حديث: البئر التي نزحها الصحابة فجفّت فدعا النبي ﷺ فعاد ماؤها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

دعاء النَّبِيّ ﷺ على بئر الحديبية

عن البراء قال: كنا مع النَّبِيّ ﷺ أربع عشرة مائة والحديبية بئر، فنزحناها فلم نترك فيها قطرة، فبلغ ذلك النَّبِيّ ﷺ فأتاها، فجلس على شفيرها، ثمّ دعا بإناء من ماء فتوضأ، ثمّ مضمض ودعا، ثمّ صبّه فيها، فتركناها غير بعيد، ثمّ إنها أصدرتنا ما شئنا نحن وركابنا.

صحيح: رواه البخاريّ في المغازي (٤١٥٠) عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء فذكره.

عن البراء قال: كنا مع النَّبِيّ ﷺ أربع عشرة مائة والحديبية بئر، فنزحناها فلم نترك فيها قطرة، فبلغ ذلك النَّبِيّ ﷺ فأتاها، فجلس على شفيرها، ثمّ دعا بإناء من ماء فتوضأ، ثمّ مضمض ودعا، ثمّ صبّه فيها، فتركناها غير بعيد، ثمّ إنها أصدرتنا ما شئنا نحن وركابنا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. هذا حديث عظيم من معجزات النبي ﷺ الحسيّة، التي أجراها الله على يديه تأييداً له وتصديقاً بنبوته. وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله.
الراوي والمصدر:
الراوي هو الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه، وهو من الأنصار، شهد الغزوات مع النبي ﷺ. والحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو أعلى كتب الحديث وأصحها.
مناسبة الحديث:
وقع هذا الحديث في غزوة الحديبية في السنة السادسة للهجرة، عندما خرج النبي ﷺ وأصحابه لأداء العمرة، فمنعهم المشركون من دخول مكة، فتحللوا من إحرامهم ونحروا الهدي عند الحديبية، وهي مكان قريب من مكة فيه بئر.


1. شرح المفردات:


* أربع عشرة مائة: أي ألف وأربعمائة صحابي. وهذا العدد يدل على كثرة من كان مع النبي ﷺ، مما يزيد من عظمة المعجزة.
* الحديبية بئر: أي أن الحديبية موضع فيه بئر.
* نزحناها: استخرجنا كل مائها حتى جفت.
* شفيرها: حافتها أو طرفها.
* دعا بإناء من ماء: طلب أن يُحضر له وعاء فيه ماء.
* مضمض: أدخل الماء في فمه ثم رماه.
* دعا: أي دعا الله تعالى بأن يبارك في ماء البئر ويرزقهم منه.
* صبّه فيها: صب ماء الوضع الذي توضأ منه في البئر.
* غير بعيد: أي بعد وقت قريب جداً.
* أصدرتنا: أسقتنا وأروتنا، من الصدر وهو الشرب حتى الري.
* ما شئنا نحن وركابنا: أي كفانا وروانا وروى دوابنا (خيولنا وإبلنا) بكمية وفيرة.


2. شرح الحديث:


يصف الصحابي البراء بن عازب رضي الله عنه موقفاً عجيباً حصل لهم مع النبي ﷺ. كان الجيش كبيراً (1400 رجل) وكلهم عطاش، والبئر الوحيد المتاح هو بئر الحديبية، فاستقوا كل ما فيها من ماء حتى نضبت وجفت، ولم يبق فيها قطرة واحدة.
فلما علم النبي ﷺ بالأمر، جاء إلى البئر وجلس على حافتها. ثم طلب إناءً فيه ماء قليل، فتطهر منه وتمضمض (وهذا الماء القليل أصبح الآن فضلة وضوء النبي ﷺ). ثم رفع يديه إلى الله ودعا بما شاء الله أن يدعو به من البركة والخير.
بعد ذلك، أخذ هذا الماء المبارك (ماء وضوءه ودعائه) وصبه في البئر الجافة التي لا قطرة فيها. فما هي إلا لحظات قليلة حتى تفجرت البئر بماء عذب غزير، فشرب منه ذلك الجيش الكبير وأرووا دوابهم جميعاً، بل وملأوا أوعيتهم منه، وكان كافياً ووفيراً جداً.


3. الدروس المستفادة منه:


1- إثبات معجزات النبي ﷺ الحسيّة: وهي من الأدلة القاطعة على نبوته ﷺ، وأن الله يؤيده بما يشاء من الآيات المحسوسة التي يراها الناس، كتفجير الماء من بين أصابعه ﷺ، ونبع الماء من البئر الجافة هنا.
2- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: لم يجلس النبي ﷺ منتظراً المعجزة دون فعل، بل فعل الأسباب المتاحة (جلس عند البئر، وتوضأ، ثم دعا الله).
3- بركة النبي ﷺ ودعائه: كان ﷺ مُبارَكاً في كل أفعاله، فالله جعل البركة في شخصه وريقه وماء وضوئه، استجابة لدعائه وإيماناً منه بقدرة الله.
4- التأدب مع النبي ﷺ وحسن المعاملة: لم يقل الصحابة له "يا رسول الله البئر جفت"، بل بلغه الخبر بطريقة مهذبة، فلما أتاهم حل المشكلة بأمر الله.
5- الله قادر على كل شيء: لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو الذي ينزل الغيث ويخرج النبات ويجري الأنهار، فتفجير بئر جافة أمر يسير على قدرته سبحانه.
6- رحمة النبي ﷺ بأمته واهتمامه بأمورهم: لم يتأخر في الاستجابة لهم أو يستهن بأمر عطشهم، بل بادر فوراً لحل مشكلتهم.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذه المعجزة تشبه معجزة النبي موسى عليه السلام حين ضرب الحجر بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً.
* موقف الحديبية مليء بالعبر والدروس، منها صلح الحديبية الذي كان فتحاً مبيناً، ونزول سورة الفتح فيه.
* هذا الحديث يُستدل به على فضل ماء وضوء النبي ﷺ وبركته، ولكن العمل به منقطع؛ لأنه خاص به ﷺ كمعجزة، وليس لأمته أن تفعل مثله تبركاً، فالتبرك يكون بشخصه ﷺ في حياته، وبسنته وأمره بعد وفاته.
أسأل الله أن يكون الشرح قد وضح وبلغ الفائدة المرجوة. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤١٥٠) عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 482 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: البئر التي نزحها الصحابة فجفّت فدعا النبي ﷺ فعاد ماؤها

  • 📜 حديث: البئر التي نزحها الصحابة فجفّت فدعا النبي ﷺ فعاد ماؤها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: البئر التي نزحها الصحابة فجفّت فدعا النبي ﷺ فعاد ماؤها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: البئر التي نزحها الصحابة فجفّت فدعا النبي ﷺ فعاد ماؤها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: البئر التي نزحها الصحابة فجفّت فدعا النبي ﷺ فعاد ماؤها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب