حديث: الشجرة، حيث بايع رسول الله ﷺ بيعة الرضوان
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب أمر عمر بن الخطّاب بقطع شجرة الرضوان
متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤١٦٣) ومسلم في الإمارة (٧٧: ١٨٥٩) كلاهما من طريق طارق بن عبد الرحمن قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النافع، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث بطريقة أسهل للفهم:
يروي طارق بن عبد الرحمن أنه ذهب لأداء فريضة الحج، فمر على قوم يصلون في مكان ما. فسألهم: ما هذا المسجد؟ فأجابوه: هذا مكان الشجرة التي بايع تحتها رسول الله ﷺ بيعة الرضوان. ثم ذهب طارق إلى العالم الجليل سعيد بن المسيب وأخبره بما سمع. فتذكر سعيد أن أبيه كان من الذين بايعوا النبي ﷺ تحت تلك الشجرة، وقال: "عندما عدنا في العام التالي، نسينا موقعها بالضبط فلم نستطع التعرف عليها". ثم علق سعيد بن المسيب بتواضع عجيب قائلًا: "أصحاب محمد ﷺ themselves لم يعرفوا موقعها، وأنتم عرفتموها، فأنتم أعلم!"
1. شرح المفردات:
● حَاجًّا: ذاهبًا لأداء فريضة الحج.
● بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ: هي البيعة الشهيرة التي حدثت عند الحديبية، والتي رضي الله عنها وأثنى على المبايِعين فيها، فقال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [سورة الفتح: 18]. وسُميت ببيعة الرضوان لهذا السبب.
● نَسِينَاهَا: لم نعد نتذكر موقعها بالضبط.
● فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيْهَا: فلم نستطع تحديد مكانها أو الوصول إليها.
● أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ ﷺ: يقصد الصحابة الكرام الذين شهدوا البيعة themselves.
2. شرح الحديث:
يحتوي هذا الحديث على عدة نقاط بالغة الأهمية:
* الحدث الأصلي: يشير الحديث إلى واقعة تاريخية عظيمة، وهي بيعة الرضوان تحت الشجرة في الحديبية سنة 6 هـ، حيث بايع الصحابة الكرام رسول الله ﷺ على القتال والثبات حتى الموت، ولم يتخلف عنها إلا القليل. وكانت بيعةً على الموت تحت شجرة واحدة.
* رواية طارق: يروي طارق بن عبد الرحمن أنه في إحدى سنين الحج، رأى ناسًا يصلون في مكان يُقال إنه مكان تلك الشجرة. وهذا يدل على أن المسلمين بعد عصر الصحابة بدأوا يتعبدون في المواقع التاريخية التي شهدت أحداثًا إسلامية عظيمة، تكريمًا لها وتذكرًا لفضائلها.
* رواية سعيد بن المسيب: سعيد بن المسيب هو أحد كبار التابعين وعلمائهم، وقد أخبره طارق بما رأى. فذكر سعيد روايةً من أبيه (وهو صحابي) تؤكد أن الصحابة أنفسهم، بعد مرور عام واحد فقط على البيعة، لم يعودوا قادرين على تحديد مكان الشجرة بدقة. لماذا؟ لأنهم كانوا منشغلين بالحدث العظيم نفسه (البيعة لله ورسوله) وليس بالموقع المادي. فلم يهتموا بتوثيق مكان الشجرة لأن المقصود هو العبرة والحدث، لا تعظيم المكان ذاته.
* تعليق سعيد بن المسيب: هنا تكمن الحكمة العظيمة. يقول سعيد بن المسيب مقولته المشهورة: "إِنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ ﷺ لَمْ يَعْلَمُوهَا وَعَلِمْتُمُوهَا أَنْتُمْ، فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ". وهذا ليس إقرارًا بأنهم أعلم حقًا، بل هو نوع من التواضع والعتب اللطيف، فيه إشارة إلى أن التابعين (الذين أتوا بعد الصحابة) قد اهتموا بأمر (تعيين المكان) لم يهتم به الصحابة أنفسهم الذين كانوا حاضرين، لأن همم الصحابة كانت مصروفة إلى جوهر الدين وليس إلى المظاهر.
3. الدروس المستفادة منه:
1- عدم الغلو في تعظيم الأماكن: يوضح الحديث موقف الصحابة الكرام الحكيم من الأماكن التي شهدت أحداثًا إسلامية. فهم لم يبالغوا في تعظيمها أو يتخذوها مساجدَ ثابتةً للصلاة، بل كان همههم منصبًا على اقتفاء أثر النبي ﷺ في العبادة والأخلاق، لا في تتبع الأماكن التي وقف فيها. وهذا تحذير من البدع التي قد تنتج عن الغلو في مثل هذه الأماكن.
2- الفارق بين همة الصحابة وهمة من بعدهم: همة الصحابة كانت عالية، منصبة على الجوهر والروح، بينما قد تنصرف همة من بعدهم إلى الشكليات والمظاهر. فالصحابة تذكروا البيعة والعبرة، بينما تذكر التابعون مكان الشجرة.
3- تواضع العلماء: في قول سعيد بن المسيب "فأنتم أعلم" نموذج رفيع لأدب العالم وتواضعه، حيث وجه النصح بطريقة لبقة وحكيمة تحمل في طياتها معنى عميقًا دون أن تكون جارحة.
4- أهمية النية في العبادة: الصلاة في أي مكان تكون خالصة لله، وليست لفضل المكان ذاته إلا ما فضله الشرع كالمساجد الثلاثة (المسجد الحرام، المسجد النبوي، المسجد الأقصى).
4. معلومات إضافية مفيدة:
* بيعة الرضوان: كانت بسبب منع كفار قريش النبي ﷺ وأصحابه من دخول مكة لأداء العمرة، فتحولوا إلى الحديبية وبايعوه هناك على عدم الفرار من الحرب إن حصلت.
* الموقف الفقهي: يستنبط العلماء من هذا الحديث كراهة أو تحريم اتخاذ
تخريج الحديث
ورواه مسلم في الجهاد (٧٧: ١٨٥٩) من أوجه أخر عن طارق بن عبد الرحمن، إِلَّا أنه لم يذكر فيه المسجد والصلاة فيه.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 494 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 469 من كلام عمر بن الخطاب: "والله إني لأرى أبا هذه...
- 470 بيعة الرضوان تحت الشجرة
- 471 إذا أتاه قوم بصدقة قال: اللهم صل عليهم
- 472 ما أحدثنا بعد النبي ﷺ
- 473 بايع النَّبِيّ ﷺ تحت الشجرة
- 474 عنوان الحديث: إن رسول الله ﷺ ينهاكم عن لحوم الحمر
- 475 أكل النبي ﷺ وأصحابه السويق
- 476 إذا أوترت من أوله فلا توتر من آخره
- 477 خرج النبي ﷺ عام الحديبية في بضع عشرة مائة من...
- 478 لا توقدوا نارًا بليل
- 479 على جبا الركية فدعا أو بصق فجاشت
- 480 العطش وجعله يجيش بالري حتى صدروا عنه
- 481 ائتوني بدلو من مائها
- 482 البئر التي نزحها الصحابة فجفّت فدعا النبي ﷺ فعاد ماؤها
- 483 الماء يفور من بين أصابع النبي كالعيون يوم الحديبية
- 484 ناد في الناس فيأتون بفضل أزوادهم
- 485 أنتم خير أهل الأرض
- 486 أصحاب الشجرة لا يدخلون النار
- 487 على أي شيء بايعتم رسول الله يوم الحديبية؟
- 488 لا أبايع على الموت أحدًا بعد رسول الله ﷺ
- 489 ابن عمر أسلم قبل عمر وليس كذلك
- 490 الناس محدقون بالنبي ﷺ يبايعون
- 491 رجل يسأل ابن عمر عن فرار عثمان يوم أحد وتخلفه...
- 492 بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فِي الْحُدَيْبِيَةِ
- 493 بايعنا رسول الله تحت الشجرة وكانوا أربع عشرة مائة
- 494 الشجرة، حيث بايع رسول الله ﷺ بيعة الرضوان
- 495 أخبرني أبي وكان شهد الشجرة
- 496 عن عمر بن الخطاب قطع شجرة الرضوان.
- 497 ألف وأربعمائة مع رسول الله يوم الحديبية
- 498 أفضل عنوان للحديث: "رسول الله ﷺ على جبا الركية فدعا...
- 499 النبي ﷺ يفور الماء من بين أصابعه يوم الحديبية
- 500 كانوا خمس عشرة مائة الذين بايعوا النبي ﷺ
- 501 أصحاب الشجرة ألف وثلاثمائة
- 502 خرج رسول الله ﷺ عام الحديبية يريد زيارة البيت لا...
- 503 خَرَجَ عُبْدَانٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ هَرَبًا مِنَ الرِّقِّ
- 504 وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم
- 505 بسم الله الرحمن الرحيم ما نعرف الرحمن الرحيم
- 506 محمد رسول الله امحه
- 507 عنوان الحديث: خرج معتمرا فحال كفار قريش بينه وبين البيت
- 508 النبي يرد أبا جندل على أبيه سُهيل بن عمرو
- 509 خروج النبي ﷺ زمن الحديبية وبروك ناقته
- 510 خروج رسول الله إلى الحديبية يريد زيارة البيت لا قتالًا
- 511 من هذا؟ قال: هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة
- 512 فتح خيبر
- 513 اكتب باسمك اللهم واسم أبيك
- 514 محا رسول الله ﷺ اسمه من النبوة وكتب محمد بن...
- 515 يا رسول الله! ألسنا على حق وهم على باطل؟ قال:...
- 516 اتهموا الرأي فوالله لقد رأيتني يوم أبي جندل
- 517 اتهموا رأيكم والله لقد رأيتني يوم أبي جندل
- 518 رد رسول الله ﷺ أبا جندل إلى أبيه سُهيل بن...
معلومات عن حديث: الشجرة، حيث بايع رسول الله ﷺ بيعة الرضوان
📜 حديث: الشجرة، حيث بايع رسول الله ﷺ بيعة الرضوان
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الشجرة، حيث بايع رسول الله ﷺ بيعة الرضوان
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الشجرة، حيث بايع رسول الله ﷺ بيعة الرضوان
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الشجرة، حيث بايع رسول الله ﷺ بيعة الرضوان
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








