حديث: فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الزجرِ مِنْ قتلِ مَنْ أعلنَ إسلامَه

عن ابن عمر قال: بعث النبي ﷺ خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر، ودفع إلى كل رجل منا أسيره حتى إذا كان يومٌ، أمرَ خالدٌ أن يقتل كل رجل منا أسيره، فقلت: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره حتى قدمنا على النبي ﷺ فذكرناه، فرفع النبي ﷺ يده فقال: «اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد» مرتين.

صحيح: رواه البخاري في المغازي (٤٣٣٩) من طريق معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال فذكره.

عن ابن عمر قال: بعث النبي ﷺ خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر، ودفع إلى كل رجل منا أسيره حتى إذا كان يومٌ، أمرَ خالدٌ أن يقتل كل رجل منا أسيره، فقلت: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره حتى قدمنا على النبي ﷺ فذكرناه، فرفع النبي ﷺ يده فقال: «اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد» مرتين.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:
الحديث: عن ابن عمر قال: بعث النبي ﷺ خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر، ودفع إلى كل رجل منا أسيره حتى إذا كان يومٌ، أمرَ خالدٌ أن يقتل كل رجل منا أسيره، فقلت: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره حمى قدمنا على النبي ﷺ فذكرناه، فرفع النبي ﷺ يده فقال: «اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد» مرتين.
١. شرح المفردات:
● بني جذيمة: قبيلة من قبائل العرب في زمن النبي ﷺ.
● لم يحسنوا أن يقولوا: أي لم يجيدوا النطق بالشهادة أو التعبير عن الإسلام باللفظ الصحيح.
● صبأنا: كلمة تعني في لغتهم "تركنا ديننا"، وكانوا يقصدون بها أنهم دخلوا في الإسلام، لكنها تحمل معنى سيئًا في العربية.
● يأسر: يأخذهم أسرى.
● أبرأ إليك: أتخلص وأتبرأ مما فعل خالد، أي أن النبي ﷺ لم يرض عن هذا الفعل.
٢. شرح الحديث:
كانت بنو جذيمة قبيلة لها عداوة سابقة مع خالد بن الوليد في الجاهلية، حيث قتلوا عمه. بعث النبي ﷺ خالدًا لدعوتهم إلى الإسلام، فلما جاءهم خالد ودعاهم، لم يحسنوا النطق بكلمة "أسلمنا" وقالوا بدلاً منها "صبأنا"، وهي كلمة تحمل معنى الارتداد في لغة العرب. ففهم خالد أنهم يستهزئون أو لا يدخلون في الإسلام حقًا، فقام بقتل بعضهم وأسر البعض الآخر.
ثم بعد ذلك أمر خالد كل جندي من جنوده بقتل الأسير الذي معه، فرفض عبدالله بن عمر ومن معه من الصحابة تنفيذ هذا الأمر، وأبوا أن يقتلوا أسرىهم.
عندما رجعوا إلى النبي ﷺ وأخبروه بما حدث، تبرأ النبي ﷺ من فعل خالد، ورفع يديه إلى الله داعيًا بأنه بريء مما فعل خالد، مما يدل على أن ما فعله خالد كان خطأً ولم يكن بأمر من النبي ﷺ.
٣. الدروس المستفادة:
- وجوب التثبت وعدم التسرع في إصدار الأحكام، خاصة في الأمور المتعلقة بأرواح الناس.
- أن المجتهد إذا أخطأ فإنه معذور في اجتهاده، لكن يجب بيان خطئه حتى لا يقتدى به في ذلك الخطأ.
- أن الصحابة كانوا بشرًا يخطئون ويصيبون، وخالد بن الوليد مجتهد لكنه أخطأ في هذه الواقعة.
- وجوب الإنكار على من أخطأ ولو كان من كبار القادة والعلماء.
- أهمية نطق الشهادة باللفظ الصحيح وعدم التلاعب في ألفاظ الدين.
- براءة النبي ﷺ من أي تصرف خاطئ يصدر من أي أحد حتى من أقرب أصحابه.
٤. معلومات إضافية:
- هذه الواقعة تدل على عدل الإسلام وبراءة النبي ﷺ من أي ظلم أو اعتداء.
- بعد أن تبرأ النبي ﷺ من فعل خالد، قام بدفع الدية لأهل القتلى من بني جذيمة، مما يدل على حرص الإسلام على العدل والتعويض عن الأخطاء.
- خالد بن الوليد كان مجتهدًا في هذه الواقعة وله أجر الاجتهاد، لكنه أخطأ في تطبيق الحكم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٣٣٩) من طريق معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال فذكره.
وفي معناه ما روي عن عمران بن الحصين قال أتى نافع بن الأزرق وأصحابه، فقالوا: هلكت يا عمران قال: ما هلكت؟ قالوا: بلى، قال: ما الذي أهلكني؟ قالوا: قال الله: [البقرة: ١٩٣] قال: قد قاتلناهم حتى نفيناهم، فكان الدين كله لله، إن شئتم حدثتكم حديثا سمعته من رسول الله ﷺ قالوا: وأنت سمعته من رسول الله ﷺ؟ قال: نعم شهدت رسول الله ﷺ وقد بعت جيشا من المسلمين إلى المشركين، فلما لقوهم قاتلوهم قتالا شديدًا، فمنحوهم أكتافهم، فحمل رجل من لحمتي على رجل من المشركين بالرمح، فلما غشيه قال: أشهد أن لا إله إلا الله، إني مسلم، فطعنه فقتله، فأتى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله هلكت، قال: «وما الذي صنعت؟» مرة أو مرتين، فأخبره بالذي صنع، فقال له رسول الله ﷺ: «فهلا شققت عن بطنه فعلمت ما في قلبه؟» قال: يا رسول الله لو شققت بطنه لكنت أعلم ما في قلبه قال: «فلا أنت قبلت ما تكلم به ولا أنت تعلم ما في قلبه» قال: فسكت عنه رسول الله ﷺ فلم يلبث إلا يسيرًا حتى مات، فدفناه فأصبح على ظهر الأرض، فقالوا: لعل عدوًّا نبشه، فدفناه، ثم أمرنا غلماننا يحرسونه، فأصبح على ظهر الأرض، فقلنا: لعل الغلمان نعسوا، فدفناه، تم حرسناه بأنفسنا فأصبح على ظهر الأرض، فألقيناه في بعض تلك الشعاب.
وفي رواية: «إن الأرض لتقبل من هو شرٌّ منه، ولكن الله أحبَّ أن يُريكم تعظيم حرمة لا إله إلا الله». رواه ابن ماجه (٣٩٣٠) من وجهين عن عاصم (هو ابن سليمان الأحول)، عن السميط بن السمير، عن عمران بن حصين .. فذكره.
والسميط لم يسمعه من عمران بن حصين، بينهما رجلان، أحدهما: مبهم فقد رواه أحمد (١٩٩٣٧) عن عارم، عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن السميط الشيباني، عن أبي العلاء، عن رجل من الحي، عن عمران بن حصين .. فذكره.
ورجل من الحي مبهم لا يعرف، وأما أبو العلاء فهو يزيد بن عبد الله بن الشخير ثقة معروف.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 150 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر

  • 📜 حديث: فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب