حديث: من يؤويني؟ من ينصرني؟ حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
عرض النبي ﷺ نفسه على القبائل طلبًا للنصرة منهم
قدموا عليه في الموسم، فواعدناه شعب العقبة، فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين حتى توافينا، فقلنا: يا رسول الله! علام نبايعك؟ قال: «تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، والنفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في الله، لا تخافون في الله لومة لائم، وعلى أن تنصروني، فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم، وأزواجكم، وأبناءكم، ولكم الجنة»، قال: فقمنا إليه فبايعناه، وأخذ بيده أسعد بن زرارة، وهو من أصغرهم، فقال: رويدًا يا أهل يثرب! فإنا لم نضرب أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله ﷺ، وإن إخراجه اليوم مفارقةُ العرب كافة، وقتلُ خياركم، وأن تعضكم السيوف، فإما أنتم قوم تصبرون على ذلك، وأجركم علي الله، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم جُبينة، فبينوا ذلك، فهو أعذرُ لكم عند الله، قالوا: أمط عنا يا أسعد! فوالله! لا ندع هذه البيعة أبدًا، ولا نسلبها أبدًا، قال: فقمنا إليه فبايعناه، فأخذ علينا وشرط، ويعطينا على ذلك الجنة.
حسن: رواه الإمام أحمد (١٤٤٥٦) وصحّحه ابن حبان (٧٠١٢) والحاكم (٢/ ٦٢٤) كلهم من حديث عبد الله بن عثمان بن خُثيم، عن أبي الزبير، أنه حدثه جابر بن عبد الله فذكره بطوله، وهو مخرج في بيعة العقبة الثانية وإسناده حسن من أجل أبي الزبير.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا حديث عظيم يروي لنا جانبًا من سيرة النبي ﷺ في دعوته قبل الهجرة، وبيعة الأنصار له، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا:
أولاً. شرح المفردات:
● يتبع الناس في منازلهم: يذهب إليهم في أماكن تجمعاتهم.
● بعكاظ ومجنّة: أسواق مشهورة في الجاهلية كانت تقام فيها اجتماعات تجارية وثقافية.
● المواسم بمنى: أي في موسم الحج.
● لا يفتنك: لا يضلك أو يخرجك عن دينك.
● يشيرون إليه بالأصابع: يدل على التعجب والتحذير منه.
● رهط من المسلمين: جماعة أو مجموعة.
● يُطرد في جبال مكة: يُلاحق ويُضايق.
● شعب العقبة: مكان قريب من منى.
● السمع والطاعة في النشاط والكسل: الطاعة في كل حال، سواء كنتم نشيطين أم كسالى.
● لا تخافون في الله لومة لائم: لا تخشوا لوم الناس عندما تقولون الحق.
● لم نضرب أكباد الإبل: أي لم نأتِ من بعد مشقة السفر.
● مفارقة العرب كافة: أي سيكون ذلك سببًا لعداء جميع العرب.
● جُبينة: ضعف أو جبن.
ثانيًا. شرح الحديث:
1- صبر النبي ﷺ في الدعوة:
- مكث النبي ﷺ في مكة بعد البعثة عشر سنين يدعو الناس إلى الإسلام في كل مكان، حتى في الأسواق والمواسم، وكان يطلب النصرة والحماية حتى يبلغ رسالة ربه.
2- معاناة الدعوة:
- كان المشركون يحذرون الناس منه، حتى إن القادم من بعيد (مثل اليمن أو مصر) كان يُنصح بعدم الاستماع إليه.
3- استجابة الأنصار:
- عندما آمن أهل المدينة (يثرب) برسول الله ﷺ، بدأ الإسلام ينتشر بينهم بشكل قوي، حتى لم تبقَ دار إلا وفيها مسلمون.
4- بيعة العقبة الأولى:
- شعر الأنصار بمسؤولية حماية النبي ﷺ، فجاءوا إليه في موسم الحج وبايعوه على نصرته وحمايته.
5- بنود البيعة:
- بايعوه على:
- السمع والطاعة في كل حال.
- النفقة في العسر واليسر.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- قول الحق دون خوف من أحد.
- نصرته وحمايته كما يحمون أنفسهم وأهلهم.
6- تحذير أسعد بن زرارة:
- نبههم إلى خطورة هذه البيعة، وأنها قد تعرضهم للحرب والقتال، فكان ردهم قويًا بالإصرار على نصرته ﷺ.
ثالثًا. الدروس المستفادة:
1- الصبر على الدعوة:
- النبي ﷺ ظل يدعو عشر سنين رغم المعاناة، وهذا درس في الصبر والثبات.
2- أهمية النصرة:
- الدعوة تحتاج إلى من ينصرها ويحميها، والأنصار قاموا بهذا الدور خير قيام.
3- البيعة على الطاعة:
- البيعة كانت على طاعة الله ورسوله في كل الظروف، مما يدل على أهمية الالتزام بالدين في السراء والضراء.
4- الشجاعة في الحق:
- قول الحق وعدم الخوف من لومة لائم من صفات المؤمن الحق.
5- التضحية في سبيل الله:
- الأنصار قدموا نموذجًا رائعًا في التضحية بالمال والنفس في سبيل نصر الإسلام.
رابعًا. معلومات إضافية:
- هذه البيعة تُعرف ببيعة العقبة الأولى، وكانت قبل الهجرة بثلاث سنوات.
- نتيجة هذه البيعة، أذن النبي ﷺ لأصحابه بالهجرة إلى المدينة، ثم هاجر هو بعد ذلك.
- البيعة تمت في سرية تامة، مما يدل على حكمة النبي ﷺ وأصحابه.
أسأل الله أن يجعلنا من أهل النصرة للدين، وأن يوفقنا للطاعة في العسر واليسر.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 136 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 111 شرح صدر النبي ﷺ بماء زمزم
- 112 الإسراء والمعراج: رحلة النبي محمد إلى السماوات السبع
- 113 شق جبريل صدر النبي وغسله بماء زمزم
- 114 من يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم
- 115 عقوبة من يأمر بالبر وينسى نفسه
- 116 ما يحملك على هذا فوالله ما ركبك أحد أكرم على...
- 117 لقيت موسى مضطرب رجل الرأس
- 118 رأيت موسى رجلًا آدم طوالًا جعدًا كأنه من رجال شنوءة
- 119 انظروا إلى صاحبكم وأمّا موسى فرجل آدم جعد
- 120 موسى هابطًا من الثنية وله جؤار إلى الله بالتلبية
- 121 إني أسري بي الليلة إلى بيت المقدس
- 122 رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها في ليلة الإسراء
- 123 أُسري بالنبي إلى بيت المقدس ثم جاء من ليلته
- 124 رؤيا عين أريها رسول الله ليلة أسري به
- 125 رأيت بلالا في الجنة وسمعت وجسه
- 126 عُرض عليَّ الأنبياء، فإذا موسى ضربٌ من الرّجال
- 127 دابة البراق أبيض طويل خطوه مد البصر
- 128 شد جبريل البراق بإصبعه عند بيت المقدس
- 129 الإسراء والمعراج: رحلة النبي من مكة إلى بيت المقدس.
- 130 أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل...
- 131 قمت في الحجر فجلّى الله لي بيت المقدس
- 132 قريش تسأل النبي عن بيت المقدس في حادثة الإسراء
- 133 عند سدرة المنتهى أُعطِي رسول الله ﷺ ثلاثًا
- 134 رفعت لي سدرة المنتهى في السماء السابعة
- 135 هل من رجل يحملني إلى قومه فإن قريشًا قد منعوني
- 136 من يؤويني؟ من ينصرني؟ حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة
- 137 يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا
- 138 يا أيها الناس إن هذا قد غوى فلا يغوينكم
- 139 قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا
- 140 يا بني إني رسول الله إليكم
- 141 رأيت رسول الله ﷺ في سوق ذي المجاز، وعليه حلة...
- 142 يوم بُعاث يومًا قدّمه الله لرسوله
- 143 أنا رسول الله أدعو إلى أن يعبدوا الله لا يشركوا...
- 144 لقاء النبي ﷺ مع نفر من الخزرج ودعوتهم إلى الإسلام
- 145 بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئًا ولا تسرقوا ولا...
- 146 من يؤويني من ينصرني حتى أبلغ رسالات ربي وله الجنة
- 147 شهد بي خالاي العقبة
- 148 تخلف كعب بن مالك عن النبي في غزوة تبوك
- 149 صلاة البراء بن معرور إلى الكعبة قبل القبلة
- 150 رأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفا فانقطع صدره
- 151 دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين
- 152 لن تخلّف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا زادت...
- 153 أريت دار هجرتكم سبخة ذات نخل بين لابتين
- 154 أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم
- 155 قدم رسول الله ﷺ وفرح أهل المدينة
- 156 اللهم أجُرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها
- 157 اتّعد عمر وعياش وهشام للهجرة إلى المدينة
- 158 عمر يقول لأقومن في أول مقام أقومه بالمدينة
- 159 بعث النبي لأربعين سنة ومات وهو ابن ثلاث وستين
- 160 إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله
معلومات عن حديث: من يؤويني؟ من ينصرني؟ حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة
📜 حديث: من يؤويني؟ من ينصرني؟ حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من يؤويني؟ من ينصرني؟ حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من يؤويني؟ من ينصرني؟ حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من يؤويني؟ من ينصرني؟ حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, December 17, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








