حديث: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الدعاء بالنصر عند لقاء العدو

عن عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله ﷺ إلى المشركين، وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا، فاستقبل نبي الله ﷺ القبلة ثم مدَّ يديه، فجعل يهتف بربه: «اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تُعبد في الأرض»، فما زال يهتف بربه مادًّا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر، فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه، وقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله عز وجل: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾ [سورة الأنفال: ٩] فأمدّه الله بالملائكة. الحديث.

صحيح: رواه مسلم في الجهاد والسير (١٧٦٣: ٥٨) من طريق عكرمة بن عمار، حدثني أبو زُميل سماك الحنفي، حدثني عبد الله بن عباس، حدثني عمر بن الخطاب .

عن عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله ﷺ إلى المشركين، وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا، فاستقبل نبي الله ﷺ القبلة ثم مدَّ يديه، فجعل يهتف بربه: «اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تُعبد في الأرض»، فما زال يهتف بربه مادًّا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر، فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه، وقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله ﷿: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾ [سورة الأنفال: ٩] فأمدّه الله بالملائكة. الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه، شرحًا وافيًا مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

أولاً: تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب "الجهاد والسير"، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بغزوة بدر الكبرى، التي كانت في السنة الثانية للهجرة.

ثانيًا: شرح المفردات
● يَهْتِفُ: يرفع صوته بالدعاء والمناشدة.
● العِصَابَةُ: الجماعة القليلة من الناس.
● مَادًّا يَدَيْهِ: مبسطًا ذراعيه في الدعاء والتضرع.
● الْتَزَمَهُ: احتضنه وأمسكه من خلفه.
● مُنَاشَدَتُكَ: دعاؤك ومسألتك بإلحاح.
● مُرْدِفِينَ: متتابعين، يأتي بعضهم إثر بعض.

ثالثًا: شرح الحديث
يصف لنا الحديث المشهد العظيم لنبي الله محمد ﷺ في أعظم ساعات الاختبار وأصعب لحظات المواجهة في غزوة بدر، حيث كان عدد المسلمين قليلاً (319 رجلاً) في مواجهة جيش المشركين الكبير (ألف مقاتل). في هذا الموقف العصيب، يتجلى صدق التوكل على الله، حيث لم يعتمد النبي ﷺ على العدد أو العدة، بل لجأ إلى ربه، واستقبل القبلة، ورفع يديه بالدعاء والتضرع، يسأل الله تعالى أن ينجز له ما وعده من النصر.
وكان من شدة اجتهاده في الدعاء وطول مناجاته لربه أن سقط رداؤه عن منكبيه، مما يدل على شدة التضرع والابتهال. هنا يأتي دور الصديق أبو بكر رضي الله عنه، فيقوم بتلبية حاجة النبي ﷺ برداءه، ويحتضنه من الخلف ويطمئنه بأن الله سيُنْجِز وعده، مما يدل على قوة إيمان أبي بكر ويقينه بنصر الله.
فاستجاب الله دعاء نبيه، وأنزل الملائكة تقاتل مع المؤمنين، مصداقًا لقوله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9].

رابعًا: الدروس المستفادة والعبر
1- اليقين بنصر الله: الموقف يُعَلِّمنا أن النصر من عند الله، وليس بالعدد والعدة، فالمؤمن يتخذ الأسباب ثم يتوكل على الله.
2- أهمية الدعاء: الدعاء هو سلاح المؤمن، خاصة في أوقات الشدة والكرب، والله قريب مجيب.
3- رفع اليدين في الدعاء: سنة نبوية في مواضع الاضطرار والرغبة في الإجابة.
4- ثبات القلب عند الشدائد: النبي ﷺ قدوة في الثبات واليقين، مع بذل الأسباب المشروعة.
5- دور الصحابة: أبو بكر الصديق نموذج للصحابي المؤمن الذي يقف مع نبيه ويؤازره في أصعب اللحظات.
6- الإيمان بالملائكة: نؤمن أن الله أيد المؤمنين بالملائكة في بدر، وهذا من غيبيات الإسلام التي يجب الإيمان بها.

خامسًا: فوائد إضافية
- الغزوة كانت في 17 رمضان من السنة الثانية للهجرة.
- عدد الملائكة المشاركين كان ألفًا، كما ذكر القرآن، وقد جاء في بعض الروايات أنهم كانوا بقيادة جبريل وميكائيل وإسرافيل عليهم السلام.
- النصر كان حاسمًا للمسلمين، حيث قُتل من المشركين سبعون وأُسر سبعون.
- هذا الحديث يرد على منكري السنة، حيث أن الآية الكريمة فسرها الحديث وبيَّن قصتها.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجهاد والسير (١٧٦٣: ٥٨) من طريق عكرمة بن عمار، حدثني أبو زُميل سماك الحنفي، حدثني عبد الله بن عباس، حدثني عمر بن الخطاب .. فذكره بتمامه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 154 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك

  • 📜 حديث: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب