حديث: ناد في الناس فيأتون بفضل أزوادهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تكثير الطعام

عن سلمة بن الأكوع قال: خفت أزواد القوم وأملقوا، فأتوا النَّبِيّ ﷺ في نحر إبلهم فأذن لهم، فلقيهم عمر فأخبروه فقال: ما بقاؤكم بعد إبلكم؟ فدخل على النَّبِيّ ﷺ فقال: يا رسول الله! ما بقاؤهم بعد إبلهم؟ فقال رسول الله ﷺ: «ناد في الناس، فيأتون بفضل أزوادهم». فبسط لذلك نطع وجعلوه على النطع، فقام رسول الله ﷺ فدعا وبرك عليه، ثمّ دعاهم بأوعيتهم، فاحتثى الناس حتَّى فرغوا، ثمّ قال رسول الله ﷺ: «أشهد أن لا إله إِلَّا الله، وأني رسول الله».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الشركة (٢٤٨٤) عن بشر بن محروم، حَدَّثَنَا حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع فذكره.

عن سلمة بن الأكوع قال: خفت أزواد القوم وأملقوا، فأتوا النَّبِيّ ﷺ في نحر إبلهم فأذن لهم، فلقيهم عمر فأخبروه فقال: ما بقاؤكم بعد إبلكم؟ فدخل على النَّبِيّ ﷺ فقال: يا رسول الله! ما بقاؤهم بعد إبلهم؟ فقال رسول الله ﷺ: «ناد في الناس، فيأتون بفضل أزوادهم». فبسط لذلك نطع وجعلوه على النطع، فقام رسول الله ﷺ فدعا وبرك عليه، ثمّ دعاهم بأوعيتهم، فاحتثى الناس حتَّى فرغوا، ثمّ قال رسول الله ﷺ: «أشهد أن لا إله إِلَّا الله، وأني رسول الله».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:


عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: خفت أزواد القوم وأملقوا، فأتوا النَّبِيّ ﷺ في نحر إبلهم فأذن لهم، فلقيهم عمر فأخبروه فقال: ما بقاؤكم بعد إبلكم؟ فدخل على النَّبِيّ ﷺ فقال: يا رسول الله! ما بقاؤهم بعد إبلهم؟ فقال رسول الله ﷺ: «ناد في الناس، فيأتون بفضل أزوادهم». فبسط لذلك نطع وجعلوه على النطع، فقام رسول الله ﷺ فدعا وبرك عليه، ثمّ دعاهم بأوعيتهم، فاحتثى الناس حتَّى فرغوا، ثمّ قال رسول الله ﷺ: «أشهد أن لا إله إِلَّا الله، وأني رسول الله».

1. شرح المفردات:


● خفت أزواد القوم: نقصت وقلت زادهم (طعامهم).
● أملقوا: أصابهم الفقر والحاجة الشديدة (المَلَق هو الفقر).
● نحر إبلهم: ذبح إبلهم التي يركبونها ويتحملون عليها متاعهم.
● نطع: قطعة من الجلد أو القماش تُبسط على الأرض.
● برك عليه: وضع يده الشريفة ودعا بالبركة.
● احتثى الناس: أسرعوا في أخذ الطعام وملء أوعيتهم بسرعة.
● أوعيتهم: آنيتهم وأوانيهم التي يحفظون فيها الطعام.

2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل سلمة بن الأكوع رضي الله عنه عن موقف حدث في إحدى السفر أو الغزوات مع رسول الله ﷺ، حيث اشتدت الحاجة على المسلمين ونفد زادهم وكادوا يجوعون، فلجأوا إلى النبي ﷺ يستأذنونه في نحر (ذبح) إبلهم ليأكلوا منها، فأذن لهم النبي ﷺ.
ولكن لما علم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالأمر، خشي على المسلمين من العواقب، لأن الإبل هي وسيلة تنقلهم وحمل متاعهم، فإذا ذبحوها فكيف سيواصلون سفرهم؟ فذهب إلى النبي ﷺ مستفسرًا ومُعبِّرًا عن قلقه: «ما بقاؤهم بعد إبلهم؟».
فأمر النبي ﷺ أن يُنادى في الناس أن يجمعوا ما تبقى من زادهم ويضعوه على نطع (قطعة جلد) مبسوط. فاستجاب الصحابة وأتوا بما تبقى عندهم من الطعام، وهو قليل لا يكاد يذكر. ثم قام النبي ﷺ فدعا الله تعالى أن يبارك في هذا الطعام القليل. ثم طلب من الناس أن يأتوا بأوعيتهم (أوانيهم) ليملؤوها، ففاض الطعام ببركة دعاء النبي ﷺ حتى ملأ الجميع أوعيتهم وشبعوا.
وفي نهاية هذه المعجزة الظاهرة، قام النبي ﷺ يشهد لله بالوحدانية ولنفسه بالرسالة، وهذه الشهادة في هذا المقام لها دلالة عظيمة، فهي تذكير بالنعمة وإظهار للشكر، وتأكيد على أن هذه البركة معجزة من الله تعالى تصديقًا لنبوته.

3. الدروس المستفادة منه:


● التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: النبي ﷺ لم يمنعهم من الأخذ بالسبب المتاح (نحر الإبل) حين أذن لهم أولاً، لكنه هيأ الله له سببًا أفضل ببركته.
● حكمة الصحابة وحرصهم: موقف عمر رضي الله عنه يظهر فقهه وبُعد نظره وحرصه على مصلحة المسلمين المستقبلية.
● بركة الدعاء والنبي ﷺ: الطعام القليل بارك الله فيه ببركة دعاء النبي ﷺ حتى شبع جمع كبير من الناس، وهذا من أعظم معجزاته ﷺ الحسية.
● التعاون والتضامن في أوقات الشدة: أمر النبي ﷺ بجمع ما تبقى من الزاد يعلمنا the importance of sharing resources in times of crisis.
● الشكر لله على النعم: شهادة النبي ﷺ بعد حصول المعجزة were a form of thanking Allah and acknowledging that all blessings come from Him alone.
● الإيمان يقوي عند رؤية الآيات: مثل هذه المعجزات تزيد المؤمنين في إيمانهم ويقينهم بنبوة محمد ﷺ.

4. معلومات إضافية مفيدة:


● الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من أعلى درجات الصحة.
- هذه الحادثة هي واحدة من عدة حوادث تكثير الطعام والشراب التي حصلت على يد النبي ﷺ، والتي تُعد من المعجزات المحسوسة التي أيَّد الله بها نبيه، كتكثير الطعام في غزوة الخندق وفي غيرها.
- فيها إظهار للتوحيد، حيث نسب النبي ﷺ المعجزة إلى الله تعالى بشهادته بعد أن تمت المعجزة.
- يستفاد منها أيضًا مشورة ذوي الرأي والفقه، كما فعل عمر رضي الله عنه عندما نبه على خطورة نحر الإبل.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا فهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الشركة (٢٤٨٤) عن بشر بن محروم، حَدَّثَنَا حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع فذكره.
ورواه مسلم في اللقطة (١٧٢٩) من وجه آخر عن عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة، عن أبيه وليس فيه ذكر قصة عمر بن الخطّاب.
وزاد فيه: فقال النبي ﷺ: «هل من وضوء؟» قال: فجاء رجل بإداوة له فيها نطفة، فأفرغها في قدح فتوضأنا كلنا ندغفقه دغفقة. أربع عشرة مائة. قال: ثمّ جاء بعد ذلك ثمانية فقالوا: هل من طهور؟ فقال رسول الله ﷺ «فرِغ الوَضوءُ».
قوله: «نطعًا» أي سفرة من أديم أو بساطًا.
وقوله: «نطفة» أي قليل من الماء.
وقوله: «ندغفقه» أي نصبه صبًا شديدًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 484 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ناد في الناس فيأتون بفضل أزوادهم

  • 📜 حديث: ناد في الناس فيأتون بفضل أزوادهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ناد في الناس فيأتون بفضل أزوادهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ناد في الناس فيأتون بفضل أزوادهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ناد في الناس فيأتون بفضل أزوادهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب