حديث: بعثنا رسول الله وأمّر علينا أبا عبيدة نتلقى عيرًا لقريش

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

سرية أبي عبيدة بن الجراح على سيف البحر

عن جابر قال: بعثنا رسول الله ﷺ وأمّر علينا أبا عبيدة نتلقى عيرًا لقريش، وزودنا جرابًا من تمر لم يجد لنا غيره، فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة، قال: فقلت: كيف كنتم تصنعون بها؟ قال: نمصها كما يمص الصبي، ثمّ نشرب عليها من الماء، فتكفينا يومنا إلى الليل، وكنا نضرب بعصينا الخبط، ثمّ نبله بالماء فنأكله قال: وانطلقنا على ساحل البحر، فرفع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخم فأتيناه فإذا هي دابة تدعى العنبر، قال: قال: أبو عبيدة ميتة. ثمّ قال: لا بل نحن رسل رسول الله ﷺ وفي سبيل الله وقد اضطررتم فكلوا قال: فأقمنا عليه شهرًا ونحن ثلاث مائة حتَّى سمنا قال: ولقد رأيتنا نغترف من وقب عينه بالقلال الدهن، ونقتطع منه الفدر كالثور - أو كقدر الثور - فلقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلًا، فأقعدهم في وقب عينه، وأخذ ضلعًا من أضلاعه، فأقامها ثمّ رحل أعظم بعير معنا، فمر من تحتها، وتزودنا من لحمه وشائق، فلمّا قدّمنا المدينة أتينا رسول الله ﷺ فذكرنا ذلك له فقال: «هو رزق أخرجه الله لكم، فهل معكم من لحمه شيء فتطعمونا؟»، قال: فأرسلنا إلى رسول الله ﷺ منه فأكله.

متفق عليه: رواه مسلم في الصيد والذبائح (١٩٣٥: ١٧) من طريقين عن أبي الزُّبير، عن جابر، ورواه البخاريّ في المغازي (٤٣٦٢) عن ابن جريج قال: أخبرني عمرو أنه سمع جابرًا ثمّ قال: فأخبرني أبو الزُّبير أنه سمع جابرًا يقول: فذكر المرفوع: «كلوا رزقًا أخرجه الله».

عن جابر قال: بعثنا رسول الله ﷺ وأمّر علينا أبا عبيدة نتلقى عيرًا لقريش، وزودنا جرابًا من تمر لم يجد لنا غيره، فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة، قال: فقلت: كيف كنتم تصنعون بها؟ قال: نمصها كما يمص الصبي، ثمّ نشرب عليها من الماء، فتكفينا يومنا إلى الليل، وكنا نضرب بعصينا الخبط، ثمّ نبله بالماء فنأكله قال: وانطلقنا على ساحل البحر، فرفع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخم فأتيناه فإذا هي دابة تدعى العنبر، قال: قال: أبو عبيدة ميتة. ثمّ قال: لا بل نحن رسل رسول الله ﷺ وفي سبيل الله وقد اضطررتم فكلوا قال: فأقمنا عليه شهرًا ونحن ثلاث مائة حتَّى سمنا قال: ولقد رأيتنا نغترف من وقب عينه بالقلال الدهن، ونقتطع منه الفدر كالثور - أو كقدر الثور - فلقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلًا، فأقعدهم في وقب عينه، وأخذ ضلعًا من أضلاعه، فأقامها ثمّ رحل أعظم بعير معنا، فمر من تحتها، وتزودنا من لحمه وشائق، فلمّا قدّمنا المدينة أتينا رسول الله ﷺ فذكرنا ذلك له فقال: «هو رزق أخرجه الله لكم، فهل معكم من لحمه شيء فتطعمونا؟»، قال: فأرسلنا إلى رسول الله ﷺ منه فأكله.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل جابر بن عبدالله رضي الله عنه:

أولاً. شرح المفردات:


● بعثنا: أرسلنا في سرية أو غزوة.
● عيرًا لقريش: قافلة تجارية تابعة لقريش.
● جرابًا: وعاء من الجلد يُحفظ فيه الطعام.
● نمصها: نمصها بأفواهنا كما يمص الصبي ثدي أمه.
● نضرب بعصينا الخبط: نضرب بأغصان الشجر الورقية لنتناول منها.
● الكثيب الضخم: التل الكبير من الرمل.
● العنبر: حوت ضخم جدًا.
● الوقب: الحفرة أو التجويف.
● القلال: جمع قلة، وهي وعاء من فخار.
● الفدر: القطعة الكبيرة.
● الشائق: قطع اللحم التي تُشوى وتُقدد ليحفظ لأطول مدة.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا جابر بن عبدالله رضي الله عنه عن سرية بعثها النبي ﷺ بقيادة أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه لاعتراض قافلة لقريش. وكان زادهم قليلاً جدًا، فقط جراب (وعاء) من التمر، وكان أبو عبيدة يعطي كل رجل تمرة واحدة في اليوم، يمصها الرجل ثم يشرب الماء ليملأ بطنه ويصبر على الجوع حتى الليل. وكانوا يأكلون أيضًا من أوراق الشجر التي يضربونها بعصيهم ثم يبلونها بالماء لتصير طعامًا.
وفي طريقهم، رأوا على ساحل البحر جسماً ضخمًا مثل الجبل، فلما اقتربوا منه وجدوه حوتًا عظيمًا ميتًا (يسمى العنبر). في البداية توقف أبو عبيدة لأنه يعلم أن الميتة حرام، لكنه استحضر أنهم في سبيل الله وليس معهم طعام، وقد اضطروا للأكل منها فأفتى لهم بأكلها. فأكلوا من هذا الحوت شهرًا كاملاً وكانوا ثلاثمائة رجل، حتى سمنوا من كثرة الطعام. وكان حجمه هائلاً، حتى أن عينه كانت كالحفرة الكبيرة يغرفون منها الدهن بالقلال، وقطعوا منه قطعًا لحم كبيرة بحجم الثور. وحملوا معهم لحمًا كثيرًا بعد أن شووه وقددوه.
ولما عادوا إلى المدينة، ذكروا للنبي ﷺ ما حدث، فأخبرهم أن هذا رزق من الله تعالى، وطلب أن يذوقوا منه، فأرسلوا إليه فأكل منه ﷺ.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- جواز أكل الميتة للمضطر: وهذا أصل عظيم في الإسلام، حيث يجوز للمضطر أن يأكل من المحرمات بقدر ما يدفع الضرر فقط.
2- فضل الجهاد في سبيل الله: وما يصيب المجاهدين من مشقة وجوع، ولكن الله يرزقهم من حيث لا يحتسبون.
3- حكمة القائد ورعايته لأصحابه: كما فعل أبو عبيدة رضي الله عنه في تقدير الموقف وإصدار الفتوى المناسبة.
4- بركة الطاعة: فإن الله يرزق عباده المتقين من حيث لا يعلمون، كما رزقهم بهذا الحوت العظيم.
5- تواضع النبي ﷺ: حيث طلب من الصحابة أن يطعموه من هذا اللحم ليبين لهم حله، ويشاركهم بركة هذا الرزق.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذه السرية تُعرف بسرية "السَّيف" أو "الخَبَط".
- الحديث يدل على عظمة خلق الله، فالحوت العنبر من أكبر الكائنات على الأرض.
- أكل النبي ﷺ من اللحم دليل على حلّيته في هذه الحالة الخاصة (حالة الاضطرار).
- القصة يظهر كيف يكون التفاني في سبيل الله، والصبر على الشدائد، ثم الفرج بعد ذلك.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الصيد والذبائح (١٩٣٥: ١٧) من طريقين عن أبي الزُّبير، عن جابر، ورواه البخاريّ في المغازي (٤٣٦٢) عن ابن جريج قال: أخبرني عمرو أنه سمع جابرًا ثمّ قال: فأخبرني أبو الزُّبير أنه سمع جابرًا يقول: فذكر المرفوع: «كلوا رزقًا أخرجه الله».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 455 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بعثنا رسول الله وأمّر علينا أبا عبيدة نتلقى عيرًا لقريش

  • 📜 حديث: بعثنا رسول الله وأمّر علينا أبا عبيدة نتلقى عيرًا لقريش

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بعثنا رسول الله وأمّر علينا أبا عبيدة نتلقى عيرًا لقريش

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بعثنا رسول الله وأمّر علينا أبا عبيدة نتلقى عيرًا لقريش

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بعثنا رسول الله وأمّر علينا أبا عبيدة نتلقى عيرًا لقريش

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب