حديث: خروج النبي ﷺ إلى ذات الحنظل وغفران الذنوب لمن يجوز الثنية

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

طريق المسلمين إلى الحديبية

عن أبي سعيد أنه قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ حتَّى إذا كنا بعسفان قال لنا رسول الله ﷺ: «إن عيون قريش الآن على ضجنان فأيكم يعرف طريق ذات الحنظل؟» فقال رسول الله ﷺ حين أمسى: «هل من رجل ينزل فيسعى بين يدي الركاب؟» فقال رجل: أنا يا رسول الله! فنزل، فجعلت الحجارة تنكبه والشجر يتعلق بثيابه، فقال رسول الله ﷺ: «اركب»، ثمّ نزل آخر، فجعلت الحجارة تنكبه والشجر يتعلق بثيابه، فقال رسول الله ﷺ: اركب، ثمّ وقعنا على الطريق، حتَّى سرنا في ثنية يقال لها: الحنظل فقال رسول الله ﷺ: «ما مثل هذه الثنية إِلَّا مثل الباب الذي دخل فيه بنو إسرائيل»، قيل لهم: ﴿وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ﴾ [البقرة: ٥٨] لا يجوز أحد الليلة هذه الثنية إِلَّا غفر له. فجعل الناس يسرعون ويجوزون، وكان آخر من جاز قتادة بن النعمان في آخر القوم، قال: فجعل الناس يركب بعضهم بعضًا حتَّى تلاحقنا، فنزل رسول الله ﷺ ونزلنا.

حسن: رواه البزّار - كشف الأستار (١٨١٢) عن إسحاق بن بهلول الأنباري، ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، ثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد فذكره.

عن أبي سعيد أنه قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ حتَّى إذا كنا بعسفان قال لنا رسول الله ﷺ: «إن عيون قريش الآن على ضجنان فأيكم يعرف طريق ذات الحنظل؟» فقال رسول الله ﷺ حين أمسى: «هل من رجل ينزل فيسعى بين يدي الركاب؟» فقال رجل: أنا يا رسول الله! فنزل، فجعلت الحجارة تنكبه والشجر يتعلق بثيابه، فقال رسول الله ﷺ: «اركب»، ثمّ نزل آخر، فجعلت الحجارة تنكبه والشجر يتعلق بثيابه، فقال رسول الله ﷺ: اركب، ثمّ وقعنا على الطريق، حتَّى سرنا في ثنية يقال لها: الحنظل فقال رسول الله ﷺ: «ما مثل هذه الثنية إِلَّا مثل الباب الذي دخل فيه بنو إسرائيل»، قيل لهم: ﴿وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ﴾ [البقرة: ٥٨] لا يجوز أحد الليلة هذه الثنية إِلَّا غفر له. فجعل الناس يسرعون ويجوزون، وكان آخر من جاز قتادة بن النعمان في آخر القوم، قال: فجعل الناس يركب بعضهم بعضًا حتَّى تلاحقنا، فنزل رسول الله ﷺ ونزلنا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
شرح الحديث:
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وفيه قصة عظيمة من قصص الهجرة والجهاد، تظهر حكمة النبي ﷺ وتوجيهاته لأصحابه، وتحتوي على عبر ودروس قيمة.
1. شرح المفردات:
● عسفان: موضع بين مكة والمدينة.
● ضجنان: جبل معروف قرب مكة.
● ذات الحنظل: طريق معروف.
● تنكبه: تصيبه وتؤذيه.
● يتعلق بثيابه: يمسك بثيابه ويعوق حركته.
● ثنية: طريق في الجبل.
● حطة: كلمة تعني "اغفر لنا ذنوبنا".
2. شرح الحديث:
- خرج النبي ﷺ مع أصحابه في غزوة، فلما وصلوا إلى عسفان، أخبرهم ﷺ أن عيون قريش (جواسيسهم) تراقبهم من جبل ضجنان.
- سأل ﷺ عن شخص يعرف طريقًا بديلاً (ذات الحنظل) لتجنب مراقبة قريش.
- عندما أمسى (أي جاء الليل)، طلب ﷺ من أحد الصحابة أن ينزل من دابته ليسير أمام الركاب ليهدي الطريق.
- نزل أول رجل، لكن الطريق كان وعرًا، فكانت الحجارة تؤذيه والأشجار تعوق حركته، فأمره النبي ﷺ بالركوب.
- نزل رجل آخر، فحدث له نفس الشيء، فأمره النبي ﷺ بالركوب.
- ثم وجدوا الطريق وساروا في ثنية (ممر جبلي) تسمى "الحنظل".
- شبه النبي ﷺ هذه الثنية بالباب الذي أمر بنو إسرائيل بدخوله سجدًا قائلين "حطة" ليغفر الله لهم ذنوبهم، كما ذكر في سورة البقرة.
- ثم بشّر النبي ﷺ بأن من يجوز (يعبر) هذه الثنية تلك الليلة مغفورًا له.
- فسار الصحابة مسرعين ليدركوا هذه الفضيلة، وكان آخر من عبر هو قتادة بن النعمان.
- بسبب سرعة سيرهم، تلاحقوا ونزلوا جميعًا.
3. الدروس المستفادة:
● حكمة القيادة: تظهر حكمة النبي ﷺ في تجنب المواجهة غير الضرورية مع قريش، والبحث عن طرق بديلة.
● الطاعة والاستجابة: استجابة الصحابة السريعة لأمر النبي ﷺ وطلبه.
● الحرص على المغفرة: حرص الصحابة على نيل مغفرة الله تعالى بالتسارع إلى عبور الثنية.
● التشبيه بالأنبياء: تشبيه النبي ﷺ حال الصحابة بحال بني إسرائيل لاستخراج العبرة.
● فضل الصحابة: حرصهم على الخير ومسارعتهم إليه.
4. معلومات إضافية:
- الحديث يدل على حرص النبي ﷺ على سلامة أصحابه وتجنب المخاطر.
- فيه إشارة إلى فضل قتادة بن النعمان رضي الله عنه، وهو صحابي جليل.
- الثنية المذكورة في الحديث أصبحت مكانًا له فضل بسبب هذه الحادثة.
- القصة تذكرنا بقصة بني إسرائيل وتحذّر من مخالفة أمر الله كما فعلوا.
أسأل الله أن يفقهنا في السنة وأن يغفر لنا ذنوبنا كما غفر لأولئك الصحابة الأبرار.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزّار - كشف الأستار (١٨١٢) عن إسحاق بن بهلول الأنباري، ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، ثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد فذكره.
قال البزّار: لا نعلم أحدًا رواه هكذا إِلَّا محمد بن إسماعيل.
قال الأعظمي: محمد بن إسماعيل بن أبي فديك - بالفاء مصغرًا. وثّقه ابن معين.
وقال النسائيّ: ليس به بأس، فلا يضر تفرده.
وهو أحسن حالا من شيخه هشام بن سعد فإنه أيضًا مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يخالف، ولم يأت ما ينكر عليه، وقال الهيثميّ في «المجمع» (٦/ ١٤٤): رجاله ثقات.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 465 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خروج النبي ﷺ إلى ذات الحنظل وغفران الذنوب لمن يجوز الثنية

  • 📜 حديث: خروج النبي ﷺ إلى ذات الحنظل وغفران الذنوب لمن يجوز الثنية

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خروج النبي ﷺ إلى ذات الحنظل وغفران الذنوب لمن يجوز الثنية

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خروج النبي ﷺ إلى ذات الحنظل وغفران الذنوب لمن يجوز الثنية

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خروج النبي ﷺ إلى ذات الحنظل وغفران الذنوب لمن يجوز الثنية

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب