إذا أوترت من أوله فلا توتر من آخره

حديث: إذا أوترت من أوله فلا توتر من آخره

عن أبي جمرة قال: سألت عائذ بن عمرو رضي الله عنه وكان من أصحاب النَّبِيّ ﷺ من أصحاب الشجرة - هل ينقض الوتر؟ قال: إذا أوترت من أوله فلا توتر من آخره.

صحيح: رواه البخاريّ في المغازي (٤١٧٦) عن محمد بن حاتم بن بزيع، حَدَّثَنَا شاذان، عن لضعبة، عن أبي جمرة قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي جمرة قال: سألت عائذ بن عمرو ﵁ وكان من أصحاب النَّبِيّ ﷺ من أصحاب الشجرة - هل ينقض الوتر؟ قال: إذا أوترت من أوله فلا توتر من آخره.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهما، عن الصحابي الجليل عائذ بن عمرو رضي الله عنه، وهو أحد الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة (بيعة الرضوان).
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث:

1. شرح المفردات:

● ينقض الوتر: أي هل يبطل صلاة الوتر أو يفسدها شيء.
● من أوله: أي في أول الليل، بعد صلاة العشاء.
● من آخره: أي في آخر الليل، بعد الاستيقاظ من النوم لقيام الليل.

2. شرح الحديث:

سأل أبو جمرة (وهو نصر بن عمران الضبعي، تابعي ثقة) الصحابي عائذ بن عمرو رضي الله عنه سؤالاً عن حكم من صلى الوتر في أول الليل، ثم استيقظ في آخر الليل و أراد أن يصلي قيام الليل (التهجد)، فهل يصلي الوتر مرة أخرى أم لا؟
فأجابه الصحابي الجليل بنصيحة غالية وعملية: "إذا أوترت من أوله فلا توتر من آخره".
ومعنى هذا الجواب:
أن من صلى الوتر في أول الليل (وهو جائز ومستحب لمن يخاف أن لا يستيقظ آخر الليل)، ثم تهجد في آخر الليل، فإنه يصلي ركعتين ركعتين (أي يصلي شفعاً) ولا يعيد صلاة الوتر مرة ثانية، لأن الوتر لا يتكرر في الليلة الواحدة. فصلاة الليل تكون شفعاً (مثنى مثنى) لمن قد أوتر سابقاً.

3. الدروس المستفادة منه:

● جواز صلاة الوتر أول الليل: وذلك لمن يخشى أن لا يستيقظ لآخره، كما هو مذهب جمهور العلماء.
● أن الوتر لا يتكرر في الليلة الواحدة: فمن أوتر ثم أراد الصلاة بعد ذلك، فإنه يصلي ركعتين ركعتين فقط ولا يعيد الوتر.
● الحكمة من النهي عن الإيتار مرتين: حفظاً للعبادة من التناقض، فكأن الأولى هي النافية للوتر (أي التي تنفي الشفع وتجعل العدد وتراً)، فإعادتها تناقض معناها.
● فضل السلف في تبليغ العلم ونصح الأمة: حيث أجاب الصحابي رضي الله عنه بإجابة موجزة جامعة، تحل إشكال السائل وتوجهه إلى السنة الصحيحة.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدعم ما جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا وتران في ليلة".
- من صلى الوتر أول الليل ثم استيقظ آخر الليل، فأفضل ما يفعله أن يصلي ما تيسر له مثنى مثنى (ركعتين ركعتين)، ولا يعيد الوتر، وهذا هو قول جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة.
- من نام عن وتره أو نسيه، فالسنة أن يقضيه شفعاً (أي ركعتين ركعتين) في النهار، كما جاء في الحديث: «من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا ذكره».
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤١٧٦) عن محمد بن حاتم بن بزيع، حَدَّثَنَا شاذان، عن لضعبة، عن أبي جمرة قال: فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 476 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا أوترت من أوله فلا توتر من آخره

📜 حديث: إذا أوترت من أوله فلا توتر من آخره

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إذا أوترت من أوله فلا توتر من آخره

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إذا أوترت من أوله فلا توتر من آخره

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إذا أوترت من أوله فلا توتر من آخره

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية