وحكمة عظيمة.


1. شرح المفردات:


● نزلوا منزلاً: أي وصلوا إلى مكان ينزلون فيه للراحة أثناء السفر.
● تفرقوا في الشعاب والأودية: تشتتوا وانتشروا في الوديان والمنخفضات بين الجبال، كل مجموعة أو شخص في مكان منفرد.
● من الشيطان: أي أن هذا الفعل محرض عليه من قبل الشيطان، يريد به التفريق والضعف.
● انضم بعضهم إلى بعض: تجمعوا واصطفوا قريبين من بعضهم البعض.
● لو بسط عليهم ثوب لعمهم: لو وضع ثوب واحد فوقهم لتغطى به الجميع، لشدة تلاصقهم واجتماعهم.


2. شرح الحديث:


كان الصحابة رضي الله عنهم في إحدى أسفارهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، فكلما نزلوا مكانًا للاستراحة، كانوا يتفرقون في الأودية والتلال، كلٌ يبحث عن مكان منفرد أو خاص به أو مع أهله، بعيدًا عن الآخرين.
فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الفعل، وبين أن هذا التفرق والتشتت ليس من هدي المؤمنين، بل هو من إيحاءات الشيطان وتزيينه، لأنه يريد أن يفرق بينهم ويضعف روابطهم ويذهب بالألفة والوحدة.
فما كان من الصحابة إلا أن استجابوا لأمر نبيهم، فصاروا بعد ذلك إذا نزلوا منزلاً، يتجمعون ويقترب بعضهم من بعض حتى يصيروا كالجسد الواحد، متلاصقين متحابين، لدرجة أن الرائي لو أراد أن يغطيهم بثوب واحد (مثل عباءة أو غطاء) لاستطاع ذلك، من شدة اجتماعهم وعدم تباعدهم.


3. الدروس المستفادة منه:


1- ذم التفرق والتحذير منه: التفرق والتمزق من صفات أهل الضلال، والاجتماع والائتلاف من صفات المؤمنين. والشيطان حريص على تفريق كلمة المسلمين وتشتيت شملهم.
2- قوة الوحدة والاجتماع: الاجتماع قوة، والتفرق ضعف. وهذا ليس في السفر فقط، بل في كل شؤون الحياة: في الصلاة، في المجالس، في المشورة، في مواجهة الأعداء.
3- الطاعة المطلقة للنبي صلى الله عليه وسلم: الصحابة الكرام لم يسألوا عن الحكمة أولاً، بل امتثلوا للأمر فورًا، وهذا نموذج للطاعة الواجبة للنبي صلى الله عليه وسلم.
4- التأليف بين القلوب: النبي صلى الله عليه وسلم كان يربي أصحابه على المحبة والألفة، حتى في أبسط الأمور كمكان النزول، ليكونوا أمة واحدة متماسكة.
5- أن الشيطان يتسلط على المتفرقين: كما في الحديث الآخر: «إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية». فالمتفرقون عن الجماعة أسهل عرضة للوساوس والأذى.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "آداب السفر"، حيث يستحب للمسلمين المسافرين أن يتجمعوا ولا يتفرقوا، للأمن وللقوة وللتعاون على البر والتقوى.
- فيه أيضًا إشارة إلى قاعدة سد الذرائع، فالتفرق قد يؤدي إلى الخوف أو إلى الوقوع في المخاطر أو إلى النزاع، فمنع النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر قبل وقوع مفسدته.
- يستفاد منه الحث على المؤاخاة والإيثار، فاجتماعهم بهذه الصورة يعني تنازل كل واحد عن بعض راحته الشخصية من أجل راحة الجماعة وقوتها.
نسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوحد كلمة المسلمين على الحق والهدى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٦٢٨)، وأحمد (١٧٧٣٦)، وصحّحه ابن حبان (٢٦٩٠)، والحاكم (٢/ ١١٥) كلهم من طرق عن الوليد بن مسلم، حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر، إنه سمع مسلم بن مشكم أبا عبيد الله يقول: حدثنا أبو ثعلبة الخشني .. فذكره. وإسناده صحيح. وقال الحاكم: صحيح الإسناد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 128 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تفرقكم في الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان

  • 📜 حديث: تفرقكم في الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تفرقكم في الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تفرقكم في الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تفرقكم في الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب