رفعت لي سدرة المنتهى في السماء السابعة

حديث: رفعت لي سدرة المنتهى في السماء السابعة

عن أنس بن مالك، أنّ النّبيّ ﷺ قال: «رفعت لي سدرةُ المنتهى في السّماء السّابعة، نَبقُها مثلُ قلال هَجَر، وورقها مثلُ آذان الفيلة، يخرج من ساقها نهران ظاهران، ونهران باطنان. فقلت: يا جبريل ما هذان؟ قال: أمّا الباطنان ففي الجنة، وأمّا الظاهران فالنيل والفرات».

صحيح: رواه عبد الرّزاق في تفسيره، وعنه الإمام أحمد (١٢٦٧٣) عن معمر، عن قتادة، عن أنس، فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو من الأحاديث الصحيحة التي تتحدث عن معجزة الإسراء والمعراج، ورد في الصحيحين (البخاري ومسلم) وغيرهما من دواوين السنة المعتمدة.
أولاً: شرح المفردات:
● سدرة المنتهى: شجرة عظيمة تقع في السماء السابعة، وهي منتهى علم الخلائق، ولا يتجاوزها أحد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
● نَبقُها: ثمرها. والنبق هو ثمر شجرة السدر (النبق).
● قلال هَجَر: القلة (بضم القاف) هي الجرة الكبيرة. وهجر: هي منطقة معروفة بالبحرين كانت تشتهر بصناعة الفخار والجرار الكبيرة جداً.
● آذان الفيلة:形容 حجم الأوراق الهائل، كآذان الفيلة في كبرها.
● ساقها: أصل جذعها.
● نهران ظاهران: نهران مرئيان ومعروفان في الأرض.
● نهران باطنان: نهران خفيان، ليسا مرئيين في الدنيا.
ثانياً: شرح الحديث:
يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أعجب ما رأى في رحلة المعراج، عندما وصل إلى السماء السابعة، حيث رأى سدرة المنتهى. وهذه الشجرة لها أوصاف عظيمة تدل على عظمة خلقها وعظمة خالقها:
1- ثمرها (نبقها) كقلال هجر: أي أن حجم الثمرة الواحدة كحجم الجرة الكبيرة التي تصنع في هجر، مما يدل على ضخامة حجم الثمر.
2- أوراقها كآذان الفيلة: أي أن حجم الورقة الواحدة هائل، يشبه حجم أذن الفيل في كبرها واتساعها.
ثم يخرج من أصل هذه الشجرة أربعة أنهار:
* نهران باطنان (خفيان) هما في الجنة، لا يراهما أهل الدنيا.
* ونهران ظاهران (مرئيان) هما نهر النيل في مصر والسودان، ونهر الفرات في العراق وسوريا.
فسأل النبي صلى الله عليه وسلم أمين الوحي جبريل عليه السلام عن هذه الأنهار، فأخبره أن الباطنين من أنهار الجنة، أما الظاهران فهذان النهران العظيمان المعروفان على الأرض.
ثالثاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- عظمة قدرة الله تعالى: الحديث يصور لنا عظمة مخلوقات الله في الآخرة، والتي تفوق بكثير ما ألفناه في الدنيا، مما يزيد الإيمان بعظمة الخالق وجلاله.
2- الإيمان بالغيب: الحديث يخبرنا عن أمور غيبية في الجنة (كالأنهار الباطنة) ويربطها بأمور مرئية في الدنيا، مما يقوي إيمان المؤمن بالغيب الذي أخبر عنه الصادق المصدوق.
3- شرف ماء النيل والفرات: هذان النهران العظيمان أصلهما من الجنة، وهذا يذكرنا بنعمة الله علينا بهما، ويحثنا على شكر هذه النعمة واستخدامها في طاعته وعدم الإسراف أو تلويثها.
4- علو منزلة النبي صلى الله عليه وسلم: أنه وصل إلى مكان لم يصل إليه بشر قبله، حتى بلغ سدرة المنتهى التي هي منتهى علم الخلائق.
5- حقيقة الجنة: الحديث يؤكد حقيقة الجنة وأنهارها، وأن فيها من النعيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
رابعاً: معلومات إضافية:
● سدرة المنتهى ذكرها الله تعالى في سورة النجم: `عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ . إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ` [النجم: 15-16].
- هذا الحديث من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم التي أخبر بها عن حقيقة كونية (أصل نهري النيل والفرات) وهو الأمي الذي لم يسافر إلى تلك المناطق، مما يصدقه في كل ما أخبر به عن ربه.
أسأل الله تعالى أن يوردنا حوض نبيه، ويسقينا من أنهار الجنة شربة لا نظمأ بعدها أبداً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه عبد الرّزاق في تفسيره، وعنه الإمام أحمد (١٢٦٧٣) عن معمر، عن قتادة، عن أنس، فذكر الحديث.
وإسناده صحيح، وقد سبق في حديث أنس الطويل جزء هذا.
قال الحاكم (١/ ٨١) بعد أن رواه من هذا الطّريق: «صحيح على شرط الشّيخين».
قال القرطبي في المفهم (١/ ٣٩٤): وفي حديث أنس ما يقتضي أن السدرة في السماء السابعة أو فوقها، لقوله: «ثم ذهب بي إلى السدرة». بعد أن استفتح السماء السابعة ففتح له فدخل، وفي حديث عبد الله أنها في السماء السادسة، وهذا تعارض لا شك فيه، وما في حديث أنس أصح، وهو قول الأكثر، والذي يقتضيه وصفها: بأنها التي ينتهي إليها علم كل ملك مقرب وكل نبي مرسل، على ما قاله كعب، وقال: وما خلفها غيب لا يعلمه إلا الله، وكذلك قال الخليل بن أحمد، وقال: إليها تنتهي أرواح الشهداء، وقال ابن عباس: هي عن يمين العرش، وأيضًا فإن حديث أنس مرفوع، وحديث عبد الله موقوف عليه من قوله، والمسند المرفوع أولى. انتهى.
وقد حاول النووي الجمع بين الحديثين وتبعه ابن حجر بأن أصلها في السادس وفرعها في السابعة وفيه نظر.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 134 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رفعت لي سدرة المنتهى في السماء السابعة

📜 حديث: رفعت لي سدرة المنتهى في السماء السابعة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: رفعت لي سدرة المنتهى في السماء السابعة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: رفعت لي سدرة المنتهى في السماء السابعة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: رفعت لي سدرة المنتهى في السماء السابعة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية