حديث: أنا رسول الله أدعو إلى أن يعبدوا الله لا يشركوا به شيئًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

حرب بعاث بين الأوس والخزرج ثم جمعهم الله تحت راية الإسلام

عن محمود بن لبيد أخي بني عبد الأشهل قال: لما قدم أبو الحيسر أنس بن رافع مكة، ومعه فتية من بني عبد الأشهل فيهم إياس بن معاذ يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج، سمع بهم رسول الله ﷺ، فأتاهم فجلس إليهم، فقال لهم: «هل لكم إلى خير مما جئتم له؟» قالوا: وما ذاك؟ قال: «أنا رسول الله، بعثني إلى العباد أدعوهم إلى أن يعبدوا الله لا يشركوا به شيئًا، وأنزل علي كتاب» ثم ذكر الإسلام، وتلا عليهم القرآن، فقال إياس بن معاذ، وكان غلامًا حدثًا: أي قوم! هذا والله خير مما جئتم له، قال: فأخذ أبو حيسر أنس بن رافع حفنة من البطحاء فضرب بها في وجه إياس بن معاذ، وقام رسول الله ﷺ عنهم وانصرفوا إلى المدينة، فكانت
وقعة بعاث بين الأوس والخزرج قال: ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك. قال محمود بن لبيد: فأخبرني من حضره من قومي عند موته أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره ويحمده ويسبحه حتى مات، فما كانوا يشكون أن قد مات مسلمًا لقد كان استشعر الإسلام في ذلك المجلس حين سمع من رسول الله ﷺ ما سمع.

حسن: رواه أحمد (٢٣٦١٩)، والطبراني في الكبير (١/ ٢٥١)، والحاكم (٣/ ١٨٠ - ١٨١)، والبيهقي في الدلائل (٢/ ٤٢٠) كلهم من حديث محمد بن إسحاق قال: حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ أخي بني عبد الأشهل، عن محمود بن لبيد فذكره.

عن محمود بن لبيد أخي بني عبد الأشهل قال: لما قدم أبو الحيسر أنس بن رافع مكة، ومعه فتية من بني عبد الأشهل فيهم إياس بن معاذ يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج، سمع بهم رسول الله ﷺ، فأتاهم فجلس إليهم، فقال لهم: «هل لكم إلى خير مما جئتم له؟» قالوا: وما ذاك؟ قال: «أنا رسول الله، بعثني إلى العباد أدعوهم إلى أن يعبدوا الله لا يشركوا به شيئًا، وأنزل علي كتاب» ثم ذكر الإسلام، وتلا عليهم القرآن، فقال إياس بن معاذ، وكان غلامًا حدثًا: أي قوم! هذا والله خير مما جئتم له، قال: فأخذ أبو حيسر أنس بن رافع حفنة من البطحاء فضرب بها في وجه إياس بن معاذ، وقام رسول الله ﷺ عنهم وانصرفوا إلى المدينة، فكانت
وقعة بعاث بين الأوس والخزرج قال: ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك. قال محمود بن لبيد: فأخبرني من حضره من قومي عند موته أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره ويحمده ويسبحه حتى مات، فما كانوا يشكون أن قد مات مسلمًا لقد كان استشعر الإسلام في ذلك المجلس حين سمع من رسول الله ﷺ ما سمع.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، مع بيان فوائده وعبره:

أولاً. شرح المفردات:


● بني عبد الأشهل: قبيلة من الأوس إحدى قبيلتي المدينة (الأوس والخزرج).
● يلتمسون الحلف: يطلبون المعاهدة والتحالف.
● البطحاء: التراب الناعم أو الحصى.
● وقعة بعاث: حرب قديمة بين الأوس والخزرج قبل الإسلام.
● يهلل الله ويكبره ويحمده ويسبحه: يذكر الله بتلك الأذكار (لا إله إلا الله، الله أكبر، الحمد لله، سبحان الله).
● استشعر الإسلام: أحس به واقتنع به في قلبه.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدث محمود بن لبيد عن قصة وفادة وفد من بني عبد الأشهل (من الأوس) إلى مكة قبل الهجرة النبوية، وكانوا يريدون التحالف مع قريش ضد الخزرج (القبيلة الأخرى في المدينة). فسمع بهم النبي ﷺ - وكان لا يزال في مكة - فأتاهم وجلس معهم، وعرض عليهم الإسلام بدلاً من التحالف الذي جاءوا من أجله، وذكر لهم أنه رسول الله، ودعاهم إلى توحيد الله وترك الشرك، وتلا عليهم القرآن.
فاستجاب الشاب إياس بن معاذ لكلام النبي ﷺ ووجد فيه الخير، لكن زعيم الوفد أبو الحيسر أنس بن رافع غضب من هذا الكلام وضرب إياسًا بالتراب في وجهه، فقام النبي ﷺ وتركهم. ثم مات إياس بعد فترة قصيرة، ولكن قبل موته كان يذكر الله ويسبحه، حتى شهد له أهله بأنه مات مسلماً، لأنه قد استقر الإيمان في قلبه من ذلك المجلس.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- حرص النبي ﷺ على الدعوة: لم يترك فرصة إلا ودعا فيها إلى الله، حتى مع من جاءوا لأمر آخر.
2- قبول الحق من أي أحد: فالشاب إياس قبل الحق بمجرد سماعه، دون تعصب أو تكبر.
3- قوة تأثير كلام النبي ﷺ: فقد دخل الإيمان قلب إياس من أول مرة سمع فيها القرآن.
4- الموت على الإسلام من علامات الخير: فمن مات وهو يذكر الله ويوحده، فهو على خير.
5- الرفق في الدعوة: تركهم النبي ﷺ عندما رأى الإنكار، ولم يجبرهم أو يخاصمهم.

رابعًا. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على أن الإيمان قد يقع في القلب من أول مرة، ويثبت حتى الموت.
- وفيه بيان فضل من يستمع إلى القرآن بتدبر وقبول.
- وفيه أيضًا أن الشاب قد يكون أقبل على الحق من الكبار، كما حدث مع إياس.
- وهو من أوائل من أسلم من الأنصار قبل الهجرة.
أسأل الله أن يرزقنا حسن الاستماع إلى الحق، والقبول له، والثبات عليه حتى الممات. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٣٦١٩)، والطبراني في الكبير (١/ ٢٥١)، والحاكم (٣/ ١٨٠ - ١٨١)، والبيهقي في الدلائل (٢/ ٤٢٠) كلهم من حديث محمد بن إسحاق قال: حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ أخي بني عبد الأشهل، عن محمود بن لبيد فذكره.
وإسناده حسن من أجل تصريح محمد بن إسحاق وشيخه الحصين بن عبد الرحمن وثّقه ابن حبان، وقال ابن سعد: كان قليل الحديث.
وصحّحه الحاكم على شرط مسلم، وهو ليس كذلك فإن الحصين بن عبد الرحمن هذا لم يخرج له مسلم.
وقال الذهبي: «مرسل» يعني أن محمود بن لبيد من صغار الصحابة، ومراسيل الصحابة مقبولة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 143 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أنا رسول الله أدعو إلى أن يعبدوا الله لا يشركوا به شيئًا

  • 📜 حديث: أنا رسول الله أدعو إلى أن يعبدوا الله لا يشركوا به شيئًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أنا رسول الله أدعو إلى أن يعبدوا الله لا يشركوا به شيئًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أنا رسول الله أدعو إلى أن يعبدوا الله لا يشركوا به شيئًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أنا رسول الله أدعو إلى أن يعبدوا الله لا يشركوا به شيئًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب