حديث: كل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في أخبار آدم ﵇

عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا،
فلما خلقه قال: اذهب فسلِّمْ على أولئك النفر من الملائكة جلوس، فاستمعْ ما يُحيونك؛ فإنها تحيتك، وتحية ذريتك فقال: السلام عليكم فقالوا: السلام عليك ورحمة الله فزادوه»ورحمة الله«فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن».

متفق عليه: رواه البخاري في الاستئذان (٦٢٢٧)، ومسلم في صفة الجنة (٢٨٤١) كلاهما من رواية عبد الرزاق عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة .

عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا،
فلما خلقه قال: اذهب فسلِّمْ على أولئك النفر من الملائكة جلوس، فاستمعْ ما يُحيونك؛ فإنها تحيتك، وتحية ذريتك فقال: السلام عليكم فقالوا: السلام عليك ورحمة الله فزادوه»ورحمة الله«فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث العظيم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، يحتوي على مسائل عقدية مهمة، وفيما يلي شرحه وبيان معناه:
### أولاً. نص الحديث
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٌ، فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ؛ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ. فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللَّهِ. فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الْآنَ». رواه البخاري ومسلم.

### ثانيًا. شرح المفردات
● على صورته: أي على صورة الله تعالى، ولكن كما يعتقد أهل السنة والجماعة، بدون تشبيه أو تكييف.
● ستون ذراعًا: الذراع وحدة قياس، وذراع آدم عليه السلام كان أطول من ذراعنا اليوم.
● النفر: الجماعة من الملائكة.
● يحيونك: يردون عليك التحية.
● تحيتك: التحية الخاصة بك وذريتك.
● فزادوه: أي أضاف الملائكة إلى تحيته كلمة "ورحمة الله".
● ينقص: يتناقص الطول والقوة.

### ثالثًا. شرح الحديث

# 1. قوله:

«خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ»
هذه الجملة من الأحاديث التي تسمى أحاديث الصفات، وأهل السنة والجماعة يمررونها كما جاءت بدون تحريف أو تعطيل، ولكن مع نفي التشبيه بين الله تعالى وبين خلقه. فالمعنى: أن الله خلق آدم على الصورة التي اختارها له، وهي صورة جميلة وكريمة، وليس المعنى أن الله يشبه آدم، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا. وقد فسّر بعض العلماء "على صورته" بأن المقصود أن الله خلق آدم على الصورة التي أرادها له، وهي الصورة الإنسانية الكاملة.

# 2. قوله:

«طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا»
هذا يدل على العظمة والجمال الذي خلقه الله لآدم عليه السلام، وكان هذا طوله في الجنة، وهو يدل على أن أهل الجنة يكونون على أحسن صورة، وسيعودون إلى طول آدم وجماله.

# 3. قوله:

«اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ...»
هذا أمر من الله تعالى لآدم بأن يذهب ويسلم على الملائكة، ليعلمه التحية التي ستحيي بها ذريته، وهي تحية الإسلام: "السلام عليكم"، فرد الملائكة بأمر من الله: "السلام عليكم ورحمة الله". وهذه زيادة في الأدب والبركة، وقد جعل الله هذه التحية تحية المسلمين إلى يوم القيامة.

# 4. قوله:

«فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ»
أي أن كل من يدخل الجنة سيكون على صورة آدم في الطول والجمال والكمال، وذلك لأن الجنة دار الكمال، فلا نقص فيها.

# 5. قوله:

«فَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الْآنَ»
أي أن الخلق بعد آدم عليه السلام أصبحوا يتناقصون في الطول والقوة والجمال، generation after generation، حتى وصل الأمر إلى ما نحن عليه الآن.

### رابعًا. الدروس المستفادة من الحديث
1- إثبات صفات الله تعالى كما يليق بجلاله: بدون تشبيه أو تعطيل، وهذا من عقيدة أهل السنة والجماعة.
2- عظمة خلق آدم عليه السلام: وأن الله كرمه وفضله على كثير من خلقه.
3- أصل التحية الإسلامية: وأنها من الله تعالى، وقد علمها لآدم عليه السلام.
4- فضل السلام ورد التحية بأحسن منها: كما فعل الملائكة مع آدم عليه السلام.
5- أن أهل الجنة يكونون في أكمل صورة: على صورة آدم عليه السلام في الطول والجمال.
6- تناقص خلق الإنسان: مع مرور الزمن، وهذا من آيات الله في الكون.

### خامسًا. معلومات إضافية مفيدة
- هذا الحديث من الأحاديث المتعلقة بالعقيدة، ويجب فهمه في ضوء عقيدة السلف الصالح.
- القول في أحاديث الصفات: إمرارها كما جاءت مع نفي التشبيه، كما قال الإمام مالك: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب".
- تحية الإسلام ("السلام عليكم") من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي من أسباب المحبة بين المسلمين.
- التناقص في خلق الإنسان من الأدلة على أن البشرية قد مرت بمراحل، وأن آدم عليه السلام كان في أكمل صورة.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الاستئذان (٦٢٢٧)، ومسلم في صفة الجنة (٢٨٤١) كلاهما من رواية عبد الرزاق عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة .. فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1 من أصل 185 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن

  • 📜 حديث: كل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب