حديث: إني أسري بي الليلة إلى بيت المقدس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الإسراء والمعراج

عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «لما كان ليلةُ أُسريَ بي، وأصبحتُ بِمكّة، فَظِعْتُ بأمري، وعَرفْتُ أنَّ الناس مُكَذِّبي». فقعد معتزلًا حزينًا. قال: فمرَّ عدوُّ الله أبو جهل فجاء حتى جلس إليه فقال له كالمستهزئ: هل كان من شيء؟ ! فقال رسول الله ﷺ: «نعم». قال ما هو؟ قال: «إنّه أُسري بي اللّيلة». قال: إلى أين؟ قال: «إلى بيت المقدس». قال: ثم أصبحتَ بين ظهرانينا؟ قال: «نعم». قال: فلم يُرِه أنّه يُكَذِّبه مَخافةَ أن يجحده الحديث إذا دعا قومه إليه. قال: أرأيتَ إنْ دعوتُ قومَك تحدِّثُهم ما حدّثْتني؟ فقال رسول الله ﷺ: «نعم». فقال: هَيَا معشرَ بني كعب بن لُؤي، حتَّى قال فانتفضت إليه المجالس وجاءوا حتَّى جلسوا إليهما. قال: حدِّثْ قومَك بِما حَدَّثْتني. فقال رسول الله ﷺ: «إنِّي أُسريَ بي اللَّيلةَ». قالوا: إلى أين؟ قال: «إلى بيت المقدس». قالوا: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال: «نعم». قال: فَمِن بين مُصفِّق ومِن بين واضع يده على رأسه، متعجِّبًا للكذب زعم! ! قالوا: وهل تستطيع أنْ تنعت لنا المسجد؟ وفي القوم مَنْ قد سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد. فقال رسول الله ﷺ: «فذهبتُ أنعتُ، فما زلت أنعت حتى التبس عليَّ بعضُ النَّعت». قال: «فجيء بالمسجد وأنا أنظرُ حتى وُضِع دونَ دارِ عِقَالٍ - أو عَقيل - فنعتُّه وأنا أنظر إليه». قال: «وكان مع هذا نَعْتٌ لم أحفظه». قال: «فقال القوم: أما النّعتُ فوالله! لقد أصاب».

صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٨١٩)، والبزّار - كشف الأستار (٥٦) -، والطبرانيّ (١٢٧٨٢) كلهم من طريق عوف بن أبي جميلة، عن زرارة بن أوفى، عن ابن عباس، فذكره، واللّفظ لأحمد.

عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «لما كان ليلةُ أُسريَ بي، وأصبحتُ بِمكّة، فَظِعْتُ بأمري، وعَرفْتُ أنَّ الناس مُكَذِّبي». فقعد معتزلًا حزينًا. قال: فمرَّ عدوُّ الله أبو جهل فجاء حتى جلس إليه فقال له كالمستهزئ: هل كان من شيء؟ ! فقال رسول الله ﷺ: «نعم». قال ما هو؟ قال: «إنّه أُسري بي اللّيلة». قال: إلى أين؟ قال: «إلى بيت المقدس». قال: ثم أصبحتَ بين ظهرانينا؟ قال: «نعم». قال: فلم يُرِه أنّه يُكَذِّبه مَخافةَ أن يجحده الحديث إذا دعا قومه إليه. قال: أرأيتَ إنْ دعوتُ قومَك تحدِّثُهم ما حدّثْتني؟ فقال رسول الله ﷺ: «نعم». فقال: هَيَا معشرَ بني كعب بن لُؤي، حتَّى قال فانتفضت إليه المجالس وجاءوا حتَّى جلسوا إليهما. قال: حدِّثْ قومَك بِما حَدَّثْتني. فقال رسول الله ﷺ: «إنِّي أُسريَ بي اللَّيلةَ». قالوا: إلى أين؟ قال: «إلى بيت المقدس». قالوا: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال: «نعم». قال: فَمِن بين مُصفِّق ومِن بين واضع يده على رأسه، متعجِّبًا للكذب زعم! ! قالوا: وهل تستطيع أنْ تنعت لنا المسجد؟ وفي القوم مَنْ قد سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد. فقال رسول الله ﷺ: «فذهبتُ أنعتُ، فما زلت أنعت حتى التبس عليَّ بعضُ النَّعت». قال: «فجيء بالمسجد وأنا أنظرُ حتى وُضِع دونَ دارِ عِقَالٍ - أو عَقيل - فنعتُّه وأنا أنظر إليه». قال: «وكان مع هذا نَعْتٌ لم أحفظه». قال: «فقال القوم: أما النّعتُ فوالله! لقد أصاب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أسأل الله تعالى التوفيق والسداد في شرح هذا الحديث النبيل الذي يروي جانبًا من أحداث حادثة الإسراء والمعراج، وهي من أعظم معجزات النبي ﷺ.

الحديث الشريف:


عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «لما كان ليلةُ أُسريَ بي، وأصبحتُ بِمكّة، فَظِعْتُ بأمري، وعَرفْتُ أنَّ الناس مُكَذِّبي». فقعد معتزلًا حزينًا. قال: فمرَّ عدوُّ الله أبو جهل فجاء حتى جلس إليه فقال له كالمستهزئ: هل كان من شيء؟ ! فقال رسول الله ﷺ: «نعم». قال ما هو؟ قال: «إنّه أُسري بي اللّيلة». قال: إلى أين؟ قال: «إلى بيت المقدس». قال: ثم أصبحتَ بين ظهرانينا؟ قال: «نعم». قال: فلم يُرِه أنّه يُكَذِّبه مَخافةَ أن يجحده الحديث إذا دعا قومه إليه. قال: أرأيتَ إنْ دعوتُ قومَك تحدِّثُهم ما حدّثْتني؟ فقال رسول الله ﷺ: «نعم». فقال: هَيَا معشرَ بني كعب بن لُؤي، حتَّى قال فانتفضت إليه المجالس وجاءوا حتَّى جلسوا إليهما. قال: حدِّثْ قومَك بِما حَدَّثْتني. فقال رسول الله ﷺ: «إنِّي أُسريَ بي اللَّيلةَ». قالوا: إلى أين؟ قال: «إلى بيت المقدس». قالوا: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال: «نعم». قال: فَمِن بين مُصفِّق ومِن بين واضع يده على رأسه، متعجِّبًا للكذب زعم! ! قالوا: وهل تستطيع أنْ تنعت لنا المسجد؟ وفي القوم مَنْ قد سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد. فقال رسول الله ﷺ: «فذهبتُ أنعتُ، فما زلت أنعت حتى التبس عليَّ بعضُ النَّعت». قال: «فجيء بالمسجد وأنا أنظرُ حتى وُضِع دونَ دارِ عِقَالٍ - أو عَقيل - فنعتُّه وأنا أنظر إليه». قال: «وكان مع هذا نَعْتٌ لم أحفظه». قال: «فقال القوم: أما النّعتُ فوالله! لقد أصاب».


1. شرح المفردات:


● أُسري بي: أي عُرِج بي ليلاً من مكة إلى بيت المقدس.
● فَظِعْتُ: فزعت واشتد علي الأمر.
● مُكَذِّبي: مكذبين لي.
● معتزلًا: منعزلاً ومنفردًا.
● عدو الله أبو جهل: هو عمرو بن هشام، وكان من أشد أعداء الإسلام.
● كالمستهزئ: بصوت الساخر المستهزئ.
● بين ظهرانينا: بيننا وفي وسطنا.
● لم يُرِه أنّه يُكَذِّبه: لم يظهر له أنه يكذبه.
● مَخافةَ أن يجحده الحديث: خوفًا من أن ينكر الحديث ويتراجع عنه.
● انتفضت إليه المجالس: قام الناس من مجالسهم مسرعين.
● مُصفِّق: من يضرب بكفيه استهزاءً وتعجبًا.
● واضع يده على رأسه: من شدة التعجب والاستنكار.
● تنعت: تصف وتذكر أوصافه.
● التبس عليَّ: اشتبه واختلط.
● دون دار عقَال أو عقيل: قرب دار رجل يسمى عقَال أو عقيل في مكة.
● أصاب: وافق الوصف الصحيح.


2. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث موقفًا بعد حادثة الإسراء والمعراج، حيث أصبح النبي ﷺ في مكة منفردًا حزينًا؛ لأنه توقع تكذيب قومه له بسبب عظمة ما حدث، وهو الرحلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في ليلة واحدة.
ثم مر به أبو جهل -عدو الله- وسأله سؤال استهزاء: "هل كان من شيء؟" فأخبره النبي ﷺ بالإسراء، فلم يكذبه أبو جهل مباشرة، بل خدعه ودعا قريشًا ليسمعوا الخبر، ظنًا منه أن النبي سيرتدع أو يتراجع، أو أن القوم سيكذبونه بشكل يزيد من إحراجه.
فلما اجتمع الناس، كرر النبي ﷺ الحديث، فتعجبوا واستهزأوا، ثم سألوه عن وصف المسجد الأقصى اختبارًا له، لأن بعضهم كان قد رآه. هنا حدثت المعجزة: حيث عرض الله تعالى المسجد الأقصى أمام النبي ﷺ، فنظر إليه ووصفه بدقة، حتى إن الحاضرين الذين عرفوا المسجد شهدوا بصدق وصفه.


3. الدروس المستفادة:


● ثبات النبي ﷺ في تبليغ الرسالة: رغم علمه بتكذيب قومه، لم يتردد في الإخبار بالمعجزة.
● كيد الأعداء وخُبثهم: كما فعل أبو جهل، حيث استخدم الخديعة والاستهزاء لمحاولة إحراج النبي.
● تأييد الله لأنبيائه: بمعجزة عرض المسجد الأقصى حتى يتأكد الناس من صدق النبي.
● الصدق دائمًا منجى: ولو كان الأمر غريبًا، فإن الله يؤيد الصادقين.
● الحكمة في التصرف: كما لم يشكك أبو جهل مباشرة، بل حاول استدراج النبي، لكن الله أيد نبيه.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- وقعت حادثة الإسراء والمعراج قبل الهجرة، وفيها فرضت الصلوات الخمس.
- الإسراء: الرحلة الأرضية من مكة إلى القدس.
- المعراج: الصعود إلى
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٨١٩)، والبزّار - كشف الأستار (٥٦) -، والطبرانيّ (١٢٧٨٢) كلهم من طريق عوف بن أبي جميلة، عن زرارة بن أوفى، عن ابن عباس، فذكره، واللّفظ لأحمد. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 121 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إني أسري بي الليلة إلى بيت المقدس

  • 📜 حديث: إني أسري بي الليلة إلى بيت المقدس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إني أسري بي الليلة إلى بيت المقدس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إني أسري بي الليلة إلى بيت المقدس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إني أسري بي الليلة إلى بيت المقدس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب