بايعنا رسول الله تحت الشجرة وكانوا أربع عشرة مائة

حديث: بايعنا رسول الله تحت الشجرة وكانوا أربع عشرة مائة

عن أبي الزُّبير أنه سمع جابرًا يسأل: كم كانوا يوم الحديبية؟ قال: كنا أربع عشرة مائة فبايعناه وعمر أخذ بيده تحت الشجرة. وهي سمرة، فبايعناه غير جد بن قيس الأنصاري اختبأ تحت بطن بعيره.

صحيح: رواه مسلم في الإمارة (١٨٥٦: ٦٩) عن محمد بن حاتم، حَدَّثَنَا حجَّاج، عن ابن جريج، أخبرني أبو الزُّبير فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين. هذا الحديث الذي ذكر حديث عظيم، رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو جزء من قصة بيعة الرضوان التي كانت في صلح الحديبية، وهي من الأحداث العظيمة في السيرة النبوية.
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الجهاد والسير، باب بيعة الرضوان تحت الشجرة. وهو حديث صحيح متفق على صحته.

ثانياً. شرح المفردات:

● الحديبية: مكان قرب مكة، حيث وقعت أحداث الصلح المعروف بين النبي صلى الله عليه وسلم وكفار قريش.
● بايعناه: أي بايع الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم على القتال والثبات وعدم الفرار.
● عمر أخذ بيده: أي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يبايع نيابة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان النبي يضع يده على يد عمر لتصبح البيعة باسمه.
● سمرة: نوع من الشجر، وهي شجرة كانت في ذلك المكان.
● جد بن قيس: صحابي من الأنصار، لكنه تخلف عن البيعة.
● اختبأ تحت بطن بعيره: أي تخفى واختبأ تحت بعيره كي لا يبايع.

ثالثاً. شرح الحديث:

يخبرنا الصحابي الجليل جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن عدد المسلمين الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الحديبية كان ألفاً وأربعمائة (1400) صحابي. وقد بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة على القتال وعدم الفرار، وكانت هذه البيعة تسمى "بيعة الرضوان" لأن الله تعالى رضي عنهم، كما قال سبحانه: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18].
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو الذي يبايع الناس نيابة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان النبي يضع يده على يد عمر فتصبح البيعة باسم النبي.
أما جد بن قيس الأنصاري، فقد تخلف عن البيعة واختبأ تحت بعيره، وهذا يدل على ضعف إيمانه في تلك اللحظة، وقد عاتبه الله تعالى في القرآن بقوله: {سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا} [الفتح: 11]، وكان من المنافقين الذين تخلفوا عن الجهاد.

رابعاً. الدروس المستفادة من الحديث:

1- عظم مكانة بيعة الرضوان: فقد مدح الله أهلها ورضي عنهم، وهي منقبة عظيمة لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
2- الثبات على المبدأ: حيث بايع الصحابة النبي على القتال وعدم الفرار، رغم قلة العدد وقوة العدو.
3- فضل عمر بن الخطاب: حيث كان وكيل النبي في البيعة، مما يدل على مكانته وقربه من النبي صلى الله عليه وسلم.
4- التحذير من التخلف عن الجهاد: فإن تخلف جد بن قيس كان دليلاً على نفاقه، وقد عاتبه الله تعالى.
5- الإخلاص في الطاعة: فالبيعة كانت اختباراً للإيمان، فمن بايع كان مؤمناً صادقاً، ومن تخلف كان فيه نوع نفاق.

خامساً:

فوائد إضافية:
- بيعة الرضوان كانت سبباً لنزول آيات في مدح الصحابة، مما يدل على فضلهم ومكانتهم.
- هذه البيعة كانت قبل صلح الحديبية، الذي كان فتحاً مبيناً كما سماه القرآن.
- يستفاد من الحديث أهمية البيعة في الإسلام، والوفاء بالعهد.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الإخلاص والثبات على الدين، وأن يتقبل منا صالح الأعمال. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإمارة (١٨٥٦: ٦٩) عن محمد بن حاتم، حَدَّثَنَا حجَّاج، عن ابن جريج، أخبرني أبو الزُّبير فذكره.
والجد بن قيس بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن تميم بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي، يكنى أبا عبد الله، كان ممن يغمز بالنفاق. وقال ابن عبد البر في آخر ترجمته (٣٦٣): وقد قيل: إنه تاب فحسنت توبته.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 493 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بايعنا رسول الله تحت الشجرة وكانوا أربع عشرة مائة

📜 حديث: بايعنا رسول الله تحت الشجرة وكانوا أربع عشرة مائة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: بايعنا رسول الله تحت الشجرة وكانوا أربع عشرة مائة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: بايعنا رسول الله تحت الشجرة وكانوا أربع عشرة مائة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: بايعنا رسول الله تحت الشجرة وكانوا أربع عشرة مائة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية