حديث: لا أبايع على الموت أحدًا بعد رسول الله ﷺ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

بيعة الرضوان على الموت

عن عباد بن تميم قال: لما كان يوم الحرة - والناس يبايعون لعبد الله بن حنظلة - فقال ابن زيد: على ما يبايع ابن حنظلة الناس؟ قيل له: على الموت. قال. لا أبايع على ذلك أحدًا بعد رسول الله ﷺ وكان شهد معه الحديبية.

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤١٦٧) ومسلم في الإمارة (٨١: ١٨٦١) كلاهما من
طريق عمرو بن يحيى، عن عباد بن تميم، قال: فذكره.

عن عباد بن تميم قال: لما كان يوم الحرة - والناس يبايعون لعبد الله بن حنظلة - فقال ابن زيد: على ما يبايع ابن حنظلة الناس؟ قيل له: على الموت. قال. لا أبايع على ذلك أحدًا بعد رسول الله ﷺ وكان شهد معه الحديبية.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع:

الحديث:


عن عباد بن تميم قال: لما كان يوم الحرة - والناس يبايعون لعبد الله بن حنظلة - فقال ابن زيد: على ما يبايع ابن حنظلة الناس؟ قيل له: على الموت. قال: لا أبايع على ذلك أحدًا بعد رسول الله ﷺ وكان شهد معه الحديبية.


1. شرح المفردات:


● يوم الحرة: واقعة تاريخية وقعت سنة 63 هـ في عهد يزيد بن معاوية، حيث ثار بعض أهل المدينة عليه، وقُتل فيها عدد كبير من الصحابة والتابعين.
● يبايعون: يقدمون البيعة، وهي العهد والطاعة.
● عبد الله بن حنظلة: هو عبد الله بن حنظلة الغسيل، أحد الصحابة، وكان قائد الثورة على يزيد في المدينة.
● ابن زيد: هو عبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاري، صحابي جليل، وهو الذي أُريَ الأذان في المنام.
● الحديبية: صلح الحديبية الذي وقع بين النبي ﷺ وكفار قريش سنة 6 هـ.


2. شرح الحديث:


يحدثنا هذا الحديث عن موقف الصحابي الجليل عبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاري رضي الله عنه أثناء أحداث "يوم الحرة"، حيث كان الناس يبايعون عبد الله بن حنظلة على القتال حتى الموت ضد جيش يزيد بن معاوية. فسأل ابن زيد: "على ما يبايع ابن حنظلة الناس؟" فأجابه أحدهم: "على الموت". فرد ابن زيد رضي الله عنه قائلاً: "لا أبايع على ذلك أحدًا بعد رسول الله ﷺ".
وهذا الموقف يحمل دلالة عميقة؛ فابن زيد كان من الصحابة الذين شهدوا بيعة الرضوان تحت الشجرة في الحديبية، حيث بايع النبي ﷺ الصحابة على الموت في سبيل الله، وكانت بيعة خاصة في ظروف معينة وبقيادة النبي ﷺ، الذي هو معصوم ومؤيد بالوحي. أما بعد وفاة النبي ﷺ، فليس لأحد أن يبايع على الموت، لأن ذلك قد يؤدي إلى الفتنة والهلاك دون ضمان شرعي لنتيجة هذه البيعة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- التمسك بالسنة وعدم تجاوزها: بيان موقف الصحابة من الابتداع في الدين، حتى في أمور الجهاد والقتال، حيث إن بيعة الموت كانت خاصة بالنبي ﷺ في ظروف معينة.
2- الحكمة ورفض التهور: عدم الاندفاع وراء العواطف والمشاعر التي قد تؤدي إلى سفك الدماء بغير حق، خاصة في الفتن الداخلية.
3- تقدير الصحابة للبيعة الشرعية: البيعة تكون للإمام الحق على السمع والطاعة في المعروف، وليس على الموت إلا في حالات نادرة وبضوابط شرعية.
4- الاعتبار بالأحداث التاريخية: يوم الحرة كان من الأحداث المؤلمة في تاريخ الأمة، ويجب أن نتعلم منها دروساً في تجنب الفتن والتحلي بالحكمة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● بيعة الرضوان: التي ذكرها ابن زيد كانت في صلح الحديبية، حيث بايع الصحابة النبي ﷺ على الموت، ونزل فيهم قوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18].
● عبد الله بن زيد: هو من الصحابة المشهورين، وقد روى عنه العديد من الأحاديث، وهو الذي رأى الأذان في المنام فأقرّه النبي ﷺ على ذلك.
● عبد الله بن حنظلة: استشهد في يوم الحرة، وكان من الصحابة الأجلاء، لكن الخلاف في بيعة الموت يدل على أن المسائل الشرعية تحتاج إلى تأنٍّ وتدبر.

أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يرزقنا الحكمة والبصيرة في الأمور، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤١٦٧) ومسلم في الإمارة (٨١: ١٨٦١) كلاهما من
طريق عمرو بن يحيى، عن عباد بن تميم، قال: فذكره. والسياق للبخاريّ.
والصحابي ابن زيد: هو عبد الله بن زيد بن عاصم - عم عباد بن تميم.
قوله: «لما كان يوم الحرة» أي لما خلع أهل المدينة بيعة يزيد بن معاوية وبايعوا عبد الله بن حنظلة الأنصاري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 488 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا أبايع على الموت أحدًا بعد رسول الله ﷺ

  • 📜 حديث: لا أبايع على الموت أحدًا بعد رسول الله ﷺ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا أبايع على الموت أحدًا بعد رسول الله ﷺ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا أبايع على الموت أحدًا بعد رسول الله ﷺ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا أبايع على الموت أحدًا بعد رسول الله ﷺ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب