حديث: الإسراء والمعراج: رحلة النبي من مكة إلى بيت المقدس.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الإسراء والمعراج

عن شدّاد بن أوس قال: «قلنا يا رسول الله! كيف أُسري بك؟ قال: «صليتُ العتمة بمكة معتمًا، وأتاني جبريل عليه السلام بدابة بيضاء فوق الحمار ودون البغل، فقال: اركب فاستصْعبتْ عليَّ، فدارها بأذنها، ثم حملني عليها، فانطلقتْ تهوي بنا: يقع حافرها حيث أدرك طرفها، حتى بلغنا أرضًا ذات نخل فأنزلني، فقال: صلِّ. فصليتُ، ثم ركبنا فقال: أتدري أين صليت؟ قلت: الله أعلم. قال: صليت
بيثرب، صليت بطيبة، فانطلقتْ تهوي بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها، ثم بلغنا أرضًا فقال: انزل، فنزلتُ، ثم قال: صلِّ فصليتُ، ثم ركبنا، فقال: أتدري أين صليت؟ قلت: الله أعلم، قال: صليتَ بمدين، صليتَ عند شجرة موسى عليه السلام، ثم انطلقتْ تهوى بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها، ثم بلغنا أرضًا بدتْ لنا قصور، فقال: انزل فنزلت، فقال: صلِّ فصليتُ، ثم ركبنا، قال: أتدري أين صليت؟ قلت: الله أعلم. قال: صليت ببيت لحم، حيث وُلد عيسى عليه السلام المسيح ابن مريم، ثم انطلق بي حتى دخلنا المدينة من بابها اليماني، فأتى قبلة المسجد فربط به دابته ودخلنا المسجد من باب فيه تميل الشّمس والقمر، فصليتُ من المسجد حيث شاء الله وأخذني من العطش أشدّ ما أخذني، فأتيتُ بإناءين في أحدهما لبن، وفي الآخر عسل، أُرْسِلَ إليَّ بهما جميعًا، فعدلتُ بينهما ثم هداني الله عز وجل فأخذت اللّبن فشربت، حتى قرعت به جبيني وبين يدي شيخ متكئ على مثْراةٍ له فقال: أخذ صاحبُك الفطرة أنه ليُهدى، ثم انطلق لي حتى أتينا الوادي الذي في المدينة، فإذا جهنّم تنكشف عن مثل الزَّاربيِّ، قلت: يا رسول الله! كيف وجدتها؟ قال: مثل الحمة السخنة، ثم انصرف بي فمررنا بعير لقريش بمكان كذا وكذا قد أضلّوا بعيرًا لهم فجمعه فلان، فسلمت عليهم فقال: بعضهم هذا صوت محمد، ثم أتيتُ أصحابي قبل الصبح بمكة فأتاني أبو بكر رضي الله عنه، فقال: يا رسول الله! أين كنت اللّيلة فقد التمستُك في مكانك. فقال: علمت أني أتيتُ بيت المقدس اللّيلة، فقال: يا رسول الله! إنّه مسيرة شهر فصفه لي. قال: فَفُتِح لي صراط كأني أنظر فيه لا يسلني عن شيء إلّا أنبأته عنه، قال أبو بكر: أشهد أنّك رسول الله، فقال المشركون: انظروا إلى ابن أبي كبشة يزعم أنه أَتى بيت المقدس اللّيلة، قال: فقال: إنّ من آية ما أقول لكم أنّي مررتُ بعير لكم بمكان كذا وكذا قد أضلّوا بعيرًا لهم فجمعه فلان، وإن مسيرهم ينزلون بكذا ثم بكذا، ويأتونكم يوم كذا وكذا يقدمُهم جمل آدم عليه مسح أسود وغرارتان سوداوان، فلما كان ذلك اليوم أشرف الناس ينتظرون حتى كان قريب من نصف النّهار حتى أقبلت العير يقدمهم ذلك الجمل الذي وصفه رسول الله ﷺ».

حسن: رواه البيهقيّ في «الدّلائل» (٢/ ٣٥٥ - ٣٥٧) قال: وأخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد، واللّفظ له، قال: أخبرنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس، قال: حدّثنا محمد بن إسماعيل أبو إسماعيل التّرمذيّ، قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن
العلاء بن الضّحاك الزّبيديّ، قال: حدّثنا عمرو بن الحارث، عن عبد الله بن سالم الأشعريّ، عن الزّبيديّ محمد بن الوليد بن عامر، قال: حدّثنا الوليد بن عبد الرحمن، أنّ جبير بن نُفير، قال: حدّثنا شدّاد بن أوس، قال: فذكر الحديث.

عن شدّاد بن أوس قال: «قلنا يا رسول الله! كيف أُسري بك؟ قال: «صليتُ العتمة بمكة معتمًا، وأتاني جبريل ﵇ بدابة بيضاء فوق الحمار ودون البغل، فقال: اركب فاستصْعبتْ عليَّ، فدارها بأذنها، ثم حملني عليها، فانطلقتْ تهوي بنا: يقع حافرها حيث أدرك طرفها، حتى بلغنا أرضًا ذات نخل فأنزلني، فقال: صلِّ. فصليتُ، ثم ركبنا فقال: أتدري أين صليت؟ قلت: الله أعلم. قال: صليت
بيثرب، صليت بطيبة، فانطلقتْ تهوي بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها، ثم بلغنا أرضًا فقال: انزل، فنزلتُ، ثم قال: صلِّ فصليتُ، ثم ركبنا، فقال: أتدري أين صليت؟ قلت: الله أعلم، قال: صليتَ بمدين، صليتَ عند شجرة موسى ﵇، ثم انطلقتْ تهوى بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها، ثم بلغنا أرضًا بدتْ لنا قصور، فقال: انزل فنزلت، فقال: صلِّ فصليتُ، ثم ركبنا، قال: أتدري أين صليت؟ قلت: الله أعلم. قال: صليت ببيت لحم، حيث وُلد عيسى ﵇ المسيح ابن مريم، ثم انطلق بي حتى دخلنا المدينة من بابها اليماني، فأتى قبلة المسجد فربط به دابته ودخلنا المسجد من باب فيه تميل الشّمس والقمر، فصليتُ من المسجد حيث شاء الله وأخذني من العطش أشدّ ما أخذني، فأتيتُ بإناءين في أحدهما لبن، وفي الآخر عسل، أُرْسِلَ إليَّ بهما جميعًا، فعدلتُ بينهما ثم هداني الله ﷿ فأخذت اللّبن فشربت، حتى قرعت به جبيني وبين يدي شيخ متكئ على مثْراةٍ له فقال: أخذ صاحبُك الفطرة أنه ليُهدى، ثم انطلق لي حتى أتينا الوادي الذي في المدينة، فإذا جهنّم تنكشف عن مثل الزَّاربيِّ، قلت: يا رسول الله! كيف وجدتها؟ قال: مثل الحمة السخنة، ثم انصرف بي فمررنا بعير لقريش بمكان كذا وكذا قد أضلّوا بعيرًا لهم فجمعه فلان، فسلمت عليهم فقال: بعضهم هذا صوت محمد، ثم أتيتُ أصحابي قبل الصبح بمكة فأتاني أبو بكر ﵁، فقال: يا رسول الله! أين كنت اللّيلة فقد التمستُك في مكانك. فقال: علمت أني أتيتُ بيت المقدس اللّيلة، فقال: يا رسول الله! إنّه مسيرة شهر فصفه لي. قال: فَفُتِح لي صراط كأني أنظر فيه لا يسلني عن شيء إلّا أنبأته عنه، قال أبو بكر: أشهد أنّك رسول الله، فقال المشركون: انظروا إلى ابن أبي كبشة يزعم أنه أَتى بيت المقدس اللّيلة، قال: فقال: إنّ من آية ما أقول لكم أنّي مررتُ بعير لكم بمكان كذا وكذا قد أضلّوا بعيرًا لهم فجمعه فلان، وإن مسيرهم ينزلون بكذا ثم بكذا، ويأتونكم يوم كذا وكذا يقدمُهم جمل آدم عليه مسح أسود وغرارتان سوداوان، فلما كان ذلك اليوم أشرف الناس ينتظرون حتى كان قريب من نصف النّهار حتى أقبلت العير يقدمهم ذلك الجمل الذي وصفه رسول الله ﷺ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث الإسراء والمعراج من أعظم معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ورد في صحيح مسلم وغيره من كتب السنة. وفيما يلي شرح وافٍ للحديث الذي ذكرته، معتمدًا على كلام أهل العلم المعتبرين:

1. شرح المفردات:


● العتمة: صلاة العشاء.
● معتمًا: في وقت العتمة، أي وقت صلاة العشاء.
● دابة بيضاء فوق الحمار ودون البغل: هي البراق، وهي دابة كبيرة بيضاء، حجمها بين الحمار والبغل.
● استصعبت عليَّ: نفرت ولم تتركه يركبها بسهولة.
● دارها بأذنها: مسك أذنها ووجهها لتستسلم.
● تهوي بنا: تسير بسرعة هائلة.
● يقع حافرها حيث أدرك طرفها: أي أن خطوتها واسعة جدًا، فحين تمد رجلها الأمامية تصل إلى موضع نظرها.
● بيثرب، طيبة: هما اسمان للمدينة المنورة.
● مدين: أرض قوم شعيب، في طريق الشام.
● شجرة موسى: الشجرة التي كلم الله عندها موسى عليه السلام.
● بيت لحم: المكان الذي ولد فيه عيسى عليه السلام في فلسطين.
● بابها اليماني: باب من أبواب المسجد الأقصى من جهة اليمن.
● قبلة المسجد: أي جهة المسجد الأقصى التي كانت قبلة المسلمين الأولى.
● تميل الشمس والقمر: أي باب يظهر فيه ضوء الشمس والقمر.
● مثراة: وسادة أو متكأ.
● الزاربي: الحصير أو البساط.
● الحمة السخنة: الحمة هي الماء الحار، والسخنة شديدة الحرارة.
● غرارتان: غرتان سوداوان على ظهر الجمل.


2. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث رحلة الإسراء من مكة إلى المسجد الأقصى، ثم العروج إلى السماوات، لكن هذا الجزء الذي ذكرته يركز على الإسراء الأرضي. وفيها:
● بداية الرحلة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي العشاء في مكة، ثم جاءه جبريل عليه السلام بالبراق.
● البراق: دابة عظيمة سريعة، كانت تستصعب في البداية، ولكن جبريل عليه السلام سكنها بإذن الله.
● المنازل التي مر بها:
1- المدينة المنورة (يثرب/طيبة): صلى فيها، وهي إشارة إلى هجرته المستقبلية ودعوته هناك.
2- مدين: صلى عند شجرة موسى عليه السلام، تذكيرًا بقصة نبي الله موسى وتأييدًا لرسالة النبي محمد.
3- بيت لحم: صلى حيث ولد عيسى عليه السلام، إشارة إلى أن الإسلام يقر بنبوة عيسى ويجله.
4- المسجد الأقصى: دخل من الباب اليماني، وصلى في المسجد، ثم عُرض عليه اللبن والعسل، فاختار اللبن (رمز الفطرة والهداية).
● مشاهد من الرحلة:
- رؤية جهنم تنكشف عن مثل الزاربي (الحصير)، وهي شديدة الحرارة.
- مروره بقافلة قريش التي أضلت بعيرًا، وأخبرهم بذلك لاحقًا كمعجزة.
- عودته إلى مكة قبل الفجر.
● ردة فعل الصحابة والمشركين:
- صدق أبو بكر رضي الله عنه مباشرة وسُمي "الصديق" لذلك.
- أنكر المشركون ذلك، فوصف لهم تفاصيل القافلة التي رآها، فتحققوا من صدقه.


3. الدروس المستفادة:


1- عظمة معجزة الإسراء والمعراج: وهي من آيات الله العظيمة التي أكدت نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
2- الصدق والإيمان: موقف أبي بكر رضي الله عنه يدل على قوة إيمانه وتصديقه للنبي دون تردد.
3- الربط بين الأنبياء: المرور بمواضع الأنبياء السابقين يؤكد أن الإسلام هو امتداد لرسالاتهم.
4- اختيار الفطرة: اختيار النبي للبن على العسل يدل على اختيار الإسلام كدين الفطرة والوسطية.
5- التحدي والإعجاز: إخبار النبي بتفاصيل القافلة دليل على صدق نبوته.


4. معلومات إضافية:


- رحلة الإسراء والمعراج كانت معجزة حقيقية بالروح والجسد، كما هو قول أهل السنة.
- الحديث يدل على فضل الصلاة في المسجد الأقصى وبيت لحم وغيرها من الأماكن المباركة.
- في هذه الرحلة فرضت الصلوات الخمس على المسلمين.
أسأل الله أن يفقهنا في ديننا، ويجعلنا من المتبعين لسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البيهقيّ في «الدّلائل» (٢/ ٣٥٥ - ٣٥٧) قال: وأخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد، واللّفظ له، قال: أخبرنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس، قال: حدّثنا محمد بن إسماعيل أبو إسماعيل التّرمذيّ، قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن
العلاء بن الضّحاك الزّبيديّ، قال: حدّثنا عمرو بن الحارث، عن عبد الله بن سالم الأشعريّ، عن الزّبيديّ محمد بن الوليد بن عامر، قال: حدّثنا الوليد بن عبد الرحمن، أنّ جبير بن نُفير، قال: حدّثنا شدّاد بن أوس، قال: فذكر الحديث.
قال البيهقيّ: هذا إسناد صحيح، ورُوي ذلك مفرّقًا في أحاديث غيره، ونحن نذكر من ذلك إن شاء الله تعالى ما حضرنا».
قال الحافظ ابن كثير في «تفسيره» بعد أن نقل قول البيهقيّ: «ثم ساق أحاديث كثيرة في الإسراء كالشّاهد لهذا الحديث. وقد روي هذا الحديث عن شدّاد بن أوس بطوله الامامُ أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في تفسيره، عن أبيه، عن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزّبيدي، به، ولا شكّ أنّ هذا الحديث - أعني الحديث المروي عن شدّاد بن أوس - مشتمل على أشياء منها ما هو صحيح كما ذكره البيهقيّ، ومنها ما هو منكر، كالصّلاة في بيت لحم، وسؤال الصّديق عن نعت بيت المقدس وغير ذلك» انتهى.
قال الأعظمي: لعل بعض النكارة كان سببها إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي المعروف بابن زبريق مختلف فيه فأثنى عليه ابن معين خيرًا، وقال أبو حاتم: شيخ لا بأس به، ولكنهم يحسدونه، وضعّفه النسائي وأما قول محمد بن عوف الحمصي أنه كان يكذب فهو بعيد.
والخلاصة فيه: أنه حسن الحديث إلا في جمل يسيرة أخطأ فيها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 129 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الإسراء والمعراج: رحلة النبي من مكة إلى بيت المقدس.

  • 📜 حديث: الإسراء والمعراج: رحلة النبي من مكة إلى بيت المقدس.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الإسراء والمعراج: رحلة النبي من مكة إلى بيت المقدس.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الإسراء والمعراج: رحلة النبي من مكة إلى بيت المقدس.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الإسراء والمعراج: رحلة النبي من مكة إلى بيت المقدس.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب