حديث: موسى هابطًا من الثنية وله جؤار إلى الله بالتلبية

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الإسراء والمعراج

عن ابن عباس، أنّ رسول الله ﷺ مرَّ بوادي الأزرق فقال: «أي وادٍ هذا؟». فقالوا: هذا وادي الأزرق، قال: «كأنّي أنظر إلى موسى عليه السلام هابطًا من الثّنية وله جؤار إلى الله بالتّلبية». ثم أتى على ثنية هَرْشى فقال: «أيّ ثنية هذه؟». قالوا: ثنية هرشى. قال: «كأنّي أنظر إلى يونس بن متّى عليه السلام على ناقة حمراء جعدة عليه جُبّة من صوف. خِطام ناقته خُلْبة، وهو يُلبّي».
قال ابن حنبل في حديثه: قال هشيم: يعني ليفًا «وهو يلبي». كذا في المسند.

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٦٦) عن أحمد بن حنبل، وسريج بن يونس، قالا: حدّثنا هُشيم، أخبرنا داود بن أبي هند، عن أبي العالية، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس، أنّ رسول الله ﷺ مرَّ بوادي الأزرق فقال: «أي وادٍ هذا؟». فقالوا: هذا وادي الأزرق، قال: «كأنّي أنظر إلى موسى ﵇ هابطًا من الثّنية وله جؤار إلى الله بالتّلبية». ثم أتى على ثنية هَرْشى فقال: «أيّ ثنية هذه؟». قالوا: ثنية هرشى. قال: «كأنّي أنظر إلى يونس بن متّى ﵇ على ناقة حمراء جعدة عليه جُبّة من صوف. خِطام ناقته خُلْبة، وهو يُلبّي».
قال ابن حنبل في حديثه: قال هشيم: يعني ليفًا «وهو يلبي». كذا في المسند.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتمدين لدى أهل السنة وال الجماعة:

الحديث:


عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله ﷺ مر بوادي الأزرق فقال: «أي واد هذا؟». فقالوا: هذا وادي الأزرق، قال: «كأني أنظر إلى موسى ﷺ هابطًا من الثنية وله جؤار إلى الله بالتلبية». ثم أتى على ثنية هرشى فقال: «أي ثنية هذه؟». قالوا: ثنية هرشى. قال: «كأني أنظر إلى يونس بن متى ﷺ على ناقة حمراء جعدة عليه جبة من صوف. خطام ناقته خلبة، وهو يلبي». قال ابن حنبل في حديثه: قال هشيم: يعني ليفًا «وهو يلبي». كذا في المسند.


1. شرح المفردات:


● وادي الأزرق: وادٍ معروف قرب المدينة المنورة.
● الثنية: المكان المرتفع بين جبلين أو الطريق في الجبل.
● جؤار: صوت مرتفع وقوي. يقال: "جأر إلى الله" أي رفع صوته بالدعاء والابتهال.
● التلبية: قول "لبيك اللهم لبيك" في الحج أو العمرة.
● ثنية هرشى: مكان معروف أيضًا، وقيل هو من منازل الطريق بين مكة والمدينة.
● جعدة: التي شعرها مجعد غير مسترسل.
● جبة من صوف: رداء أو عباءة مصنوعة من الصوف، دليل على الزهد والتقشف.
● خطام الناقة: الحبل الذي يقاد به البعير.
● خلبة: قال هشيم (أحد رواة الحديث) كما في رواية الإمام أحمد: "يعني ليفًا"، أي أن الخطام مصنوع من ليف النخل، مما يدل على التواضع وعدم التكلف.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث العظيم يرويه الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وهو من أعلم الصحابة بتأويل القرآن والحديث. والحديث يصف حدثًا وقع أثناء سفر النبي ﷺ، حيث مرّ بأماكن معينة فسأل عن أسمائها، ثم أخبر أنه يرى بروح النبوة والوحي مناظر من الماضي للأنبياء موسى ويونس عليهما السلام.
● الجزء الأول: عن موسى عليه السلام:
- لما مر النبي ﷺ بوادي الأزرق وسأل عن اسمه، أخبره الصحابة، فقال: «كأني أنظر إلى موسى ﷺ هابطًا من الثنية وله جؤار إلى الله بالتلبية».
- هذا يشير إلى رؤية النبي ﷺ بالقلب أو بالإلهام صورة النبي موسى عليه السلام وهو ينزل من مكان مرتفع (الثنية) ويرفع صوته بالتلبية لله تعالى. والتلبية هنا تحمل معنى العبادة والإنابة والخضوع لله، وهي نفس التلبية التي نعرفها في الحج، مما يدل على أن الأنبياء جميعًا كانوا يحجون أو يعبدون الله بقلب خاضع.
● الجزء الثاني: عن يونس عليه السلام:
- ثم مر النبي ﷺ بثنية هرشى، وسأل عن اسمها، فأخبروه، فقال: «كأني أنظر إلى يونس بن متى ﷺ على ناقة حمراء جعدة عليه جبة من صوف. خطام ناقته خلبة (أي من ليف)، وهو يلبي».
- هنا يصف النبي ﷺ النبي يونس عليه السلام في حالة متواضعة: راكبًا ناقة حمراء مجعدة الشعر (دابة متواضعة)، ويرتدي جبة من صوف (زهد وتقشف)، وخطام ناقته من ليف النخل (ليس شيئًا فاخرًا)، وهو يلبي أي يذكر الله ويخضع له.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عظمة النبي ﷺ وإلهامه: فإن الله أطلعه على مشاهد من حياة الأنبياء السابقين، مما يظهر مكانته وفضله.
2- اتصال رسالة الأنبياء: فالأنبياء جميعًا دعوا إلى عبادة الله الواحد، والتلبية象征 الخضوع والعبادة كانت موجودة في شرائعهم.
3- التواضع والزهد: في وصف النبي يونس عليه السلام، نرى صفة التواضع والزهد في الملبس والمركوب، وهو درس للمسلمين في عدم التكلف والترف.
4- قوة الإيمان والإنابة إلى الله: كل من موسى ويونس عليهما السلام كانا في حالة مناجاة وخضوع لله، مما يدل على أهمية الذكر والدعاء.
5- مكانة الأنبياء: الحديث يذكرنا بفضل هذين النبيين الكريمين، ويوجب على المسلمين محبتهم وتوقيرهم.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح بشواهده.
- هذا الحديث من معجزات النبي ﷺ التي أخبر فيها عن أمور غيبية من الماضي.
- فيه دليل على أن الأنبياء كانوا يحجون إلى الكعبة أو يعبدون الله بتلبية مثل التي في الإسلام، مما يؤكد وحدة المصدر الإلهي للشرائع.
- يستحب للمسلم أن يتذكر سير الأنبياء ويقتدي بهم في عبادتهم وتواضعهم.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، ويجعلنا من المتبعين لسنة نبيه ﷺ، والمقتدين بالأنبياء والمرسلين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (١٦٦) عن أحمد بن حنبل، وسريج بن يونس، قالا: حدّثنا هُشيم، أخبرنا داود بن أبي هند، عن أبي العالية، عن ابن عباس، فذكره. وهو في مسند الإمام أحمد (١٨٥٤).
قوله: «الجؤار» رفع الصّوت والاستغاثة.
ورواه أيضًا مسلم من وجه آخر عن داود بإسناده وفيه قال ابن عباس:
«سرنا مع رسول الله ﷺ بين مكة والمدينة».
وفيه أيضًا: «خطام ناقته ليفٌ خُلْبة».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 120 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: موسى هابطًا من الثنية وله جؤار إلى الله بالتلبية

  • 📜 حديث: موسى هابطًا من الثنية وله جؤار إلى الله بالتلبية

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: موسى هابطًا من الثنية وله جؤار إلى الله بالتلبية

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: موسى هابطًا من الثنية وله جؤار إلى الله بالتلبية

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: موسى هابطًا من الثنية وله جؤار إلى الله بالتلبية

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب