حديث: الشجرة، حيث بايع رسول الله ﷺ بيعة الرضوان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أمر عمر بن الخطّاب بقطع شجرة الرضوان

عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ انْطَلَقْتُ حَاجًّا فَمَرَرْتُ بِقَوْمٍ يُصَلُّونَ قُلْتُ: مَا هَذَا الْمَسْجِدُ قَالُوا: هَذِهِ الشَّجَرَةُ، حَيْثُ بَايَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ. فَأَتَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّب فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ سَعِيدٌ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ كَانَ فِيمَنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، قَالَ: فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ نَسِينَاهَا، فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيْهَا. فَقَالَ سَعِيدٌ: إِنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ ﷺ لَمْ يَعْلَمُوهَا وَعَلِمْتُمُوهَا أَنْتُمْ، فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤١٦٣) ومسلم في الإمارة (٧٧: ١٨٥٩) كلاهما من طريق طارق بن عبد الرحمن قال: فذكره.

عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ انْطَلَقْتُ حَاجًّا فَمَرَرْتُ بِقَوْمٍ يُصَلُّونَ قُلْتُ: مَا هَذَا الْمَسْجِدُ قَالُوا: هَذِهِ الشَّجَرَةُ، حَيْثُ بَايَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ. فَأَتَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّب فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ سَعِيدٌ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ كَانَ فِيمَنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، قَالَ: فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ نَسِينَاهَا، فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيْهَا. فَقَالَ سَعِيدٌ: إِنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ ﷺ لَمْ يَعْلَمُوهَا وَعَلِمْتُمُوهَا أَنْتُمْ، فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النافع، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث بطريقة أسهل للفهم:
يروي طارق بن عبد الرحمن أنه ذهب لأداء فريضة الحج، فمر على قوم يصلون في مكان ما. فسألهم: ما هذا المسجد؟ فأجابوه: هذا مكان الشجرة التي بايع تحتها رسول الله ﷺ بيعة الرضوان. ثم ذهب طارق إلى العالم الجليل سعيد بن المسيب وأخبره بما سمع. فتذكر سعيد أن أبيه كان من الذين بايعوا النبي ﷺ تحت تلك الشجرة، وقال: "عندما عدنا في العام التالي، نسينا موقعها بالضبط فلم نستطع التعرف عليها". ثم علق سعيد بن المسيب بتواضع عجيب قائلًا: "أصحاب محمد ﷺ themselves لم يعرفوا موقعها، وأنتم عرفتموها، فأنتم أعلم!"


1. شرح المفردات:


● حَاجًّا: ذاهبًا لأداء فريضة الحج.
● بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ: هي البيعة الشهيرة التي حدثت عند الحديبية، والتي رضي الله عنها وأثنى على المبايِعين فيها، فقال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [سورة الفتح: 18]. وسُميت ببيعة الرضوان لهذا السبب.
● نَسِينَاهَا: لم نعد نتذكر موقعها بالضبط.
● فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيْهَا: فلم نستطع تحديد مكانها أو الوصول إليها.
● أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ ﷺ: يقصد الصحابة الكرام الذين شهدوا البيعة themselves.


2. شرح الحديث:


يحتوي هذا الحديث على عدة نقاط بالغة الأهمية:
* الحدث الأصلي: يشير الحديث إلى واقعة تاريخية عظيمة، وهي بيعة الرضوان تحت الشجرة في الحديبية سنة 6 هـ، حيث بايع الصحابة الكرام رسول الله ﷺ على القتال والثبات حتى الموت، ولم يتخلف عنها إلا القليل. وكانت بيعةً على الموت تحت شجرة واحدة.
* رواية طارق: يروي طارق بن عبد الرحمن أنه في إحدى سنين الحج، رأى ناسًا يصلون في مكان يُقال إنه مكان تلك الشجرة. وهذا يدل على أن المسلمين بعد عصر الصحابة بدأوا يتعبدون في المواقع التاريخية التي شهدت أحداثًا إسلامية عظيمة، تكريمًا لها وتذكرًا لفضائلها.
* رواية سعيد بن المسيب: سعيد بن المسيب هو أحد كبار التابعين وعلمائهم، وقد أخبره طارق بما رأى. فذكر سعيد روايةً من أبيه (وهو صحابي) تؤكد أن الصحابة أنفسهم، بعد مرور عام واحد فقط على البيعة، لم يعودوا قادرين على تحديد مكان الشجرة بدقة. لماذا؟ لأنهم كانوا منشغلين بالحدث العظيم نفسه (البيعة لله ورسوله) وليس بالموقع المادي. فلم يهتموا بتوثيق مكان الشجرة لأن المقصود هو العبرة والحدث، لا تعظيم المكان ذاته.
* تعليق سعيد بن المسيب: هنا تكمن الحكمة العظيمة. يقول سعيد بن المسيب مقولته المشهورة: "إِنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ ﷺ لَمْ يَعْلَمُوهَا وَعَلِمْتُمُوهَا أَنْتُمْ، فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ". وهذا ليس إقرارًا بأنهم أعلم حقًا، بل هو نوع من التواضع والعتب اللطيف، فيه إشارة إلى أن التابعين (الذين أتوا بعد الصحابة) قد اهتموا بأمر (تعيين المكان) لم يهتم به الصحابة أنفسهم الذين كانوا حاضرين، لأن همم الصحابة كانت مصروفة إلى جوهر الدين وليس إلى المظاهر.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عدم الغلو في تعظيم الأماكن: يوضح الحديث موقف الصحابة الكرام الحكيم من الأماكن التي شهدت أحداثًا إسلامية. فهم لم يبالغوا في تعظيمها أو يتخذوها مساجدَ ثابتةً للصلاة، بل كان همههم منصبًا على اقتفاء أثر النبي ﷺ في العبادة والأخلاق، لا في تتبع الأماكن التي وقف فيها. وهذا تحذير من البدع التي قد تنتج عن الغلو في مثل هذه الأماكن.
2- الفارق بين همة الصحابة وهمة من بعدهم: همة الصحابة كانت عالية، منصبة على الجوهر والروح، بينما قد تنصرف همة من بعدهم إلى الشكليات والمظاهر. فالصحابة تذكروا البيعة والعبرة، بينما تذكر التابعون مكان الشجرة.
3- تواضع العلماء: في قول سعيد بن المسيب "فأنتم أعلم" نموذج رفيع لأدب العالم وتواضعه، حيث وجه النصح بطريقة لبقة وحكيمة تحمل في طياتها معنى عميقًا دون أن تكون جارحة.
4- أهمية النية في العبادة: الصلاة في أي مكان تكون خالصة لله، وليست لفضل المكان ذاته إلا ما فضله الشرع كالمساجد الثلاثة (المسجد الحرام، المسجد النبوي، المسجد الأقصى).


4. معلومات إضافية مفيدة:


* بيعة الرضوان: كانت بسبب منع كفار قريش النبي ﷺ وأصحابه من دخول مكة لأداء العمرة، فتحولوا إلى الحديبية وبايعوه هناك على عدم الفرار من الحرب إن حصلت.
* الموقف الفقهي: يستنبط العلماء من هذا الحديث كراهة أو تحريم اتخاذ
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤١٦٣) ومسلم في الإمارة (٧٧: ١٨٥٩) كلاهما من طريق طارق بن عبد الرحمن قال: فذكره.
ورواه مسلم في الجهاد (٧٧: ١٨٥٩) من أوجه أخر عن طارق بن عبد الرحمن، إِلَّا أنه لم يذكر فيه المسجد والصلاة فيه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 494 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الشجرة، حيث بايع رسول الله ﷺ بيعة الرضوان

  • 📜 حديث: الشجرة، حيث بايع رسول الله ﷺ بيعة الرضوان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الشجرة، حيث بايع رسول الله ﷺ بيعة الرضوان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الشجرة، حيث بايع رسول الله ﷺ بيعة الرضوان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الشجرة، حيث بايع رسول الله ﷺ بيعة الرضوان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب