حديث: فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب الزجرِ مِنْ قتلِ مَنْ أعلنَ إسلامَه
صحيح: رواه البخاري في المغازي (٤٣٣٩) من طريق معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:
الحديث: عن ابن عمر قال: بعث النبي ﷺ خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر، ودفع إلى كل رجل منا أسيره حتى إذا كان يومٌ، أمرَ خالدٌ أن يقتل كل رجل منا أسيره، فقلت: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره حمى قدمنا على النبي ﷺ فذكرناه، فرفع النبي ﷺ يده فقال: «اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد» مرتين.
١. شرح المفردات:
● بني جذيمة: قبيلة من قبائل العرب في زمن النبي ﷺ.
● لم يحسنوا أن يقولوا: أي لم يجيدوا النطق بالشهادة أو التعبير عن الإسلام باللفظ الصحيح.
● صبأنا: كلمة تعني في لغتهم "تركنا ديننا"، وكانوا يقصدون بها أنهم دخلوا في الإسلام، لكنها تحمل معنى سيئًا في العربية.
● يأسر: يأخذهم أسرى.
● أبرأ إليك: أتخلص وأتبرأ مما فعل خالد، أي أن النبي ﷺ لم يرض عن هذا الفعل.
٢. شرح الحديث:
كانت بنو جذيمة قبيلة لها عداوة سابقة مع خالد بن الوليد في الجاهلية، حيث قتلوا عمه. بعث النبي ﷺ خالدًا لدعوتهم إلى الإسلام، فلما جاءهم خالد ودعاهم، لم يحسنوا النطق بكلمة "أسلمنا" وقالوا بدلاً منها "صبأنا"، وهي كلمة تحمل معنى الارتداد في لغة العرب. ففهم خالد أنهم يستهزئون أو لا يدخلون في الإسلام حقًا، فقام بقتل بعضهم وأسر البعض الآخر.
ثم بعد ذلك أمر خالد كل جندي من جنوده بقتل الأسير الذي معه، فرفض عبدالله بن عمر ومن معه من الصحابة تنفيذ هذا الأمر، وأبوا أن يقتلوا أسرىهم.
عندما رجعوا إلى النبي ﷺ وأخبروه بما حدث، تبرأ النبي ﷺ من فعل خالد، ورفع يديه إلى الله داعيًا بأنه بريء مما فعل خالد، مما يدل على أن ما فعله خالد كان خطأً ولم يكن بأمر من النبي ﷺ.
٣. الدروس المستفادة:
- وجوب التثبت وعدم التسرع في إصدار الأحكام، خاصة في الأمور المتعلقة بأرواح الناس.
- أن المجتهد إذا أخطأ فإنه معذور في اجتهاده، لكن يجب بيان خطئه حتى لا يقتدى به في ذلك الخطأ.
- أن الصحابة كانوا بشرًا يخطئون ويصيبون، وخالد بن الوليد مجتهد لكنه أخطأ في هذه الواقعة.
- وجوب الإنكار على من أخطأ ولو كان من كبار القادة والعلماء.
- أهمية نطق الشهادة باللفظ الصحيح وعدم التلاعب في ألفاظ الدين.
- براءة النبي ﷺ من أي تصرف خاطئ يصدر من أي أحد حتى من أقرب أصحابه.
٤. معلومات إضافية:
- هذه الواقعة تدل على عدل الإسلام وبراءة النبي ﷺ من أي ظلم أو اعتداء.
- بعد أن تبرأ النبي ﷺ من فعل خالد، قام بدفع الدية لأهل القتلى من بني جذيمة، مما يدل على حرص الإسلام على العدل والتعويض عن الأخطاء.
- خالد بن الوليد كان مجتهدًا في هذه الواقعة وله أجر الاجتهاد، لكنه أخطأ في تطبيق الحكم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وفي معناه ما روي عن عمران بن الحصين قال أتى نافع بن الأزرق وأصحابه، فقالوا: هلكت يا عمران قال: ما هلكت؟ قالوا: بلى، قال: ما الذي أهلكني؟ قالوا: قال الله: [البقرة: ١٩٣] قال: قد قاتلناهم حتى نفيناهم، فكان الدين كله لله، إن شئتم حدثتكم حديثا سمعته من رسول الله ﷺ قالوا: وأنت سمعته من رسول الله ﷺ؟ قال: نعم شهدت رسول الله ﷺ وقد بعت جيشا من المسلمين إلى المشركين، فلما لقوهم قاتلوهم قتالا شديدًا، فمنحوهم أكتافهم، فحمل رجل من لحمتي على رجل من المشركين بالرمح، فلما غشيه قال: أشهد أن لا إله إلا الله، إني مسلم، فطعنه فقتله، فأتى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله هلكت، قال: «وما الذي صنعت؟» مرة أو مرتين، فأخبره بالذي صنع، فقال له رسول الله ﷺ: «فهلا شققت عن بطنه فعلمت ما في قلبه؟» قال: يا رسول الله لو شققت بطنه لكنت أعلم ما في قلبه قال: «فلا أنت قبلت ما تكلم به ولا أنت تعلم ما في قلبه» قال: فسكت عنه رسول الله ﷺ فلم يلبث إلا يسيرًا حتى مات، فدفناه فأصبح على ظهر الأرض، فقالوا: لعل عدوًّا نبشه، فدفناه، ثم أمرنا غلماننا يحرسونه، فأصبح على ظهر الأرض، فقلنا: لعل الغلمان نعسوا، فدفناه، تم حرسناه بأنفسنا فأصبح على ظهر الأرض، فألقيناه في بعض تلك الشعاب.
وفي رواية: «إن الأرض لتقبل من هو شرٌّ منه، ولكن الله أحبَّ أن يُريكم تعظيم حرمة لا إله إلا الله». رواه ابن ماجه (٣٩٣٠) من وجهين عن عاصم (هو ابن سليمان الأحول)، عن السميط بن السمير، عن عمران بن حصين .. فذكره.
والسميط لم يسمعه من عمران بن حصين، بينهما رجلان، أحدهما: مبهم فقد رواه أحمد (١٩٩٣٧) عن عارم، عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن السميط الشيباني، عن أبي العلاء، عن رجل من الحي، عن عمران بن حصين .. فذكره.
ورجل من الحي مبهم لا يعرف، وأما أبو العلاء فهو يزيد بن عبد الله بن الشخير ثقة معروف.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 150 من أصل 424 حديثاً له شرح
- 125 إن لقيتم فلانا وفلانا فاقتلوهما
- 126 كان رسول الله ﷺ إذا شيع جيشا فبلغ عقبة الوداع...
- 127 من ضيق منزلا أو قطع طريقا فلا جهاد له
- 128 تفرقكم في الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان
- 129 وصايا النبي ﷺ لقادة الجيوش والأمراء
- 130 خيلنا خيل الله إذا فزعنا
- 131 أصاب رسول الله ﷺ جويرية بنت الحارث في غزوة بني...
- 132 لم يكن النبي يغزو في الشهر الحرام إلا أن يغزى
- 133 كان إذا لم يقاتل أول النهار انتظر حتى تهب الأرواح...
- 134 خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين
- 135 كان رسول الله ﷺ يغير إذا طلع الفجر ويستمع الأذان
- 136 أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله
- 137 فمن قال: لا إله إلا الله فقد عصم مني نفسه...
- 138 لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على...
- 139 فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام
- 140 إذا قالوها، وصلوا صلاتنا، واستقبلوا قبلتنا، وذبحوا ذبيحتنا فقد حرمت...
- 141 فإذا قالوا: لا إله إلا الله عصموا مني دماءهم وأموالهم...
- 142 اذهبوا فخلوا سبيله فإنما أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا
- 143 من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من...
- 144 أشد أهل الجنة تحابا
- 145 عنوان الحديث: "تؤمن بالله واليوم الآخر وتقيم الصلاة وتعبُد...
- 146 بعثت بالسيف حتى يعبد الله لا شريك له
- 147 يا أسامة أقتلته بعد ما قال: لا إله إلا الله؟
- 148 من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة
- 149 حرمة قتل من اعلن اسلامه بعد القتال
- 150 فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر
- 151 منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم
- 152 كنا والله إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع منا...
- 153 اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك
- 154 يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما...
- 155 كان يقول يوم أحد: «اللهم إنك إن تشأ، لا تعبد...
- 156 بك أحول، وبك أصول، وبك أقاتل
- 157 هل تنصرون إلا بضعفائكم
- 158 ابغوني ضعفاءكم فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم
- 159 ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا شغلونا عن الصلاة الوسطى
- 160 اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين
- 161 بعث النبي كتابًا إلى كسرى فمزقوه فدعا عليهم
- 162 اللهم اهد دوسا وأت بهم
- 163 إن لكل نبي حواريا، وحواري الزبير
- 164 رسالة حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين من...
- 165 اطلبوه واقتلوه
- 166 قتل فرات بن حيان وكان عينا لأبي سفيان
- 167 لم تراعوا لم تراعوا
- 168 تخلّف كعب بن مالك عن رسول الله ﷺ في الغزوة
- 169 الحرب خدعة
- 170 معنى الحرب خدعة
- 171 ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرًا أو يقول...
- 172 أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب
- 173 معي معي
- 174 الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق
معلومات عن حديث: فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر
📜 حديث: فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








