حديث: كنا والله إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به يعني النبي ﷺ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الدعاء بالنصر عند لقاء العدو

عن أبي إسحاق قال: جاء رجلٌ إلى البراء، فقال: أكنتم وليتم يوم حنين يا أبا عمارة؟ فقال: أشهد على نبي الله ﷺ ما ولّى، ولكنه انطلق أخفّاء من الناس وحُسَّر إلى هذا الحي من هوازن، وهم قوم رماة فرموهم برشقٍ من نبل كأنها رجل من جراد فانكشفوا، فأقبل القوم إلى رسول الله ﷺ، وأبو سفيان بن الحارث يقود به بغلته، فنزل ودعا واستنصر وهو يقول:
«أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب»
«اللهم نزِّلْ نصرك». قال البراء: كنا والله إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به يعني النبي ﷺ».

متفق عليه: رواه البخاري في الجهاد والسير (٢٩٣٠) ومسلم في الجهاد والسير (١٧٧٦: ٧٩) كلاهما من طرق عن أبي إسحاق قال .

عن أبي إسحاق قال: جاء رجلٌ إلى البراء، فقال: أكنتم وليتم يوم حنين يا أبا عمارة؟ فقال: أشهد على نبي الله ﷺ ما ولّى، ولكنه انطلق أخفّاء من الناس وحُسَّر إلى هذا الحي من هوازن، وهم قوم رماة فرموهم برشقٍ من نبل كأنها رجل من جراد فانكشفوا، فأقبل القوم إلى رسول الله ﷺ، وأبو سفيان بن الحارث يقود به بغلته، فنزل ودعا واستنصر وهو يقول:
«أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب»
«اللهم نزِّلْ نصرك». قال البراء: كنا والله إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به يعني النبي ﷺ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم يرويه الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه، ويشهد على شجاعة النبي ﷺ وثباته في أحرج المواقف، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● وَلَّيْتُمْ: أي هربتم وفررتم من أرض المعركة.
● أَخِفَّاء: جمع خفيف، أي الفرسان السريعون المتقدمون في الجيش.
● حُسَّر: جمع حاسر، أي الذين لا درع عليهم من السلاح.
● رَشْقٍ مِن نَبْل: أي سهام كثيرة متتابعة.
● انْكشَفُوا: أي تراجعوا وانهزموا.
● احْمَرَّ البَأْس: اشتد القتال واحتدم.
● نَتَّقِي بِهِ: نلوذ به ونحتمي بجانبه.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي البراء بن عازب رضي الله عنه عن واقعة غزوة حنين، التي وقعت في السنة الثامنة للهجرة، حيث سأله رجل: هل فررتم وهربتم يوم حنين؟ فأجابه البراء مُصحِّحًا هذا الفهم الخاطئ بشهادة صادقة: "أشهد على نبي الله ﷺ ما ولى"، أي أن النبي ﷺ لم يفر أو ينهزم، بل ثبت ثباتًا عظيمًا.
ثم بيَّن البراء سبب ما حصل: فقد تقدم مجموعة من المسلمين – وهم فرسان سريعون ومشاة بدون دروع كاملة – تجاه قبيلة هوازن المعروفة بمهارتها في الرماية، فأمطروهم بوابل من السهام الكثيفة المتتالية كالجراد المنتشر، مما caused تراجع بعض المسلمين.
وفي هذا الموقف العصيب، يتجلى ثبات النبي ﷺ، حيث نزل عن بغلته التي كان يقودها أبو سفيان بن الحارث، ودعا ربه مستنصرًا به، وهو يردد بكل ثقة:
● "أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب": إعلان للهوية النبوية والانتماء الشريف، تواضعًا وشجاعة.
● "اللهم نزِّل نصرك": دعاء خالص بالاستنصار بالله تعالى.
ثم يختم البراء رضي الله عنه بشهادة عظيمة: "كنا والله إذا احمر البأس (اشتدت الحرب) نتقي به"، أي أن الصحابة كانوا يلجؤون إلى النبي ﷺ ويحتمون به، لأنه كان أشدهم ثباتًا وأعظمهم شجاعة، حتى إن الشجاع الحقيقي فيهم كان الذي يقف بجوار النبي ﷺ ويحميه.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- شجاعة النبي ﷺ وثباته: الموقف يُظهر أن النبي ﷺ كان أشجع الناس، يثبت في المواقف الصعبة ولا يفر.
2- الاستنصار بالله والدعاء في الشدائد: النبي ﷺ علمنا أن الملجأ الحقيقي هو الله تعالى، بالدعاء والالتجاء إليه.
3- الصدق في الرواية والدفاع عن النبي ﷺ: البراء رضي الله عنه صحَّح المفاهيم الخاطئة بشهادة صادقة.
4- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: النبي ﷺ لم يكتفِ بالدعاء، بل شارك في المعركة وخطط لها.
5- مكانة النبي ﷺ في قلوب الصحابة: كانوا يلوذون به ويستدفئون بثباته وإيمانه.

رابعًا. معلومات إضافية:


● غزوة حنين: كانت ضد قبيلتي هوازن وثقيف، بعد فتح مكة، وانتصر فيها المسلمون بعد صعوبة ابتدائية.
● البراء بن عازب: صحابي جليل، شهد العديد من الغزوات مع النبي ﷺ.
● الحديث رواه البخاري ومسلم، وهو من الأحاديث الصحيحة في كتب السنة.
فهذا الحديث يبرز بطولة النبي ﷺ وثباته، ويعلمنا أن العبرة ليست في الصعوبة الأولى، بل في الثبات على الحق واللجوء إلى الله، وأن قائد الأمة كان قدوة في الشجاعة والإيمان.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجهاد والسير (٢٩٣٠) ومسلم في الجهاد والسير (١٧٧٦: ٧٩) كلاهما من طرق عن أبي إسحاق قال .. فذكره. والسياق لمسلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 152 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كنا والله إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به يعني النبي ﷺ

  • 📜 حديث: كنا والله إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به يعني النبي ﷺ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كنا والله إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به يعني النبي ﷺ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كنا والله إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به يعني النبي ﷺ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كنا والله إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به يعني النبي ﷺ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب