بيعة الرضوان تحت الشجرة

حديث: بيعة الرضوان تحت الشجرة

عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ انْطَلَقْتُ حَاجًّا فَمَرَرْتُ بِقَوْمٍ يُصَلُّونَ قُلْتُ: مَا هَذَا الْمَسْجِدُ قَالُوا: هَذِهِ الشَّجَرَةُ، حَيْثُ بَايَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ. فَأَتَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّب فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ سَعِيدٌ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ كَانَ فِيمَنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، قَالَ: فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ نَسِينَاهَا، فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيْهَا. فَقَالَ سَعِيدٌ: إِنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ ﷺ لَمْ يَعْلَمُوهَا وَعَلِمْتُمُوهَا أَنْتُمْ، فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤١٦٣) ومسلم في الإمارة (١٨٥٩: ٧٧) كلاهما من طريق طارق بن عبد الرحمن قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النافع، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
أولاً: تخريج الحديث:
هذا الحديث رواه الإمام مالك في "الموطأ"، والإمام البخاري في "صحيحه"، والإمام مسلم في "صحيحه"، وهو من الأحاديث الصحيحة.
ثانيًا: شرح المفردات:
● انطلقت حاجًا: ذهبت لأداء فريضة الحج.
● بيعة الرضوان: هي البيعة التي بايع فيها الصحابة النبي ﷺ تحت الشجرة على القتال والثبات، ونزل فيهم قرآن يتولاهم بالرضوان.
● لم نقدر عليها: لم نستطع تحديد مكانها وتعرفها.
● أنتم أعلم:讽刺ية (سخرية) تعني أنتم ادعيتم معرفة ما لم يعرفه الصحابة أنفسهم.
ثالثًا: شرح الحديث:
يحكي لنا الراوي طارق بن عبد الرحمن أنه mentre كان ذاهبًا لأداء الحج، مر على قوم يصلون في مكان ما، فسأل عن هذا المسجد، فأخبروه أن هذه هي الشجرة التي حدثت تحتها بيعة الرضوان مع رسول الله ﷺ.
ثم ذهب إلى العالم الجليل سعيد بن المسيب (من كبار التابعين) وأخبره بما سمع، فأنكر عليه ذلك واستغربه، وحكى له أن أباه (المسيب بن حزن) كان ممن بايع النبي ﷺ تحت الشجرة، وقال: لما خرجنا في العام التالي نسينا مكانها ولم نستطع تحديدها.
فقال سعيد بن المسيب مقولته المشهورة: "إن أصحاب محمد ﷺ لم يعلموها وعلمتموها أنتم، فأنتم أعلم"، وهي عبارة فيها توبيخ ولوم وتقريع لهؤلاء الذين ادعوا معرفة مكان الشجرة التي نسيه الصحابة أنفسهم، مما يدل على أن تحديد المكان غير صحيح.
رابعًا: الدروس المستفادة والعبر:
1- تحذير السلف من الغلو والتعلق بالمكانات: يظهر هذا الحديث موقف السلف من التعلق بالأماكن والغلو فيها، حتى لو كانت لها فضيلة، لأن الصحابة أنفسهم لم يتتبعوا مكان الشجرة.
2- الاهتمام بالجوهر لا بالمظهر: العبرة بالاتباع الشرعي وليس بالتعلق بالمكانات المادية.
3- ذم الابتداع في الدين: لأن تحديد مكان الشجرة والبناء عليه أو الصلاة فيه لم يفعله الصحابة، فهو بدعة.
4- التسليم لعلم السلف: فقول سعيد بن المسيب يدل على أن الصحابة أعلم بالدين من غيرهم.
5- الحكمة في الإنكار: حيث أنكر سعيد بن المسيب بهذه الطريقة الحكيمة التي تجمع بين التوبيخ والتقريع.
خامسًا: معلومات إضافية:
- وقعت بيعة الرضوان في سنة 6 هـ في منطقة الحديبية.
- نزل في بيعة الرضوان قول الله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18].
- عدد الصحابة الذين بايعوا تحت الشجرة كان حوالي 1400 صحابي.
- نهى النبي ﷺ عن التعصب للأماكن إلا المساجد الثلاثة (المسجد الحرام، المسجد النبوي، المسجد الأقصى).
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤١٦٣) ومسلم في الإمارة (١٨٥٩: ٧٧) كلاهما من طريق طارق بن عبد الرحمن قال: فذكره. والسياق للبخاريّ. واختصره مسلم.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 470 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بيعة الرضوان تحت الشجرة

📜 حديث: بيعة الرضوان تحت الشجرة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: بيعة الرضوان تحت الشجرة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: بيعة الرضوان تحت الشجرة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: بيعة الرضوان تحت الشجرة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية