حديث: خروج النبي ﷺ عام الحديبية في بضع عشرة ومائة من أصحابه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

إحرام النَّبِيّ ﷺ من ذي الحليفة

عن مروان والمسور بن مخرمة قالا: خرج النَّبِيّ ﷺ عام الحديبية في بضع عشرة ومائة من أصحابه فلمّا كان بذي الحليفة قلّد الهدي وأشعر وأحرم منها. لا أحصي كم سمعته من سفيان حتَّى سمعته يقول: لا أحفظ من الزهري الإشعار، والتقليد فلا أدري - يعني موضع الإشعار والتقليد أو الحديث كله.

صحيح: رواه البخاريّ في المغازي (٤١٥٨، ٤١٥٧) عن عليّ بن عبد الله، حَدَّثَنَا سفيان، عن الزّهري، عن عروة، عن مروان والمسور بن مخرمة قالا فذكره.

عن مروان والمسور بن مخرمة قالا: خرج النَّبِيّ ﷺ عام الحديبية في بضع عشرة ومائة من أصحابه فلمّا كان بذي الحليفة قلّد الهدي وأشعر وأحرم منها. لا أحصي كم سمعته من سفيان حتَّى سمعته يقول: لا أحفظ من الزهري الإشعار، والتقليد فلا أدري - يعني موضع الإشعار والتقليد أو الحديث كله.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث المذكور وفق منهج أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:


عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة رضي الله عنهما قالا:
"خَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ عَامَ الحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا كَانَ بِذِي الحُلَيْفَةِ قَلَّدَ الهَدْيَ وَأَشْعَرَ وَأَحْرَمَ مِنْهَا. لَا أُحْصِي كَمْ سَمِعْتُهُ مِنْ سُفْيَانَ حَتَّى سَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَا أَحْفَظُ مِنَ الزُّهْرِيِّ الإِشْعَارَ وَالتَّقْلِيدَ، فَلَا أَدْرِي - يَعْنِي مَوْضِعَ الإِشْعَارِ وَالتَّقْلِيدِ أَوِ الحَدِيثَ كُلَّهُ".


1. شرح المفردات:


● بِضْع عَشْرَةَ وَمِائَةٍ: البضع من 3 إلى 9، أي أن عدد الصحابة كان بين 113 و119 صحابيًا.
● ذو الحُلَيْفَة: مكان قرب المدينة المنورة، وهو ميقات أهل المدينة للإحرام.
● قَلَّدَ الهَدْيَ: وضع قلادة في عنق الهدي (الإبل أو البقر) ليعلم أنه هدي.
● أَشْعَرَ: شق سنام البعير حتى يسيل دمه، علامة على أنه هدي.
● أَحْرَمَ: دخل في نسك الحج أو العمرة.
● سُفْيَان: هو سفيان بن عيينة الراوي للحديث.
● الزُّهْرِيّ: هو محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، أحد أئمة الحديث.


2. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث خروج النبي ﷺ من المدينة في السنة السادسة للهجرة متوجهًا إلى مكة لأداء العمرة، وذلك مع مجموعة من أصحابه بلغ عددهم حوالي 1400 صحابي (وفق روايات أخرى)، لكن الرواية هنا تذكر "بضع عشرة ومائة" أي ما بين 113 و119، وهذا قد يكون راجعًا إلى اختلاف الروايات أو أن العدد المذكور يشير إلى فئة معينة من الصحابة.
وعند وصوله ﷺ إلى ذي الحليفة (وهو الميقات المكاني لأهل المدينة)، قام بثلاثة أمور:
1- قلّد الهدي: أي وضع علامة في عنق الهدي (الإبل أو البقر) لتمييزه.
2- أشعر: أي شق سنام البعير حتى يسيل الدم علامة على أنه هدي.
3- أحرم منها: أي نوى الدخول في الإحرام للعمرة من هذا الميقات.
ثم يذكر الراوي (سفيان بن عيينة) أنه سمع هذا الحديث مرارًا من الزهري، لكنه يشك في حفظه لتفاصيل الإشعار والتقليد، أو ربما في حفظ الحديث كله، مما يدل على دقة الرواة في نقل الأحاديث وحرصهم على التوثيق.


3. الدروس المستفادة:


1- اتباع السنة في الإحرام: الحديث يدل على أن النبي ﷺ أحرم من الميقات المكاني (ذي الحليفة)، وهذا دليل على وجوب الإحرام من المواقيت المحددة.
2- التقليد والإشعار للهدي: هاتان السنتان مشروعتان في الهدي، حيث كان العرب يعرفون الهدي بهاتين العلامتين.
3- دقة الرواة في النقل: تشكك سفيان بن عيينة في حفظه لبعض التفاصيل يدل على أمانة الرواة وحرصهم على عدم الزيادة أو النقصان في الحديث.
4- فضل الصحابة: خروج هذا العدد الكبير من الصحابة مع النبي ﷺ يدل على حرصهم على طاعته واتباع سنته.


4. معلومات إضافية:


● عام الحديبية: هو العام الذي وقعت فيه صلح الحديبية بين المسلمين وكفار قريش، وكانت فيه بيعة الرضوان تحت الشجرة.
● المواقيت المكانية: ذو الحليفة ميقات لأهل المدينة، ويجب على من مر بها أن يحرم منها إذا أراد الحج أو العمرة.
● حكم التقليد والإشعار: هما سنتان في الهدي، وليسا واجبين عند جمهور العلماء، لكن الأفضل فعلها اتباعًا لسنة النبي ﷺ.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في السنة، ويجعلنا من المتبعين لهدي نبيه ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤١٥٨، ٤١٥٧) عن عليّ بن عبد الله، حَدَّثَنَا سفيان، عن الزّهري، عن عروة، عن مروان والمسور بن مخرمة قالا فذكره.
ظاهره انقطاع فإن مروان والمسور لم يحضرا الواقعة ولكنهما سمعا عن أصحاب رسول الله ﷺ كما رواه البخاريّ في الشروط (٢٧١٢، ٢٧١١) عن يحيى بن بكير، حَدَّثَنَا اللّيث، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزُّبير أنه سمع مروان والمسور بن مخرمة يخبران عن أصحاب رسول الله ﷺ في تفصيل أكثر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 460 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خروج النبي ﷺ عام الحديبية في بضع عشرة ومائة من أصحابه

  • 📜 حديث: خروج النبي ﷺ عام الحديبية في بضع عشرة ومائة من أصحابه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خروج النبي ﷺ عام الحديبية في بضع عشرة ومائة من أصحابه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خروج النبي ﷺ عام الحديبية في بضع عشرة ومائة من أصحابه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خروج النبي ﷺ عام الحديبية في بضع عشرة ومائة من أصحابه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب