حديث: من يؤويني؟ من ينصرني؟ حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

عرض النبي ﷺ نفسه على القبائل طلبًا للنصرة منهم

عن جابر قال: مكث رسول الله ﷺ بمكة عشر سنين يتبع الناس في منازلهم بعكاظ ومجنّة، وفي المواسم بمنى يقول: «من يؤويني؟ من ينصرني؟ حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة». حتى إن الرجل ليخرج من اليمن أو من مصر - كذا قال - فيأتيه قومه فيقولون: احذر غلام قريش، لا يفتنك. ويمشي بين رجالهم، وهم يشيرون إليه بالأصابع، حتى بعثنا الله له من يثرب فآويناه، وصدّقناه، فيخرج الرجل منا فيؤمن به، ويُقرئه القرآن، فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه، حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رهط من المسلمين، يُظهرون الإسلام، ثم ائتمروا جميعًا، فقلنا: حتى متى نترك رسول الله ﷺ يُطرد في جبال مكة ويُخاف؟ فرحل إليه منا سبعون رجلا حتى
قدموا عليه في الموسم، فواعدناه شعب العقبة، فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين حتى توافينا، فقلنا: يا رسول الله! علام نبايعك؟ قال: «تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، والنفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في الله، لا تخافون في الله لومة لائم، وعلى أن تنصروني، فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم، وأزواجكم، وأبناءكم، ولكم الجنة»، قال: فقمنا إليه فبايعناه، وأخذ بيده أسعد بن زرارة، وهو من أصغرهم، فقال: رويدًا يا أهل يثرب! فإنا لم نضرب أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله ﷺ، وإن إخراجه اليوم مفارقةُ العرب كافة، وقتلُ خياركم، وأن تعضكم السيوف، فإما أنتم قوم تصبرون على ذلك، وأجركم علي الله، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم جُبينة، فبينوا ذلك، فهو أعذرُ لكم عند الله، قالوا: أمط عنا يا أسعد! فوالله! لا ندع هذه البيعة أبدًا، ولا نسلبها أبدًا، قال: فقمنا إليه فبايعناه، فأخذ علينا وشرط، ويعطينا على ذلك الجنة.

حسن: رواه الإمام أحمد (١٤٤٥٦) وصحّحه ابن حبان (٧٠١٢) والحاكم (٢/ ٦٢٤) كلهم من حديث عبد الله بن عثمان بن خُثيم، عن أبي الزبير، أنه حدثه جابر بن عبد الله فذكره بطوله، وهو مخرج في بيعة العقبة الثانية وإسناده حسن من أجل أبي الزبير.

عن جابر قال: مكث رسول الله ﷺ بمكة عشر سنين يتبع الناس في منازلهم بعكاظ ومجنّة، وفي المواسم بمنى يقول: «من يؤويني؟ من ينصرني؟ حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة». حتى إن الرجل ليخرج من اليمن أو من مصر - كذا قال - فيأتيه قومه فيقولون: احذر غلام قريش، لا يفتنك. ويمشي بين رجالهم، وهم يشيرون إليه بالأصابع، حتى بعثنا الله له من يثرب فآويناه، وصدّقناه، فيخرج الرجل منا فيؤمن به، ويُقرئه القرآن، فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه، حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رهط من المسلمين، يُظهرون الإسلام، ثم ائتمروا جميعًا، فقلنا: حتى متى نترك رسول الله ﷺ يُطرد في جبال مكة ويُخاف؟ فرحل إليه منا سبعون رجلا حتى
قدموا عليه في الموسم، فواعدناه شعب العقبة، فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين حتى توافينا، فقلنا: يا رسول الله! علام نبايعك؟ قال: «تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، والنفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في الله، لا تخافون في الله لومة لائم، وعلى أن تنصروني، فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم، وأزواجكم، وأبناءكم، ولكم الجنة»، قال: فقمنا إليه فبايعناه، وأخذ بيده أسعد بن زرارة، وهو من أصغرهم، فقال: رويدًا يا أهل يثرب! فإنا لم نضرب أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله ﷺ، وإن إخراجه اليوم مفارقةُ العرب كافة، وقتلُ خياركم، وأن تعضكم السيوف، فإما أنتم قوم تصبرون على ذلك، وأجركم علي الله، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم جُبينة، فبينوا ذلك، فهو أعذرُ لكم عند الله، قالوا: أمط عنا يا أسعد! فوالله! لا ندع هذه البيعة أبدًا، ولا نسلبها أبدًا، قال: فقمنا إليه فبايعناه، فأخذ علينا وشرط، ويعطينا على ذلك الجنة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا حديث عظيم يروي لنا جانبًا من سيرة النبي ﷺ في دعوته قبل الهجرة، وبيعة الأنصار له، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا:

أولاً. شرح المفردات:


● يتبع الناس في منازلهم: يذهب إليهم في أماكن تجمعاتهم.
● بعكاظ ومجنّة: أسواق مشهورة في الجاهلية كانت تقام فيها اجتماعات تجارية وثقافية.
● المواسم بمنى: أي في موسم الحج.
● لا يفتنك: لا يضلك أو يخرجك عن دينك.
● يشيرون إليه بالأصابع: يدل على التعجب والتحذير منه.
● رهط من المسلمين: جماعة أو مجموعة.
● يُطرد في جبال مكة: يُلاحق ويُضايق.
● شعب العقبة: مكان قريب من منى.
● السمع والطاعة في النشاط والكسل: الطاعة في كل حال، سواء كنتم نشيطين أم كسالى.
● لا تخافون في الله لومة لائم: لا تخشوا لوم الناس عندما تقولون الحق.
● لم نضرب أكباد الإبل: أي لم نأتِ من بعد مشقة السفر.
● مفارقة العرب كافة: أي سيكون ذلك سببًا لعداء جميع العرب.
● جُبينة: ضعف أو جبن.


ثانيًا. شرح الحديث:


1- صبر النبي ﷺ في الدعوة:
- مكث النبي ﷺ في مكة بعد البعثة عشر سنين يدعو الناس إلى الإسلام في كل مكان، حتى في الأسواق والمواسم، وكان يطلب النصرة والحماية حتى يبلغ رسالة ربه.
2- معاناة الدعوة:
- كان المشركون يحذرون الناس منه، حتى إن القادم من بعيد (مثل اليمن أو مصر) كان يُنصح بعدم الاستماع إليه.
3- استجابة الأنصار:
- عندما آمن أهل المدينة (يثرب) برسول الله ﷺ، بدأ الإسلام ينتشر بينهم بشكل قوي، حتى لم تبقَ دار إلا وفيها مسلمون.
4- بيعة العقبة الأولى:
- شعر الأنصار بمسؤولية حماية النبي ﷺ، فجاءوا إليه في موسم الحج وبايعوه على نصرته وحمايته.
5- بنود البيعة:
- بايعوه على:
- السمع والطاعة في كل حال.
- النفقة في العسر واليسر.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- قول الحق دون خوف من أحد.
- نصرته وحمايته كما يحمون أنفسهم وأهلهم.
6- تحذير أسعد بن زرارة:
- نبههم إلى خطورة هذه البيعة، وأنها قد تعرضهم للحرب والقتال، فكان ردهم قويًا بالإصرار على نصرته ﷺ.


ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- الصبر على الدعوة:
- النبي ﷺ ظل يدعو عشر سنين رغم المعاناة، وهذا درس في الصبر والثبات.
2- أهمية النصرة:
- الدعوة تحتاج إلى من ينصرها ويحميها، والأنصار قاموا بهذا الدور خير قيام.
3- البيعة على الطاعة:
- البيعة كانت على طاعة الله ورسوله في كل الظروف، مما يدل على أهمية الالتزام بالدين في السراء والضراء.
4- الشجاعة في الحق:
- قول الحق وعدم الخوف من لومة لائم من صفات المؤمن الحق.
5- التضحية في سبيل الله:
- الأنصار قدموا نموذجًا رائعًا في التضحية بالمال والنفس في سبيل نصر الإسلام.


رابعًا. معلومات إضافية:


- هذه البيعة تُعرف ببيعة العقبة الأولى، وكانت قبل الهجرة بثلاث سنوات.
- نتيجة هذه البيعة، أذن النبي ﷺ لأصحابه بالهجرة إلى المدينة، ثم هاجر هو بعد ذلك.
- البيعة تمت في سرية تامة، مما يدل على حكمة النبي ﷺ وأصحابه.
أسأل الله أن يجعلنا من أهل النصرة للدين، وأن يوفقنا للطاعة في العسر واليسر.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٤٤٥٦) وصحّحه ابن حبان (٧٠١٢) والحاكم (٢/ ٦٢٤) كلهم من حديث عبد الله بن عثمان بن خُثيم، عن أبي الزبير، أنه حدثه جابر بن عبد الله فذكره بطوله، وهو مخرج في بيعة العقبة الثانية وإسناده حسن من أجل أبي الزبير.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 136 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من يؤويني؟ من ينصرني؟ حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة

  • 📜 حديث: من يؤويني؟ من ينصرني؟ حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من يؤويني؟ من ينصرني؟ حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من يؤويني؟ من ينصرني؟ حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من يؤويني؟ من ينصرني؟ حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب