حديث: صلاة الخوف في ضجنان وعسفان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

غزوة بني لحيان

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ نزل بين ضُجنان وعسفان. فقال المشركون: إن لهؤلاء صلاة هي أحب إليهم من آبائهم وأبكارهم - وهي العصر - فأجمعوا أمركم، فيميلوا عليهم ميلة واحدة، وإن جبريل عليه السلام أتى النَّبِيّ ﷺ فأمره أن يقسم أصحابه شطرين فيصلي ببعضهم، ولقوم الطائفة الأخرى وراءهم، وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم، ثمّ تأتي الأخرى فيصلون معه، ويأخذ هؤلاء حذرهم وأسلحتهم لتكون لهم ركعة ركعة مع رسول الله ﷺ، ولرسول ﷺ ركعتان.

حسن: رواه الترمذيّ (٣٠٣٥) والنسائي (١٥٤٤) وأحمد (١٠٧٦٥) كلاهما من حديث عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حَدَّثَنَا سعيد بن عبيد الهنّائي، حَدَّثَنَا عبد الله بن شقيق، قال: حَدَّثَنَا أبو هريرة قال: فذكره.

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ نزل بين ضُجنان وعسفان. فقال المشركون: إن لهؤلاء صلاة هي أحب إليهم من آبائهم وأبكارهم - وهي العصر - فأجمعوا أمركم، فيميلوا عليهم ميلة واحدة، وإن جبريل ﵇ أتى النَّبِيّ ﷺ فأمره أن يقسم أصحابه شطرين فيصلي ببعضهم، ولقوم الطائفة الأخرى وراءهم، وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم، ثمّ تأتي الأخرى فيصلون معه، ويأخذ هؤلاء حذرهم وأسلحتهم لتكون لهم ركعة ركعة مع رسول الله ﷺ، ولرسول ﷺ ركعتان.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، يتعلق بحادثة عظيمة من أحداث السيرة النبوية، وهي صلاة الخوف، والتي شرعت بسبب ما حدث في غزوة ذات الرقاع.

أولاً. شرح المفردات:


● ضُجنان وعسفان: اسمان لجبلين معروفين بين مكة والمدينة، في منطقة قريبة من مكة.
● صلاة هي أحب إليهم من آبائهم وأبكارهم: أي صلاة العصر، التي يحرص المسلمون على أدائها في وقتها مهما كلفهم الأمر.
● فيميلوا عليهم ميلة واحدة: أي يهجموا عليهم هجمة واحدة سريعة وقوية.
● شطرين: أي قسمين متساويين.
● الطائفة: الجماعة أو الفريق.
● ليأخذوا حذرهم وأسلحتهم: أي يكونوا في حالة استعداد وحراسة، مسلحين لمواجهة أي هجوم مفاجئ.


ثانياً. شرح الحديث بإيجاز:


كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في سفر (غزوة ذات الرقاع)، فنزلوا في مكان بين جبلي "ضجنان" و"عسفان". علم المشركون بهم، وعلموا أن للمسلمين صلاة (هي العصر) يحرصون عليها غاية الحرص، حتى إنها أحب إليهم من أولادهم وآبائهم. فاتفق المشركون على أن يهجموا على المسلمين فجأة وهم يصلون العصر، ظناً منهم أن انشغال المسلمين بالصلاة سيجعلهم غافلين وسهلة هزيمتهم.
فأتى جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم بوحي من الله تعالى، وأمره أن يقسم أصحابه إلى فريقين:
1- الفريق الأول: يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعة واحدة، بينما يقف الفريق الثاني مواجهين العدو، مسلحين ومستعدين للقتال، يحرسون إخوانهم المصليين.
2. بعد أن يتم الفريق الأول الركعة الأولى مع النبي، ينتقلون هم لحراسة العدو ويأخذون أسلحتهم.
3. ثم يتقدم الفريق الثاني فيكملون صلاتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم الركعة الثانية.
4. في النهاية، يكون كل فريق قد صلى ركعة واحدة خلف النبي مباشرة، ويقضي كل فريق الركعة التي فاتته بعد أن يسلم الإمام.
وبهذه الطريقة، حافظ المسلمون على صلاتهم في وقتها، مع الحفاظ على أمنهم واستعدادهم الكامل لمواجهة العدو.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم مكانة الصلاة في الإسلام: حرص الصحابة على الصلاة حتى في أحرج الظروف وأثناء الخوف من هجوم العدو، مما يدل على أنها من أعظم الأمور في حياتهم.
2- حكمة الله تعالى وشرعه الموافق للفطرة: شرع الله صلاة الخوف تخفيفاً على عباده ورحمة بهم، وجمع لهم بين عبادة الله والاستعداد لمواجهة أعدائه.
3- الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله: لم يقل النبي وأصحابه "نحن متوكلون على الله فلا نحتاج للحراسة"، بل جمعوا بين التوكل على الله والأخذ بجميع الأسباب المادية من حراسة واستعداد.
4- التضحية والتعاون بين المسلمين: حيث وقف كل فريق ساعة حراسة لإخوانه حتى يؤدوا فرضهم في أمان.
5- مرونة التشريع الإسلامي: فالشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان، وهي تشرع أحكاماً تناسب كل الظروف، سواء في السلم أو الحرب.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذه الحادثة هي أصل مشروعية صلاة الخوف، وقد ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم في سورة النساء: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ...} [النساء: 102].
- الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والنسائي في سننه، وصححه عدد من أهل العلم.
- صلاة الخوف لها عدة صفات أخرى وردت في أحاديث مختلفة، تختلف باختلاف حالة الخوف وشدة القتال وقرب العدو، وهذه الصفة التي في الحديث هي إحدى هذه الصفات.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٣٠٣٥) والنسائي (١٥٤٤) وأحمد (١٠٧٦٥) كلاهما من حديث عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حَدَّثَنَا سعيد بن عبيد الهنّائي، حَدَّثَنَا عبد الله بن شقيق، قال: حَدَّثَنَا أبو هريرة قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل سعيد بن عبيد الهنائي قال فيه أبو حاتم: شيخ، وقال البزّار: ليس به بأس، واعتمده الحافظ في التقريب. وذكره ابن حبَّان في الثّقات.
انظر للمزيد: صلاة الخوف.
وهي أول صلاة خوف صلاها رسول الله ﷺ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 453 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلاة الخوف في ضجنان وعسفان

  • 📜 حديث: صلاة الخوف في ضجنان وعسفان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صلاة الخوف في ضجنان وعسفان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صلاة الخوف في ضجنان وعسفان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صلاة الخوف في ضجنان وعسفان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب