حديث: إسلام ثمامة بن أثال وحب النبي والمدينة بعد الكراهية.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

سرية محمد بن مسلمة إلى القرطاء

عن أبي هريرة قال: بَعَثَ النَّبِيُّ ﷺ خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ، فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ يُقَالُ لَهُ: ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ فَقَالَ: «مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟» فَقَالَ عِنْدِي خَيْر يَا مُحَمَّدُ، إِنْ تَقْتُلْنِي تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وإنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وإنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ مِنْهُ مَا شِئْتَ. فترك حَتَّى كَانَ الْغَدُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: «مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟» قَالَ: مَا قُلْتُ لَكَ: إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ. فَتَرَكَهُ حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْغَدِ، فَقَالَ: «مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟» فَقَالَ عِنْدِي مَا قُلْتُ لَكَ. فَقَالَ: «أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ» فَانْطَلَقَ إِلَى نَخْلٍ قَرِيبٍ مِنَ الْمَسْجِدِ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، يَا مُحَمَّدُ، وَاللَّهِ! مَا كَانَ عَلَى الأَرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ، فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوُجُوهِ إِلَيَّ، وَاللَّهِ! مَا كَانَ مِنْ دِينٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ، فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيَّ، وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ بَلَدٍ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ، فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبِلَادِ إِلَيَّ، وإنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ، فَمَاذَا تَرَى؟ فَبَشَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ، فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ قَالَ لَهُ قَائِلٌ: صَبَوْتَ. قَالَ: لَا، وَلَكِنْ أَسْلَمْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَلَا وَاللَّهِ لَا يَأْتِيكُمْ مِنَ
الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا النَّبِيُّ ﷺ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٧٢) ومسلم في الجهاد (٥٩: ١٧٦٤) كلاهما من طريق اللّيث، عن سعيد بن أبي سعيد أنه سمع أبا هريرة قال: فذكره.

عن أبي هريرة قال: بَعَثَ النَّبِيُّ ﷺ خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ، فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ يُقَالُ لَهُ: ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ فَقَالَ: «مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟» فَقَالَ عِنْدِي خَيْر يَا مُحَمَّدُ، إِنْ تَقْتُلْنِي تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وإنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وإنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ مِنْهُ مَا شِئْتَ. فترك حَتَّى كَانَ الْغَدُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: «مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟» قَالَ: مَا قُلْتُ لَكَ: إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ. فَتَرَكَهُ حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْغَدِ، فَقَالَ: «مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟» فَقَالَ عِنْدِي مَا قُلْتُ لَكَ. فَقَالَ: «أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ» فَانْطَلَقَ إِلَى نَخْلٍ قَرِيبٍ مِنَ الْمَسْجِدِ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، يَا مُحَمَّدُ، وَاللَّهِ! مَا كَانَ عَلَى الأَرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ، فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوُجُوهِ إِلَيَّ، وَاللَّهِ! مَا كَانَ مِنْ دِينٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ، فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيَّ، وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ بَلَدٍ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ، فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبِلَادِ إِلَيَّ، وإنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ، فَمَاذَا تَرَى؟ فَبَشَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ، فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ قَالَ لَهُ قَائِلٌ: صَبَوْتَ. قَالَ: لَا، وَلَكِنْ أَسْلَمْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَلَا وَاللَّهِ لَا يَأْتِيكُمْ مِنَ
الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا النَّبِيُّ ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من الأحاديث التي تبين رحمة النبي ﷺ وحكمته في الدعوة إلى الله، وكيف أن الله يهدي بهداياه من يشاء من عباده. وسأشرحه لكم على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● بَعَثَ النَّبِيُّ ﷺ خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ: أرسل النبي ﷺ سرية من الفرسان towards نجد (منطقة في وسط الجزيرة العربية).
● بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ: برجل من قبيلة بني حنيفة (من القبائل العربية المعروفة).
● يُقَالُ لَهُ: ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ: اسمه ثمامة بن أثال، وكان سيدًا في قومه وممن لهم مكانة.
● فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ: ربطوه بعامود من أعمدة المسجد النبوي.
● إِنْ تَقْتُلْنِي تَقْتُلْ ذَا دَمٍ: إن تقتلني تقتل شخصًا له مكانة وشرف (أي سيدًا معروفًا).
● وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ: وإن تعفو وتعطي النعمة فستنعم على شخص شاكر لنعمتك.
● فَانْطَلَقَ إِلَى نَخْلٍ قَرِيبٍ مِنَ الْمَسْجِدِ فَاغْتَسَلَ: ذهب إلى بستان نخيل قريب من المسجد فاغتسل (استعدادًا للإسلام).
● صَبَوْتَ: صبوت يعني: تركت دين آبائك واتبعت محمدًا (كلمة تستخدم للذم في ذلك الوقت).
● لَا يَأْتِيكُمْ مِنَ الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ: لا يصل إليكم من اليمامة (منطقة في نجد كانت مصدرًا للقمح) حبة قمح.

ثانيًا. شرح الحديث:


يروي الحديث قصة إسلام ثمامة بن أثال الحنفي، وهو من أشراف العرب وساداتهم. فقد بعث النبي ﷺ سرية إلى نجد، فأمسكت بثمامة وأتت به إلى المدينة مقيدًا، فربطوه بسارية من سواري المسجد. ثم خرج إليه النبي ﷺ وسأله: "ما عندك يا ثمامة؟" فأجاب ثمامة بكلام فيه اعتزاز بنفسه، حيث قال: إن قتلته فإنه قتل لسيد ذي دم (أي له مكانة)، وإن عفا عنه فإنه سيكون شاكرًا للعفو، وإن كان يريد المال فليأخذ ما يشاء. فتركه النبي ﷺ يومًا كاملاً دون أن يقتله أو يعاقبه، ثم عاد وسأله نفس السؤال، فأجاب ثمامة بنفس الجواب. فتركه يومًا آخر، ثم سأله مرة ثالثة، فأجاب ثمامة بمثل ما قال. هنا أمر النبي ﷺ بإطلاق سراحه دون قيد أو شرط.
فما كان من ثمامة إلا أن ذهب إلى مكان قريب واغتسل ثم دخل المسجد وأعلن إسلامه بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. ثم قال كلمات عظيمة تبين مدى التحول الذي حدث فيه، حيث كان قبل أسيرًا مبغضًا للنبي ﷺ ولدينه ولبلده، فأصبح بعد الإسلام يحب النبي ﷺ ويحب دينه ويحب بلده. ثم استأذن النبي ﷺ لأداء العمرة، فأذن له وبشره. فلما ذهب إلى مكة واجهه بعض الناس بقولهم: "صبوت" (يعني تركت دينك)، فأخبرهم بإسلامه، وحلف بالله أن لا يصل إلى مكة حبة قمح من اليمامة (وهي منطقة زراعية مهمة) إلا بإذن النبي ﷺ، مما يدل على مدى تأثير إسلامه ووفائه.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- رحمة النبي ﷺ وحلمه: حيث عامل ثمامة بالحسنى ولم يقتله رغم قدرته على ذلك، وهذا يدل على أن الإسلام دين رحمة وتسامح.
2- الحكمة في الدعوة إلى الله: لم يجبره النبي ﷺ على الإسلام، بل تركه يفكر ويعقل، مما أدى إلى هدايته.
3- قوة تأثير القدوة الحسنة: معاملة النبي ﷺ لثمامة كانت سببًا مباشرًا في إسلامه، حيث رأى فيه الخلق العظيم والرحمة.
4- الإيمان يغير القلوب: تحول ثمامة من بغض النبي ﷺ والإسلام إلى حبهما، وهذا من أعظم آثار الإيمان.
5- الوفاء لله ورسوله: حيث قام ثمامة بمقاطعة اقتصادية ضد قريش في مكة، فمنع وصول القمح منها حتى يأذن النبي ﷺ، يظهر قوة إيمانه ووفائه.
6- الصبر على الدعوة:耐心 النبي ﷺ في التعامل مع ثمامة وتركه عدة أيام دون تسرع في القتل أو العقاب.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- ثمامة بن أثال أصبح بعد إسلامه من أصحاب النبي ﷺ، وكان له دور في الدعوة إلى الإسلام في منطقة اليمامة.
- القصة توضح كيف أن الإسلام ينتشر بالحكمة والموعظة الحسنة، لا بالإكراه.
- هذا الحديث رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وقوته.
- يستفاد من الحديث أيضًا أن الدعوة إلى الله تحتاج إلى صبر وحكمة، وأن المعاملة الطيبة قد تكون سببًا في هداية الآخرين.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يهدينا إلى صراطه المستقيم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٧٢) ومسلم في الجهاد (٥٩: ١٧٦٤) كلاهما من طريق اللّيث، عن سعيد بن أبي سعيد أنه سمع أبا هريرة قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 451 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إسلام ثمامة بن أثال وحب النبي والمدينة بعد الكراهية.

  • 📜 حديث: إسلام ثمامة بن أثال وحب النبي والمدينة بعد الكراهية.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إسلام ثمامة بن أثال وحب النبي والمدينة بعد الكراهية.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إسلام ثمامة بن أثال وحب النبي والمدينة بعد الكراهية.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إسلام ثمامة بن أثال وحب النبي والمدينة بعد الكراهية.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب