حديث: عنوان الحديث: "تؤمن بالله واليوم الآخر وتقيم الصلاة وتعبُد الله لا تشرك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأمر بقتال المحاربين حتى يقولوا: لا إله إلا الله

عن معاذ بن جبل أن رسول الله ﷺ خرج بالناس قبل غزوة تبوك، فلما أن أصيح صلى بالناس صلاة الصبح، ثم إن الناس ركبوا، فلما أن طلعت الشمس نعس الناس على أثر الدلجة، ولزم معاذ رسول الله ﷺ يتلو أثره، والناس تفرقت بهم ركابهم على جواد الطريق، تأكل وتسير.
فبينما معاذ على أثر رسول الله ﷺ وناقته تأكل مرة وتسير أخرى عثرت ناقة معاذ، فكبحها بالزمام، فهبت حتى نفرت منها ناقة رسول الله ﷺ، ثم إن رسول الله ﷺ كشف عنه قناعه فالتفت، فإذا ليس من الجيش رجل أدنى إليه من معاذ فناداه رسول الله ﷺ. فقال: «يا معاذ» قال: لبيك يا نبي الله قال: «ادنُ دونك»، فدنا منه حتى لصقت راحلتاهما إحداهما بالأخرى. فقال رسول الله ﷺ: «ما كنت أحسب الناس منا كمكانهم من البعد». فقال معاذ: يا نبي الله نعس الناس فتفرقت بهم ركابهم ترتع وتسير. فقال رسول الله ﷺ: «وأنا كنت ناعسا». فلما رأى معاذ بشرى رسول الله ﷺ إليه وخلوته له قال: يا رسول الله ائذن لي أسألك عن كلمة قد أمرضتني وأسقمتني وأحزنتني فقال نبي الله ﷺ: «سلْني عم شئت؟»
قال: يا نبي الله حدثني بعمل يدخلني الجنة لا أسألك عن شيء غيرها قال نبي الله ﷺ: «بخ بخ، لقد سألت بعظيم، - ثلاثا - وإنه ليسير على من أراد الله به الخير، وإنه ليسير على من أراد الله به الخير، وإنه ليسير على من أراد الله به الخير»، فلم يحدثه بشيء إلا قاله له ثلاث مرات يعني: أعاده عليه ثلاث مرات حرصا لكي ما يتقنه عنه، فقال نبي الله ﷺ: «تؤمن بالله واليوم الآخر، وتقيم الصلاة، وتعبد الله وحده لا تشرك به شيئا حتى تموت وأنت على ذلك»، فقال: يا نبي الله أعد لي، فأعادها له ثلاث مرات. ثم قال نبي الله ﷺ: «إن شئت حدثتك يا معاذ برأس هذا الأمر، وقوام هذا الأمر، وذروة السنام». فقال معاذ: بلى بأبي وأمي أنت يا نبي الله فحدِّثني.
فقال نبي الله ﷺ: «إن رأس هذا الأمر أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وإن قوام هذا الأمر إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وإن ذروة السنام منه الجهاد في سبيل الله، إنما أمرت أن أقاتل الناس حتى يقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، ويشهدوا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، فإذا فعلوا ذلك فقد اعتصموا وعصموا دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله عز وجل».
وقال رسول الله ﷺ: «والذي نفس محمد بيده ما شحب وجه ولا اغبرت قدم في عمل تبتغى فيه درجات الجنة بعد الصلاة المفروضة كجهاد في سبيل الله، ولا ثقل ميزان عبد كدابة تنفق له في سبيل الله أو يحمل عليها في سبيل الله».

حسن: رواه أحمد (٢٢١٢٢)، والبزار (٢٦٦٩) كلاهما من حديث عبد الحميد بن بهرام، حدثنا شهر بن حوشب، حدثنا عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل .

عن معاذ بن جبل أن رسول الله ﷺ خرج بالناس قبل غزوة تبوك، فلما أن أصيح صلى بالناس صلاة الصبح، ثم إن الناس ركبوا، فلما أن طلعت الشمس نعس الناس على أثر الدلجة، ولزم معاذ رسول الله ﷺ يتلو أثره، والناس تفرقت بهم ركابهم على جواد الطريق، تأكل وتسير.
فبينما معاذ على أثر رسول الله ﷺ وناقته تأكل مرة وتسير أخرى عثرت ناقة معاذ، فكبحها بالزمام، فهبت حتى نفرت منها ناقة رسول الله ﷺ، ثم إن رسول الله ﷺ كشف عنه قناعه فالتفت، فإذا ليس من الجيش رجل أدنى إليه من معاذ فناداه رسول الله ﷺ. فقال: «يا معاذ» قال: لبيك يا نبي الله قال: «ادنُ دونك»، فدنا منه حتى لصقت راحلتاهما إحداهما بالأخرى. فقال رسول الله ﷺ: «ما كنت أحسب الناس منا كمكانهم من البعد». فقال معاذ: يا نبي الله نعس الناس فتفرقت بهم ركابهم ترتع وتسير. فقال رسول الله ﷺ: «وأنا كنت ناعسا». فلما رأى معاذ بشرى رسول الله ﷺ إليه وخلوته له قال: يا رسول الله ائذن لي أسألك عن كلمة قد أمرضتني وأسقمتني وأحزنتني فقال نبي الله ﷺ: «سلْني عم شئت؟»
قال: يا نبي الله حدثني بعمل يدخلني الجنة لا أسألك عن شيء غيرها قال نبي الله ﷺ: «بخ بخ، لقد سألت بعظيم، - ثلاثا - وإنه ليسير على من أراد الله به الخير، وإنه ليسير على من أراد الله به الخير، وإنه ليسير على من أراد الله به الخير»، فلم يحدثه بشيء إلا قاله له ثلاث مرات يعني: أعاده عليه ثلاث مرات حرصا لكي ما يتقنه عنه، فقال نبي الله ﷺ: «تؤمن بالله واليوم الآخر، وتقيم الصلاة، وتعبد الله وحده لا تشرك به شيئا حتى تموت وأنت على ذلك»، فقال: يا نبي الله أعد لي، فأعادها له ثلاث مرات. ثم قال نبي الله ﷺ: «إن شئت حدثتك يا معاذ برأس هذا الأمر، وقوام هذا الأمر، وذروة السنام». فقال معاذ: بلى بأبي وأمي أنت يا نبي الله فحدِّثني.
فقال نبي الله ﷺ: «إن رأس هذا الأمر أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وإن قوام هذا الأمر إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وإن ذروة السنام منه الجهاد في سبيل الله، إنما أمرت أن أقاتل الناس حتى يقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، ويشهدوا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، فإذا فعلوا ذلك فقد اعتصموا وعصموا دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله ﷿».
وقال رسول الله ﷺ: «والذي نفس محمد بيده ما شحب وجه ولا اغبرت قدم في عمل تبتغى فيه درجات الجنة بعد الصلاة المفروضة كجهاد في سبيل الله، ولا ثقل ميزان عبد كدابة تنفق له في سبيل الله أو يحمل عليها في سبيل الله».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث العظيم الذي رواه معاذ بن جبل رضي الله عنه، معتمدًا على كُتب أهل السنة والجماعة:

أولاً. شرح المفردات:


● أصيح: أي أصبح وقت الصباح.
● الدلجة: السير ليلاً.
● نعس الناس: أي غلبهم النعاس.
● جواد الطريق: الطرق الواسعة الممهدة.
● عثرت ناقة معاذ: أي تعثرت.
● كبحها بالزمام: جذبها لتهدأ.
● هبت: نفرت وذهبت مسرعة.
● راحلتاهما: الناقتان اللتان كانا يركبانها.
● بخ بخ: كلمة تقال للإعجاب والاستحسان.
● شحب وجه: تغير لونه من التعب.
● اغبرت قدم: علتها الغبرة من كثرة السير.
● ذروة السنام: أعلى الشيء وأرفعه.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا معاذ بن جبل رضي الله عنه عن موقفٍ حصل قبل غزوة تبوك، حيث خرج النبي ﷺ بالجيش، وبعد صلاة الصبح بدأوا السير. تعب الناس من السير ليلاً فغلبهم النعاس، وتفرقوا في الطريق. بقي معاذ قريبًا من النبي ﷺ، لكن ناقته تعثرت ونفرت، مما caused نفرت ناقة النبي ﷺ. عندها التفت النبي ﷺ ورأى معاذًا قريبًا منه، فدعاه ليسأله عن سبب بعد الناس، فأخبره معاذ أنهم نعسوا وتفرقوا، فقال النبي ﷺ: "وأنا كنت ناعسًا"، مما يدل على تواضعه ومواساته لأصحابه.
ثم اغتنم معاذ هذه الفرصة ليسأل النبي ﷺ سؤالاً عظيمًا: "يا نبي الله حدثني بعمل يدخلني الجنة". فأجابه النبي ﷺ بالإيمان بالله واليوم الآخر وإقام الصلاة وعبادة الله وحده حتى الموت. وأكد عليه هذه الأمور ثلاث مرات ليتقنها معاذ.
ثم عرض النبي ﷺ أن يخبره برأس الأمر وقوامه وذروة سنامه، فأخبره أن:
● رأس الأمر: الشهادتان (لا إله إلا الله، محمد رسول الله).
● قوام الأمر: الصلاة والزكاة.
● ذروة السنام: الجهاد في سبيل الله.
وختم بأن من أدى هذه الواجبات فقد عصم دمه وماله إلا بحقها، وحسابه على الله.
وأكد النبي ﷺ على فضل الجهاد في سبيل الله، وأنه من أعظم الأعمال بعد الصلوات المفروضة في نيل درجات الجنة.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- حرص الصحابة على الخير: حيث سأل معاذ عن عمل يدخله الجنة.
2- أهمية التوحيد والصلاة: فهما أساس الدين وقوامه.
3- فضل الجهاد: فهو ذروة سنام الإسلام وعمل عظيم.
4- تواضع النبي ﷺ: حيث شارك أصحابه في التعب ولم يستثن نفسه.
5- التكرار لأهمية المعلومة: كرر النبي ﷺ الإجابة ليتأكد معاذ من فهمها.
6- ضمان الله لحماية من أدى الواجبات: فمن شهد وأقام الصلاة وآتى الزكاة عصم دمه وماله.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يجمع أصول الإسلام: التوحيد، الصلاة، الزكاة، الجهاد.
- فيه بيان أن الجهاد ليس للتعدي بل لدعوة الناس إلى الإسلام وحماية الدعوة.
- يؤكد على أن الأعمال لا تنفع بدون إخلاص واستمرار حتى الموت.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٢١٢٢)، والبزار (٢٦٦٩) كلاهما من حديث عبد الحميد بن بهرام، حدثنا شهر بن حوشب، حدثنا عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل .. فذكره. واللفظ لأحمد.
ورواه ابن ماجه (٧٢) من طريق عبد الحميد به مختصرًا على قوله: «أمرت أن أقاتل الناس ...» وإسناده حسن من أجل شهر بن حوشب وصاحبه عبد الحميد بن بهرام فإنهما حسنا الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 145 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عنوان الحديث: "تؤمن بالله واليوم الآخر وتقيم الصلاة وتعبُد الله لا تشرك

  • 📜 حديث: عنوان الحديث: "تؤمن بالله واليوم الآخر وتقيم الصلاة وتعبُد الله لا تشرك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عنوان الحديث: "تؤمن بالله واليوم الآخر وتقيم الصلاة وتعبُد الله لا تشرك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عنوان الحديث: "تؤمن بالله واليوم الآخر وتقيم الصلاة وتعبُد الله لا تشرك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عنوان الحديث: "تؤمن بالله واليوم الآخر وتقيم الصلاة وتعبُد الله لا تشرك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب