حديث: اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الدعاء بالنصر عند لقاء العدو

عن ابن عباس قال: قال النبي ﷺ وهو في قبة: «اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم فأخذ أبو بكر بيده فقال: حسبك يا رسول الله فقد ألححت على ربك وهو في الدرع فخرج وهو يقول: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (٤٥) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ﴾ «[سورة القمر: ٤٥ - ٤٦].

صحيح: رواه البخاري في الجهاد والسير (٢٩١٥) عن محمد بن المثنى، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس .

عن ابن عباس قال: قال النبي ﷺ وهو في قبة: «اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم فأخذ أبو بكر بيده فقال: حسبك يا رسول الله فقد ألححت على ربك وهو في الدرع فخرج وهو يقول: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (٤٥) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ﴾ «[سورة القمر: ٤٥ - ٤٦].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث: رواه البخاري في صحيحه (2915) ومسلم (1776) عن ابن عباس رضي الله عنهما.
مناسبة الحديث: وقع هذا الموقف العظيم في غزوة بدر الكبرى، حينما تقابل الجمعان، واشتد الكرب برسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وهم قلة مستضعفون أمام جيش المشركين بكثافته وعتاده.


1. شرح المفردات:


● في قبة: أي في خيمة صغيرة (عريش) أُعدَّت له صلى الله عليه وسلم ليتابع سير المعركة ويدعو الله فيها.
● أنشدك: أطلب منك وأستحلفك، وهو تعبير يدل على شدة التضرع والالتجاء إلى الله.
● عهدك ووعدك: المراد بهما ما وعده الله به من النصر والتأييد لأهل الإيمان على أهل الكفر، كما في قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} [النور: 55].
● ألححت على ربك: أي بالغت في الدعاء والتضرع والإلحاح.
● وهو في الدرع: أي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد لبس درعاً (دروع الحرب) استعداداً للقتال، مما يدل على أنه جمع بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله.
● سيهزم الجمع: أي سيهزم جمع المشركين.
● ويولون الدبر: أي سيفرون مدبرين.
● بل الساعة موعدهم: تذكير بأن الهزيمة في الدنيا ليست نهاية المطاف، بل العذاب الأكبر في الآخرة.
● أدهى وأمر: أي أشد هولاً وأكثر مرارة.


2. شرح الحديث:


يصور هذا الحديث المشهد العظيم لنبي الله صلى الله عليه وسلم في أحلك الظروف وأصعب اللحظات، حيث كان يواجه أعتى قوة في الجزيرة العربية بمجموعة قليلة من المؤمنين. فما كان منه إلا أن لجأ إلى ملجأ القوة الحقيقية، وهو الله سبحانه وتعالى.
● شدة التضرع: قوله: (اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك) هو استنجاز لوعد الله تعالى بالنصر، وهو دعاء يتضمن التوسل إلى الله بصفاته ووعوده التي لا تخلف. وهذا من أعلى درجات الثقة بالله مع شدة الخوف من عاقبة الأمر.
● خشية أن لا يُعبد الله: قوله: (اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم) هو تجرد تام لله، فلم يكن همّه شخصه ولا حظوظ الدنيا، بل كان همه أن تعلو كلمة الله ويُعبد وحده لا شريك له. فهو يخاف أن يقتل المسلمون فينقطع ذكر الله من الأرض.
● تدخل أبي بكر الصديق: هنا يظهر حكمة وورع الصديق رضي الله عنه، حيث أدرك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ غاية الجهد في الدعاء، وخشي أن يكون في هذا الإلحاح ما قد يشق، فأخذ بيده ليطمئنه ويذكره بأن الله لن يخلف وعده. وهذا من فقه الصحابة وحبهم للنبي صلى الله عليه وسلم.
● الاستجابة الإلهية: فما إن خرج النبي صلى الله عليه وسلم من خيمته حتى نزل عليه الوحي مطمئناً له بنصر الله، يتلو آيات من سورة القمر تبشر بهزيمة المشركين، بل وتذكرهم بالعذاب الأكبر في الآخرة.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- الجمع بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله: كان النبي صلى الله عليه وسلم في كامل عدته الحربية (في الدرع) ولكنه لم يعتمد على ذلك، بل لجأ إلى الله، فهذا هو التوكل الحقيقي.
2- الإلحاح في الدعاء尤其在 أوقات الشدة: ينبغي للمؤمن أن يكثر من الدعاء والتضرع إلى الله، خاصة عند اشتداد الكرب، وأن يتوسل إلى الله بوعوده وعهوده.
3- أن يكون هم الداعية نشر التوحيد: كان هم النبي الأعظم هو أن يستمر عبادة الله في الأرض، فهذا هو الهدف الأسمى الذي يجب أن ينطلق منه كل داعية.
4- ثقة النبي صلى الله عليه وسلم بنصر الله: رغم قلة العدد والعدة، كان قلبه مليئاً بالثقة بوعد الله، والدعاء كان لتحقيق هذا الوعد وطلب تحقيقه في تلك الساعة.
5- دور الصاحب الناصح: مثل أبي بكر الصديق الذي كان يرقب حال النبي صلى الله عليه وسلم بنفاذ البصيرة والحكمة، فكان تدخله في وقته المناسب.
6- أن النصر من عند الله: فهو الذي ينزل السكينة ويهزم الجمع، وليس بالعدد والعدة فقط {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [آل عمران: 126].


4. معلومات إضافية:


- هذا الموقف كان سبباً مباشراً في نزول الآيات وبشرى النصر، والتي تحققت بعد ساعات قليلة بهزيمة المشركين هزيمة ساحقة في بدر.
- الحديث يظهر جانباً من جوانب العصمة النبوية، حيث أن إلحاحه في الدعاء كان محموداً ومقبولاً، ولم يكن فيه ما يعاب، ولهذا طمأنه الله بالنصر.
- فيه إثبات للصفات الاختيارية لله تعالى، حيث خاطبه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (إن شئت) إثباتاً لإرادة الله تعالى المطلقة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجهاد والسير (٢٩١٥) عن محمد بن المثنى، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس .. فذكره.
ثم قال البخاري: وقال وهيب: حدثنا خالد يوم بدر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 153 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك

  • 📜 حديث: اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب