حديث: النبي ﷺ يفور الماء من بين أصابعه يوم الحديبية

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ذكر العدد الذين كانوا مع رسول الله ﷺ يوم الحديبية

عَنْ جَابِرِ بن عبد الله قَالَ: عَطِشَ النَّاسُ يَوْمَ الْحُدَيْبيَةِ، وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ، فَتَوَضَّأَ مِنْهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ النَّاسُ نَحْوَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا لَكُمْ؟». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لَيْسَ عِنْدَنَا مَاءٌ نتَوَضَّأُ بِهِ، وَلَا نَشْرَبُ إِلَّا مَا فِي رَكْوَتِكَ. قَالَ: فَوَضَعَ النَّبِيُّ ﷺ يَدَهُ فِي الرَّكْوَةِ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَفُورُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ الْعُيُونِ، قَالَ: فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّأنَا. فَقُلْتُ لِجَابِرٍ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ «لَوْ كُنَا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا، كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً.

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤١٥٢) ومسلم في الإمارة (٧٣: ١٨٥٦) كلاهما عن طريق حصين (هو ابن عبد الرحمن) عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر رضي الله عنه قال: فذكره.

عَنْ جَابِرِ بن عبد الله قَالَ: عَطِشَ النَّاسُ يَوْمَ الْحُدَيْبيَةِ، وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ، فَتَوَضَّأَ مِنْهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ النَّاسُ نَحْوَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا لَكُمْ؟». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لَيْسَ عِنْدَنَا مَاءٌ نتَوَضَّأُ بِهِ، وَلَا نَشْرَبُ إِلَّا مَا فِي رَكْوَتِكَ. قَالَ: فَوَضَعَ النَّبِيُّ ﷺ يَدَهُ فِي الرَّكْوَةِ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَفُورُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ الْعُيُونِ، قَالَ: فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّأنَا. فَقُلْتُ لِجَابِرٍ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ «لَوْ كُنَا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا، كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما الذي ذكرته من الأحاديث العظيمة التي تُظهر معجزة من معجزات النبي ﷺ، وتجسد رحمة الله تعالى بعباده عبر رسوله الكريم. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث باختصار:


يخبرنا الصحابي الجليل جابر بن عبد الله أن المسلمين عطشوا يوم الحديبية، وكان مع النبي ﷺ قليل من الماء في رَكْوَة (إناء صغير من جلد)، فتوضأ منه، ثم جاء الناس يشكون إليه العطش وعدم وجود ماء إلا ما في إنائه، فوضَع يده في الإناء فتفجر الماء من بين أصابعه حتى شربوا وتوضأوا جميعًا وكانوا ألفاً وخمسمائة.


1. شرح المفردات:


● عَطِشَ النَّاسُ: اشتد بهم العطش بسبب قلة الماء.
● الْحُدَيْبيَةِ: مكان قرب مكة، وقعت فيه بيعة الرضوان وصدت فيه قريش المسلمين عن دخول مكة.
● رَكْوَةٌ: إناء صغير يُحفظ فيه الماء، غالبًا من جلد.
● يَفُورُ: يفيض ويجري بشدة.
● كَأَمْثَالِ الْعُيُونِ: مثل العيون الطبيعية التي تنبع بالماء.


2. شرح الحديث:


في هذا الموقف العصيب، حيث كان المسلمون في ظروف صعبة أثناء ذهابهم لأداء العمرة، وحرّمَت عليهم قريش دخول مكة، واشتد بهم العطش حتى لم يجدوا ماءً إلا القليل الذي عند النبي ﷺ.
● تواضع النبي ﷺ: مع أنه القائد، لم يستأثر بالماء، بل توضأ فقط بما يكفيه.
● إقبال الناس عليه: لجأوا إليه لأنه ملجأهم وموضع أملهم في الشدائد.
● المعجزة النبوية: وضع النبي ﷺ يده في الإناء، فانفجر الماء من بين أصابعه حتى أصبح كالعيون المتدفقة.
● كفاية الماء للجميع: شرب وتوضأ ألف وخمسمائة شخص من إناء كان لا يكفي لواحد في الظروف العادية.


3. الدروس المستفادة:


1- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: النبي ﷺ لم يقصر في البحث عن الماء، ولكن عندما ضاقت الحيلة، لجأ إلى الله.
2- معجزات النبي ﷺ: وهي من الأدلة على صدق نبوته، وأن الله يؤيده بما يخرق العادة.
3- الرحمة بالناس: النبي ﷺ لم يبخل عليهم، بل ساعدهم بما أعطاه الله.
4- القائد القدوة: كان ﷺ أول من تحمل المشقة، وآخر من يأخذ حاجته.
5- بركة الطاعة: كانت هذه المعجزة بسبب طاعة الصحابة للنبي ﷺ واتباعهم له.


4. معلومات إضافية:


● الحديث في الصحيحين: رواه البخاري (3576) ومسلم (1859)، فهو حديث صحيح متفق عليه.
● عدد الصحابة: كما ذكر جابر، كانوا 1500، وقال: "لو كنا مائة ألف لكفانا"، مما يدل على أن البركة كانت عظيمة.
● مناسبة الحديث: حدث هذا أثناء صلح الحديبية، الذي كان تمهيدًا لفتح مكة.

ختامًا، هذا الحديث يزيد المؤمن يقينًا برسالة النبي ﷺ، ويُعلّمنا الصبر واللجوء إلى الله في الشدائد، وأن البركة تأتي من الطاعة والاتباع.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤١٥٢) ومسلم في الإمارة (٧٣: ١٨٥٦) كلاهما عن طريق حصين (هو ابن عبد الرحمن) عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر رضي الله عنه قال: فذكره.
قوله: كنا خمس عشر مائة: وجاء في رواية عمرو بن دينار عن جابر كنا ألفا وأربع مائة.
فيجمع بينهما بأنهم كانوا أكثر من ألف وأربعمائة. فمن قال ألفا وخمسمائة جبر الكسر، ومن قال ألفا وأربعمائة ألغاه.
وأمّا قول عبد الله بن أبي أوفى: «ألفًا وثلاثمائة» فيمكن حمله على ما اطلع هو عليه، واطلع غيره على الزيادة، أو العدد الذي ذكره جملة من ابتداء الخروج من المدينة والزائد تلاحقوا بهم، أو العدد الذي ذكره عدد المقاتلة والزيادة أتباع من الخدم والنساء والصبيان الذين لم يبلغوا الحلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 499 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النبي ﷺ يفور الماء من بين أصابعه يوم الحديبية

  • 📜 حديث: النبي ﷺ يفور الماء من بين أصابعه يوم الحديبية

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: النبي ﷺ يفور الماء من بين أصابعه يوم الحديبية

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: النبي ﷺ يفور الماء من بين أصابعه يوم الحديبية

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: النبي ﷺ يفور الماء من بين أصابعه يوم الحديبية

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب