حديث: خرج رسول الله ﷺ عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد قتالًا.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ذكر العدد الذين كانوا مع رسول الله ﷺ يوم الحديبية

عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا: خرج رسول الله ﷺ عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد قتالًا. وساق معه الهدي سبعين بدنة، وكان الناس سبع مائة رجل. فكانت كل بدنة عن عشرة.

حسن: رواه أحمد (١٨٩١٠) عن يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن إسحاق، عن الزّهري، عن عروة بن الزُّبير عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم، فذكراه في حديث طويل وهو مخرج في موضعه.

عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا: خرج رسول الله ﷺ عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد قتالًا. وساق معه الهدي سبعين بدنة، وكان الناس سبع مائة رجل. فكانت كل بدنة عن عشرة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم يروي قصة صلح الحديبية، وهو من الأحاديث التي وردت في صحيح البخاري وغيره من كتب السنة المعتمدة.

شرح الحديث:


1. شرح المفردات:
● المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم: صحابيان جليلان، وهما من رواة الحديث.
● عام الحديبية: السنة السادسة للهجرة، وسميت بذلك نسبة إلى مكان يسمى "الحديبية" بالقرب من مكة.
● يَزُورُ البيت: أي يريد الطواف بالكعبة وتعظيم حرمات الله.
● لا يُريدُ قتالًا: لم يخرج النبي ﷺ بنية الحرب، بل بنية العمرة والسلام.
● سَاقَ مَعَهُ الهَدْي: الهدي هو ما يُهدى إلى الحرم من الأنعام (الإبل، البقر، الغنم) تقربًا إلى الله.
● سَبْعِينَ بَدَنَة: البدنة هي الناقة أو البقرة التي تُهدى للحرم، والعدد سبعون يدل على كمال العدد وكثرة الهدي.
● سَبْعَ مائَةِ رَجُل: أي كان عدد الصحابة الذين خرجوا مع النبي ﷺ سبعمائة رجل.
● كُلُّ بَدَنَةٍ عَنْ عَشَرَة: أي أن كل بدنة كانت تمثل هدي عشرة رجال، مما يدل على المشاركة الجماعية في التقرب إلى الله.
2. شرح الحديث:
خرج النبي ﷺ في السنة السادسة للهجرة مع أصحابه إلى مكة لأداء العمرة، وكانوا يحملون معهم الهدي (الذبائح) إظهارًا لنية العمرة والسلام، وليس الحرب. وكان عدد الصحابة سبعمائة رجل، وقد قدموا معهم سبعين بدنة (ناقة أو بقرة) كهدي، مما يعني أن كل عشرة رجال شاركوا في هدي واحد، وهذا يدل على التعاون والتكافل بين المسلمين في الطاعة.
3. الدروس المستفادة منه:
● نية السلام: خرج النبي ﷺ بنية العمرة والسلام، ولم يخرج للقتال، مما يدل على أن الإسلام دين سلام ما دام الطرف الآخر لا يعتدي.
● التقرب إلى الله بالهدي: إهداء الأنعام إلى الحرم شعيرة عظيمة من شعائر الله، تُظهر التعبد والخضوع لله.
● التعاون في الطاعات: مشاركة الصحابة في الهدي (كل عشرة في بدنة) تدل على أهمية التعاون في فعل الخير والتقرب إلى الله.
● الصبر على الشدائد: على الرغم من أن النبي ﷺ وأصحابه منعوا من دخول مكة، إلا أنهم صبروا وتحلوا بالحكمة، مما أدى إلى صلح الحديبية الذي كان فتحًا مبينًا.
4. معلومات إضافية مفيدة:
● صلح الحديبية: كان من نتائج هذه الرحلة صلح الحديبية بين المسلمين وكفار قريش، والذي اعتبره القرآن "فتحًا مبينًا" كما في سورة الفتح.
● بيعة الرضوان: بايع الصحابة النبي ﷺ تحت الشجرة على عدم الفرار، وأن يثبتوا حتى الموت، فمدحهم الله في القرآن بقوله: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18].
● حكمة النبي ﷺ: في هذه الحادثة ظهرت حكمة النبي ﷺ وصبره، حيث قبل بشروط الصلح التي بدت في ظاهرها غير مواتية للمسلمين، ولكنها كانت تمهيدًا لفتح مكة.
نسأل الله أن يفقهنا في سنن نبيه ﷺ وأن يوفقنا للعمل بها. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٨٩١٠) عن يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن إسحاق، عن الزّهري، عن عروة بن الزُّبير عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم، فذكراه في حديث طويل وهو مخرج في موضعه. وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق فإنه صرّح في المصادر الأخرى كما أنه توبع في بعض فقراته. إِلَّا أنه غلط في قوله: وكان الناس سبع مائة رجل. صرّح به كثير من أئمة الحديث.
وأصل الحديث في الصَّحيح وفيه أن المسور ومروان سمعا من بعض الصّحابة.
والراجح من هذا العدد قول جابر ألف وخمس مائة لأنه الحكم للأكثر، ومن قال أقل من ذلك فهو يحمل على اطلاعه وحسابه فإنه قد وقع منه الخطأ في عدّهم لتفرقهم في الأماكن المختلفة.
وذهب بعض أهل العلم إلى ترجيح من قال بألف وأربعمائة لقوة إسناده. وذهب غيرهم إلى الجمع بين هذه الأعداد، فكل اجتهد، وكل له أجر إن شاء الله تعالى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 502 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خرج رسول الله ﷺ عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد قتالًا.

  • 📜 حديث: خرج رسول الله ﷺ عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد قتالًا.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خرج رسول الله ﷺ عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد قتالًا.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خرج رسول الله ﷺ عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد قتالًا.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خرج رسول الله ﷺ عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد قتالًا.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب