حديث: أمر النبي بذود وراع لقوم عكل وعرينة فقتلوا الراعي
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
سرية كرز بن جابر الفهري إلى العرنيين
متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤١٩٢) واللّفظ له، ومسلم في القسامة (١٦٧١: ١٤) كلاهما من طريق سعيد، عن قتادة، عن أنس فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة، مع بيان الدروس والعبر المستفادة منه.
### الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 233)، ومسلم في صحيحه (رقح 1671)، وغيرهما من أصحاب السنن، وهو حديث صحيح متفق على صحته.
1. شرح المفردات:
● عكل وعرينة: اسمان لقبيلتين من قبائل العرب كانتا تسكنان البادية.
● أهل ضرع: أي يعيشون على رعي الإبل والأغنام وأكل ألبانها (حياة بدوية).
● أهل ريف: أي ليسوا ممن يزرعون الأرض ويستقرون في القرى (حياة حضرية).
● استوخموا المدينة: وجدوا هواء المدينة ثقيلًا عليهم، وأصابهم المرض (ربما الحمى) فاستاءوا منه.
● الذود: القطيع من الإبل، يتراوح بين العشرة إلى الأربعين.
● الراعي: الشخص الذي يقوم برعي الإبل وحمايتها.
● ناحية الحرة: منطقة صخرية بركانية قريبة من المدينة المنورة.
● سمروا أعينهم: كحلوها بمسمار محمى بالنار، أو قلعوها.
● قطعوا أيديهم: قطعت أيديهم من خلاف (اليد اليمنى والرجل اليسرى، أو العكس).
2. شرح الحديث:
يحكي لنا هذا الحديث قصة مجموعة من أهل البادية (من قبيلتي عكل وعرينة) قدموا إلى المدينة المنورة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأعلنوا دخولهم في الإسلام. ثم شكوا للنبي صلى الله عليه وسلم أنهم اعتادوا حياة البادية ولم يألفوا حياة المدينة، وأن هواءها قد أثقل عليهم وأمرضهم (استوخموها).
فاستجاب النبي صلى الله عليه وسلم لشكواهم برحابة صدر وعطف عظيم، وأمر أن يُعطَوْا قطيعًا من الإبل (ذودًا) وراعيًا ليسوقها لهم، وأمرهم أن يخرجوا بها خارج المدينة حيث الهواء النقي، وأن يشربوا من ألبانها وأبوالها للغرض الطبي الذي كان معروفًا ومقبولًا في طب ذلك الزمان لعلاج بعض أمراض البطن.
لكن هذه الجماعة، بدلًا من أن ترد الجميل وتشكر، ارتدت عن الإسلام بعد أن نالت ما تريد، واقترفت جريمة بشعة بقتل الراعي الأمين الذي كان معهم (وهو مسلم) ثم سرقت الإبل وهربت.
فلما بلغ الخبر النبي صلى الله عليه وسلم، أرسل فريقًا في طلبهم، فأمسك بهم وأحضرهم. ثم أمر صلى الله عليه وسلم أن يُنفَّذ فيهم حد الحرابة والفساد في الأرض، وهو العقوبة التي بينها الله تعالى في قوله: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ} [المائدة: 33]. فنفذ فيهم النبي صلى الله عليه وسلم ما رأه مناسبًا من هذه العقوبات، وهو تقطيع أيديهم وأرجلهم من خلاف وسمر أعينهم، ثم تركهم في مكانهم حتى ماتوا على حالهم تلك.
3. الدروس المستفادة والعبر:
1- رحمة النبي صلى الله عليه وسلم وشفقته: تجلت في استماعه لشكواهم وتلبيته لحاجتهم رغم أنهم حديثو عهد بالإسلام، مما يدل على حسن خلقه وحرصه على تيسير أمور الناس.
2- جواز التداوي بأبوال الإبل وألبانها: هذا الفعل كان خاصًا بهذه الحالة وبإذن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من الأدوية النبوية التي أثبت العلم الحديث فوائدها، لكنه لا يُعمل به إلا ضمن ضوابط شرعية وطبية.
3- خطر النفاق والارتداد: يبين الحديث صورة من صور النفاق والغدر، حيث أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر والغدر، مما يؤكد على عظمة جريمة الردة وخطرها على الفرد والمجتمع.
4- تشريع حد الحرابة: الحديث من أهم الأدلة على تطبيق حد الحرابة على من يعتدي على الأنفس والأموال ويسعى في الأرض فسادًا، وهذه العقوبة رادعة تحفظ أمن المجتمع.
5- الحكمة في تطبيق العقوبات: فعل النبي صلى الله عليه وسلم كان تنفيذًا لأمر الله، وليس انتقامًا شخصيًا، وهو يهدف إلى زجر الآخرين وردعهم عن ارتكاب مثل هذه الجرائم، تحقيقًا لمقصد حفظ الأمن.
6- عدم التهاون مع المفسدين: يُستفاد من الحديث أن المجتمع الإسلامي قوي لا يهاب تطبيق العدالة حتى على من يدَّعون الانتماء إليه إذا ما أفسدوا.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث من الأحاديث التي يستدل بها الفقهاء على حد الحرابة، وأن الحاكم يختار من العقوبات الأربع المذكورة في الآية ما يراه أنسب للجريمة وأردع للجناة.
- فعل النبي صلى الله عليه وسلم (السمر والقطع) كان عقوبة مقدرة شرعًا، وليس من قبيل التعذيب المنهي عنه، لأنه تنفيذ لحدود الله التي شرعها لصيانة المجتمع.
- قصة هؤلاء القوم تذكرنا بأن الإيمان ليس مجرد كلمات تقال، بل هو تصديق بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 458 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 433 النصر بالصبا وإهلاك عاد بالدبور
- 434 الآن نغزوهم ولا يغزونا نحن نسير إليهم
- 435 لا يغزوكم بعدها أبدًا ولكن نغزوهم
- 436 أصيب سعد يوم الخندق في الأكحل ومات من جرحه
- 437 خرجوا إلى بني قريظة
- 438 كأني أنظر إلى الغبار ساطعا في زقاق بني غنم
- 439 عزم على الناس ألا يصلوا العصر إلا في بني قريظة
- 440 لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة
- 441 قال النبي ﷺ لحسان: اهجهم وجبريل معك
- 442 نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ
- 443 سعد بن معاذ يغذو جرحه دماً فمات
- 444 لبث قليلاً يدرك الهيجا حمل ما أحسن الموت إذا حان...
- 445 رمي سعد بن معاذ في أكحله فحسمه النبي بيده بمشقص
- 446 أصبت حكم الله فيهم
- 447 من أنبت الشعر قتل ومن لم ينبت لم يقتل
- 448 امرأة تضحك ظهرًا وبطنًا وقد علمت أنها تقتل
- 449 أجلى يهود المدينة كلهم
- 450 عطاء النبي الكريم لأم ايمن
- 451 إسلام ثمامة بن أثال وحب النبي والمدينة بعد الكراهية.
- 452 صلاة الخوف مع النبي ﷺ في عسفان
- 453 صلاة الخوف في ضجنان وعسفان
- 454 بعث رسول الله ﷺ بعثًا قبل الساحل وأمر عليهم أبا...
- 455 بعثنا رسول الله وأمّر علينا أبا عبيدة نتلقى عيرًا لقريش
- 456 بعثنا رسول الله ﷺ نرصد عير قريش فأكلنا الخبط
- 457 اغزوا جميعًا في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله
- 458 أمر النبي بذود وراع لقوم عكل وعرينة فقتلوا الراعي
- 459 عمر رسول الله ﷺ أربع عمر كلهن في ذي القعدة
- 460 خروج النبي ﷺ عام الحديبية في بضع عشرة ومائة من...
- 461 من صُد عن البيت أهل بعمرة كما صنع النبي في...
- 462 النبي ﷺ نحر الهدي وحلق وقصر عند إحصار الكفار
- 463 من يصعد ثنية المرار يحط عنه ما حط عن بني...
- 464 من يصعد ثنية المرار
- 465 خروج النبي ﷺ إلى ذات الحنظل وغفران الذنوب لمن يجوز...
- 466 مطرنا برحمة الله وبرزق الله وبفضل الله
- 467 بيعة الرضوان يوم الحديبية كنا مع النبي أربع عشرة مائة
- 468 يذهب الصالحون الأول فالأول ويبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر
- 469 من كلام عمر بن الخطاب: "والله إني لأرى أبا هذه...
- 470 بيعة الرضوان تحت الشجرة
- 471 إذا أتاه قوم بصدقة قال: اللهم صل عليهم
- 472 ما أحدثنا بعد النبي ﷺ
- 473 بايع النَّبِيّ ﷺ تحت الشجرة
- 474 عنوان الحديث: إن رسول الله ﷺ ينهاكم عن لحوم الحمر
- 475 أكل النبي ﷺ وأصحابه السويق
- 476 إذا أوترت من أوله فلا توتر من آخره
- 477 خرج النبي ﷺ عام الحديبية في بضع عشرة مائة من...
- 478 لا توقدوا نارًا بليل
- 479 على جبا الركية فدعا أو بصق فجاشت
- 480 العطش وجعله يجيش بالري حتى صدروا عنه
- 481 ائتوني بدلو من مائها
- 482 البئر التي نزحها الصحابة فجفّت فدعا النبي ﷺ فعاد ماؤها
معلومات عن حديث: أمر النبي بذود وراع لقوم عكل وعرينة فقتلوا الراعي
📜 حديث: أمر النبي بذود وراع لقوم عكل وعرينة فقتلوا الراعي
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أمر النبي بذود وراع لقوم عكل وعرينة فقتلوا الراعي
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أمر النبي بذود وراع لقوم عكل وعرينة فقتلوا الراعي
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أمر النبي بذود وراع لقوم عكل وعرينة فقتلوا الراعي
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








