حديث: يذهب الصالحون الأول فالأول ويبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من شهد غزوة الحديبية

عن مرداس الأسلمي قال: قال النَّبِيّ ﷺ: «يذهب الصالحون الأوّل فالأوّل، ويبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر، لا يباليهم الله بالة».

صحيح: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٣٤) عن يحيى بن حمّاد، حَدَّثَنَا أبو عوانة، عن بيان، عن قيس بن أبي حازم، عن مرداس الأسلمي قال: فذكره.

عن مرداس الأسلمي قال: قال النَّبِيّ ﷺ: «يذهب الصالحون الأوّل فالأوّل، ويبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر، لا يباليهم الله بالة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يصور حال الناس في آخر الزمان، وقد رواه الإمام البخاري في صحيحه، والإمام مسلم، وغيرهما من أئمة الحديث.

أولاً. شرح المفردات:


● يذهب الصالحون: أي يموت الصالحون الأخيار من هذه الأمة، ويقبضهم الله إليه.
● الأول فالأول: أي على التوالي، جيلاً بعد جيل، فكلما مضى جيل صالح خلفه جيل أقل صلاحاً.
● ويبقى حفالة: (الحفالة) -بفتح الحاء- هي الرديء من كل شيء، وما تبقى في أسفل الوعاء من الشوائب والغثاء.
● كحفالة الشعير أو التمر: تشبيه بليغ، فحفالة الشعير هي التبن والغلاف الذي لا فائدة فيه، وحفالة التمر هو الهالبج والرديء منه.
● لا يباليهم الله بالة: أي لا يعبأ بهم، ولا يصرف عنهم العذاب، أو لا يهتم بأمرهم وشفاعتهم كما كان يهتم بالصالحين قبلهم. (البالة) الاهتمام والعناية.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن سنة إلهية في هذه الأمة، وهي أن الخيرية والصلاح فيها ليست ثابتة على حال واحدة، بل هي تتناقص مع مرور الزمان.
فالقرون المفضلة – قرن الصحابة، ثم التابعين، ثم تابعيهم – هي خير القرون وأكثرها صلاحاً وإيماناً وتقوى. فإذا مضى هؤلاء الصالحون، قل الخير فيمن بعدهم، ويبقى في آخر الزمان أناس قلت فيهم الخيرية، وضعف إيمانهم، وأصبحوا مثل الحثالة والرديء الذي لا قيمة له، لا يعبأ الله بهم كما كان يعبأ بأسلافهم الصالحين، لتفريطهم في دينهم وتهاونهم بأمر الله.
وهذا لا يعني أن الله تعالى سيتركهم تماماً أو أنهم خارج دائرة الرحمة، بل معناه أن عناية الله الخاصة، ونصره لهذه الأمة، وتكريمه إياها، كان بسبب أولئك الصالحين، فإذا ذهبوا ضعفت الأمة وصار حالها هكذا.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- بيان حكمة الله في اختلاف القرون: فكل أمة تضعف مع مرور الزمن، وهذه سنة الله في خلقه.
2- الحث على التمسك بالدين والاستمساك به: خصوصا 在 زمن الضعف وقلة الأعوان، فإن أجر المحافظة على الدين في هذا الوقت عظيم جداً، كما في الحديث: «بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء».
3- التنبيه على خطر الذنوب والمعاصي: فإنها سبب في حرمان العناية الإلهية ونزول البلاء.
4- البشارة للصالحين في كل زمان: بأنهم هم الغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس، وهم الذين يباليهم الله ويوليهم عنايته.
5- الحذر من التشبه بحفالة الناس: الذين لا خير فيهم، ولا يعبأ الله بهم، والسعي لأن يكون المرء من الصالحين المعتنى بهم.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أعلام النبوة، فقد تحقق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم، فما أعظمه من تصوير دقيق لحال الأمة في آخر الزمان.
- يجب على المسلم أن يعمل على أن يكون من الصالحين النافعين، لا من الحفالة الهامشيين، وذلك بالتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بها ودعوة الناس إليها.
- هذا الحديث لا يدفع إلى اليأس، بل إلى العمل والمسارعة في الخيرات، فحتى في زمن الحفالة، يكون لأهل الصلاح شأن عظيم وأجر كبير.
نسأل الله أن يجعلنا من عباده الصالحين، المعتنى بهم، والمغفور لهم، وأن لا يجعلنا من الحفالة الذين لا يبالى بهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٣٤) عن يحيى بن حمّاد، حَدَّثَنَا أبو عوانة، عن بيان، عن قيس بن أبي حازم، عن مرداس الأسلمي قال: فذكره.
وجاء في الرواية عند البخاريّ (٤١٥٦) أن مرداسًا كان من أصحاب الشجرة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 468 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يذهب الصالحون الأول فالأول ويبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر

  • 📜 حديث: يذهب الصالحون الأول فالأول ويبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يذهب الصالحون الأول فالأول ويبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يذهب الصالحون الأول فالأول ويبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يذهب الصالحون الأول فالأول ويبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب