حديث: دابة البراق أبيض طويل خطوه مد البصر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الإسراء والمعراج

عن زِرّ بن حبيش قال: «أتيت على حذيفة بن اليمان وهو يحدِّث عن ليلة أُسريَ بمحمّد ﷺ، وهو يقول: «فانطلقتُ - أو انطلقنا - حتى أتينا على بيت المقدس». فلم يَدخلاه، قال: قلتُ بل دخله رسول الله ﷺ ليلتئذٍ وصلّى فيه. قال: ما اسمُك يا أصلَعُ! فإنّي أعرفُ وَجْهَكَ ولا أدري ما اسمك؟ قال: قلت: أنا زِرُّ بنُ حُبَيْش. قال: فما عِلْمُك بأنَّ رسولَ الله ﷺ صلّى فيه ليلتئذ؟ قال: قلت: القرآنُ يُخبرني بذلك. قال: من تكلَّم بالقرآن فَلَجَ، اقْرأْ. قال: فقرأت: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ [الإسراء: ١] قال: فلم أجدْهُ صلَّى فيه. قال: يا أصلَعُ، هل تجد صلّى فيه؟ قال: قلت: لا. قال واللهِ! ما صلّى فيه رسول الله ﷺ ليلتئذ، لو صلّى فيه لكُتِبَ عليكم صلاةٌ فيه كما كُتِبَ عليكم صلاةٌ في البيت العتيق، واللهِ ما زَايَلا البُراقَ حتى فُتحتْ لهما أبوابُ السّماء فرأيا الجنّة والنّارَ ووَعْدَ الآخرة أَجْمعَ، ثم عادا عَوْدَهُما على بَدْئِهما. قال: ثم ضحِك حتى رأيتُ نواجذَه. قال: ويُحدِّثون أنه رَبطَه، ألِيَفِرَّ منه؟ ! وإنّما سخّره له عالِمُ الغيب والشّهادة. قال: قلت: أبا عبد الله أيُّ دابّة البُراق؟ قال: دابة أبيض طويل هكذا خطوُه مَدَّ البَصر».

حسن: رواه الترمذيّ (٣١٤٧) عن ابن أبي عمر، حدّثنا سفيان، عن مسعر، عن عاصم بن أبي النّجود، عن زرّ بن حبيش، قال (فذكر الحديث).

عن زِرّ بن حبيش قال: «أتيت على حذيفة بن اليمان وهو يحدِّث عن ليلة أُسريَ بمحمّد ﷺ، وهو يقول: «فانطلقتُ - أو انطلقنا - حتى أتينا على بيت المقدس». فلم يَدخلاه، قال: قلتُ بل دخله رسول الله ﷺ ليلتئذٍ وصلّى فيه. قال: ما اسمُك يا أصلَعُ! فإنّي أعرفُ وَجْهَكَ ولا أدري ما اسمك؟ قال: قلت: أنا زِرُّ بنُ حُبَيْش. قال: فما عِلْمُك بأنَّ رسولَ الله ﷺ صلّى فيه ليلتئذ؟ قال: قلت: القرآنُ يُخبرني بذلك. قال: من تكلَّم بالقرآن فَلَجَ، اقْرأْ. قال: فقرأت: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ [الإسراء: ١] قال: فلم أجدْهُ صلَّى فيه. قال: يا أصلَعُ، هل تجد صلّى فيه؟ قال: قلت: لا. قال واللهِ! ما صلّى فيه رسول الله ﷺ ليلتئذ، لو صلّى فيه لكُتِبَ عليكم صلاةٌ فيه كما كُتِبَ عليكم صلاةٌ في البيت العتيق، واللهِ ما زَايَلا البُراقَ حتى فُتحتْ لهما أبوابُ السّماء فرأيا الجنّة والنّارَ ووَعْدَ الآخرة أَجْمعَ، ثم عادا عَوْدَهُما على بَدْئِهما. قال: ثم ضحِك حتى رأيتُ نواجذَه. قال: ويُحدِّثون أنه رَبطَه، ألِيَفِرَّ منه؟ ! وإنّما سخّره له عالِمُ الغيب والشّهادة. قال: قلت: أبا عبد الله أيُّ دابّة البُراق؟ قال: دابة أبيض طويل هكذا خطوُه مَدَّ البَصر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن هذا الحديث الذي رواه زر بن حبيش عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما يتعلق بحادثة الإسراء والمعراج، وهي من أعظم معجزات النبي ﷺ. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا مع بيان الدروس المستفادة منه.

أولاً. شرح المفردات:


● يحدِّث عن ليلة أُسريَ بمحمّد ﷺ: أي يروي قصة الإسراء والمعراج.
● انطلقتُ - أو انطلقنا: يشير إلى أن حذيفة كان حاضرًا تلك الليلة أو يرويها كأنه كان فيها.
● بيت المقدس: المسجد الأقصى في فلسطين.
● ما اسمُك يا أصلَعُ: كلمة "أصلع" هنا ليست للتقليل، بل للنداء بلطف، كما كان العرب يفعلون.
● زِرُّ بنُ حُبَيْش: راوي الحديث، وهو تابعي جليل.
● فَلَجَ: أي فاز وانتصر.
● البُراق: الدابة التي ركبها النبي ﷺ في رحلة الإسراء.
● نَواجِذَه: الأسنان الأخيرة في الفم، أي ضحك كثيرًا.
● مَدَّ البَصر: أي أن خطوته بعيدة جدًا تصل إلى مدى البصر.


ثانيًا. شرح الحديث:


يحكي زر بن حبيش أنه جاء إلى حذيفة بن اليمان وهو يروي قصة الإسراء، فقال حذيفة: "انطلقنا حتى أتينا على بيت المقدس" ولم يدخله النبي ﷺ ذلك الليل. فاعترض زر قائلاً: بل دخل النبي ﷺ وصلى فيه، مستدلاً بقوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى﴾. فرد عليه حذيفة: "ما اسمك يا أصلع؟" ثم طلب منه أن يقرأ الآية، فلما قرأها، لم يجد فيها ذكرًا للصلاة داخل المسجد الأقصى. فأكد حذيفة أن النبي ﷺ لم يصلِّ فيه، ولو صلى فيه لوجبت الصلاة فيه كما في الكعبة. ثم بين أن النبي ﷺ ومعه جبريل عليه السلام لم يفارقا البراق حتى فتحت لهما أبواب السماء، فرأيا الجنة والنار ووعود الآخرة، ثم عادا كما بدآ. ثم ضحك حذيفة ساخرًا من الذين يزعمون أن النبي ربط البراق خوفًا من فراره، مؤكدًا أن الله سخره له. ثم وصف حذيفة البراق بأنه دابة بيضاء طويلة، خطوتها بعيدة جدًا.


ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- وجوب الاعتماد على النصوص الصحيحة: حذيفة رضي الله عنه لم يقبل قول زر حتى تأكد من النص القرآني، وهذا درس في التثبت في الدين وعدم القول بغير علم.
2- عدم افتراض ما لم يرد في النص: الآية الكريمة ذكرت الإسراء إلى المسجد الأقصى، لكن لم تذكر الصلاة داخله، فليس من الحق إضافة ما لم يرد.
3- التسليم لحكمة الله تعالى: لو كان النبي ﷺ صلى في المسجد الأقصى لكانت الصلاة فيه واجبة، ولكن حكمة الله اقتضت ألا تكون كذلك، فنسلم لحكمته.
4- بيان عظمة معجزة الإسراء: الحديث يصور عظمة هذه الرحلة، حيث شاهد النبي ﷺ الجنة والنار وفتحت له أبواب السماء.
5- البراق معجزة إلهية: ليس من المنطق أن يربط النبي ﷺ البراق خوفًا من فراره، بل هو مسخر من الله، فلا يجوز تشبيهه بالدواب العادية.
6- الأدب في الحوار: حوار حذيفة وزر كان مليئًا بالأدب والاحترام، رغم الاختلاف في الرأي.


رابعًا. معلومات إضافية:


● حذيفة بن اليمان: من أصحاب النبي ﷺ، وكان من المطلعين على بعض الغيبيات، وقد أخبره النبي ﷺ بأسماء المنافقين.
● زر بن حبيش: تابعي جليل، من كبار القراء والمفسرين.
● البراق: كما وصفه حذيفة، هو دابة بيضاء طويلة، خطوها بعيد، وهي من خلق الله المسخر لخدمة أنبيائه.
● الآية الكريمة: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) لا تذكر صراحة أن النبي صلى داخل المسجد، بل ذكرت الإسراء إليه فقط.

فهذا الحديث يعلمنا الدقة في فهم النصوص، والتسليم لحكمة الله، والأدب في مناقشة أهل العلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٣١٤٧) عن ابن أبي عمر، حدّثنا سفيان، عن مسعر، عن عاصم بن أبي النّجود، عن زرّ بن حبيش، قال (فذكر الحديث).
ورواه الإمام أحمد (٢٣٢٨٥)، وصحّحه ابن حبان (٤٥)، والحاكم (٢/ ٣٥٩) كلّهم من طرق عن عاصم بن أبي النّجود.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه».
قال الأعظمي: هو حسن من أجل عاصم بن أبي النّجود فإنّه حسن الحديث.
وأمّا نفي حذيفة رضي الله عنه صلاة النبيّ ﷺ في بيت المقدس فبناء على اجتهاد منه، وإلّا فقد ثبت في حديث ابن مسعود وأنس وأبي هريرة وغيرهم أنه صلى فيه، والمثبت مقدم على النافي.
وأمّا قوله: «لو كان رسول الله ﷺ صلّى هناك لوجب على أمّته أن يأتوا ذلك المكان، ويُصلّوا فيه كما فعل ﷺ». فإنّ ذلك مما لا حجّة لحذيفة فيه، إذ كان رسول الله ﷺ يأتي مواضع ويصلي فيها، ولم يكتب علينا إتيانها ولا الصّلوات فيها. انظر للمزيد «مشكل الآثار» (١٢/ ٥٤٤) للطّحاويّ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 127 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: دابة البراق أبيض طويل خطوه مد البصر

  • 📜 حديث: دابة البراق أبيض طويل خطوه مد البصر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: دابة البراق أبيض طويل خطوه مد البصر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: دابة البراق أبيض طويل خطوه مد البصر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: دابة البراق أبيض طويل خطوه مد البصر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب