حديث: يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء أنّ المقام المحمود هو الشّفاعة

وعن ابن عمر، قال: قال النبيُّ ﷺ: «ما يزال الرّجلُ يسأل النّاس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مُزْعة لحم». وقال: «إنّ الشّمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرقُ نصف الأذن، فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم، ثم بموسى، ثم بمحمد ﷺ فيشفع ليقضي بين الخلق، فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب، فيومئذ يبعثه اللَّه مقامًا محمودًا، يحمده أهل الجمع كلهم».
وقال معلى: حدثنا وُهيب، عن النعمان بن راشد، عن عبد اللَّه بن مسلم، أخي الزّهريّ، عن حمزة، سمع ابن عمر، عن النبيّ ﷺ في المسألة.

صحيح: رواه البخاريّ في الزّكاة (١٤٧٤، ١٤٧٥) عن يحيى بن بكير، حدّثنا اللّيث، عن عبيد اللَّه بن أبي جعفر، قال: سمعت حمزة بن عبد اللَّه بن عمر، قال: سمعت ابن عمر، فذكره.

وعن ابن عمر، قال: قال النبيُّ ﷺ: «ما يزال الرّجلُ يسأل النّاس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مُزْعة لحم». وقال: «إنّ الشّمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرقُ نصف الأذن، فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم، ثم بموسى، ثم بمحمد ﷺ فيشفع ليقضي بين الخلق، فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب، فيومئذ يبعثه اللَّه مقامًا محمودًا، يحمده أهل الجمع كلهم».
وقال معلى: حدثنا وُهيب، عن النعمان بن راشد، عن عبد اللَّه بن مسلم، أخي الزّهريّ، عن حمزة، سمع ابن عمر، عن النبيّ ﷺ في المسألة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي سألت عنه يجمع بين تحذير شديد من سوء خُلُقٍ وهو سؤال الناس والتكفف لهم مع بيان عاقبته المخيفة، وبين بيان كرامة نبينا محمد ﷺ وعلو منزلته عند الله تعالى يوم القيامة في المقام المحمود.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث، جزءًا جزءًا، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:
### أولاً. شرح مفردات الحديث
● «مُزْعَة لحم»: القطعة من اللحم. والمقصود أنه يأتي يوم القيامة ووجهه مهزول لا لحم فيه، بسبب ذله وهوانه من كثرة سؤاله الناس.
● «تدنو»: تقترب وترتفع حرارتها بشكل هائل.
● «يبلغ العرق نصف الأذن»:形容 شدة الحرّ وبلغ العرق من الناس مبلغًا عظيمًا حتى يصل إلى منتصف الأذن.
● «استغاثوا»: طلبوا الغوث والنجدة مما هم فيه من شدة الكرب.
● «يشفع»: يتوسط لهم عند الله تعالى ليفصل بين الخلائق ويبدأ الحساب.
● «بحلقة الباب»: بمقبض الباب أو بآخرة، وهو كناية عن المبادرة والمسارعة إلى فعل ما كُلِّف به.
● «مقامًا محمودًا»: هو المقام العظيم الذي يحمده عليه كل الخلائق، وهو الشفاعة العظمى التي لا تكون إلا لنبينا محمد ﷺ.

### ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث
ينقسم الحديث إلى قسمين:
1- التحذير من مسألة الناس: يخبر النبي ﷺ أن الإنسان إذا استمر في عادة ذلة السؤال والتسول من الناس من غير حاجة ضرورية، فإن هذه الذلة والمسكنة ستصبح صفة ملازمة له، حتى إنه ليأتي يوم القيامة على أسوأ صورة، ليس في وجهه قطعة لحم تعبر عن الكرامة والعزة، بسبب ما اكتسبه من ذل المسألة في الدنيا.
2- شدة يوم القيامة وكرامة النبي ﷺ: يصف النبي ﷺ طرفًا من أهوال يوم القيامة، حيث تقترب الشمس من رؤوس الخلائق بشكل مخيف، ويبلغ العرق من شدة الحر مبلغًا عظيمًا، فيضطر الناس إلى الاستغاثة بالأنبياء واحدًا تلو الآخر، فيعتذر كل نبي لذنب قد صدر منه. حتى ينتهوا إلى نبينا محمد ﷺ، فيقوم ويشفع عند الله تعالى ليبدأ الحساب ويفصل بين الخلائق، فتقبل شفاعته. وفي هذا الموقف العظيم، يبعثه الله تعالى المقام المحمود الذي يحمده عليه جميع من في الموقف، الأولون والآخرون.

### ثالثًا. الدروس المستفادة والفَوائد
1- تحريم سؤال الناس من غير حاجة: الحديث أصل عظيم في ذم مسألة الناس والتكفف لهم، وهي من الأمور المحرمة إلا لحاجة ضرورية. المسلم يعتز بدينه ويصون ماء وجهه، ويطلب الرزق من كرم الله تعالى، لا من ذل السؤال.
2- التعلق بالله وحده: في أشد المواقف، يدرك الخلق أن لا ملجأ من الله إلا إليه، وأن كل أحد يعتذر ويحاسب على عمله، مما يوجب على المسلم أن يتوجه إلى الله وحده في الشدة والرخاء.
3- علو منزلة النبي ﷺ واختصاصه بالشفاعة العظمى: هذا الحديث من أعظم الأدلة على اختصاص نبينا محمد ﷺ بالشفاعة العظمى يوم القيامة، وهي شفاعة يُبدأ بها الحساب وتُفرج بها كربات ذلك اليوم. وهذا من خصائصه التي لا يشاركه فيها أحد.
4- معنى المقام المحمود: هو المقام الذي وعده الله تعالى إياه في قوله: {عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} [الإسراء: 79]. وهو الشفاعة العظمى لأهل الموقف ليقضى بينهم. وهو مقام يحمده عليه جميع الخلائق من أولهم إلى آخرهم.
5- بيان عظمة أهوال يوم القيامة: الحديث يذكرنا بحقيقة ذلك اليوم وعظم أهواله، ليكون باعثًا للاستعداد له بالعمل الصالح وترك الذنوب والمعاصي.

### رابعًا. معلومات إضافية
● الشفاعة العظمى: هي الخاصة بنبينا محمد ﷺ، عندما يشفع عند الله بعد أن يعتذر الأنبياء، ليُريح الله الخلق من طول الوقوف والحر.
● حكم المسألة: ذهب العلماء إلى أن سؤال الناس لغير حاجة حرام، وهو من كبائر الذنوب، لأنه إظهار للذل والفقر مع القدرة على الكسب، وإيذاء للناس بسؤالهم. وأما سؤال الصالحين الدعاء أو طلب العلم، فليس من هذا الباب، بل هو مطلوب ومحمود.
● الاعتماد في الشرح: اعتمد هذا الشرح على فهم كبار أئمة الحديث مثل الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم"، وابن حجر العسقلاني في "فتح الباري"، وغيرهم من علماء أهل السنة والجماعة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيذنا من ذل السؤال، وأن يشفع فينا نبيه محمد ﷺ يوم القيامة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الزّكاة (١٤٧٤، ١٤٧٥) عن يحيى بن بكير، حدّثنا اللّيث، عن عبيد اللَّه بن أبي جعفر، قال: سمعت حمزة بن عبد اللَّه بن عمر، قال: سمعت ابن عمر، فذكره.
وأما في المسألة وحدها فهي متفق عليها. رواه مسلم أيضًا في الزّكاة (١٠٤٠) من طريق معمر، عن عبد اللَّه بن مسلم بإسناده، كما ذكره البخاريّ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 860 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم

  • 📜 حديث: يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب