حديث: خَرَجَ عُبْدَانٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ هَرَبًا مِنَ الرِّقِّ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

لم يرد النبي ﷺ من جاء مسلمًا قبل الصلح

عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب، قَالَ: خَرَجَ عُبْدَانٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَعْنِي يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ - قَبْلَ الصُّلْحٍ فَكَتَبَ إِلَيْهِ مَوَالِيهِمْ فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ! وَاللَّهِ مَا خَرَجُوا إِلَيْكَ رَغْبَةً فِي دِينِكَ، وَإنَّمَا خرَجُوا هَرَبًا مِنَ الرِّقِّ، فَقَالَ نَاسٌ: صَدَقُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، رُدَّهُمْ إِلَيْهِمْ. فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَقَالَ: «مَا أُرَاكُمْ تَنْتَهُونَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مَنْ يَضْرِبُ رِقَابَكُمْ عَلَى هَذَا» وَأَبَى أَنْ يَرُدَّهُمْ وَقَالَ: «هُمْ عُتَقَاءُ اللَّهِ عز وجل».

حسن: رواه أبو داود (٢٧٠٠) وابن الجارود (١٠٩٣) والحاكم (٢/ ١٢٥) وعنه البيهقيّ (٩/ ٢٢٩) من طريق محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حراش، عن عليّ بن أبي طالب فذكره.

عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب، قَالَ: خَرَجَ عُبْدَانٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَعْنِي يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ - قَبْلَ الصُّلْحٍ فَكَتَبَ إِلَيْهِ مَوَالِيهِمْ فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ! وَاللَّهِ مَا خَرَجُوا إِلَيْكَ رَغْبَةً فِي دِينِكَ، وَإنَّمَا خرَجُوا هَرَبًا مِنَ الرِّقِّ، فَقَالَ نَاسٌ: صَدَقُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، رُدَّهُمْ إِلَيْهِمْ. فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَقَالَ: «مَا أُرَاكُمْ تَنْتَهُونَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مَنْ يَضْرِبُ رِقَابَكُمْ عَلَى هَذَا» وَأَبَى أَنْ يَرُدَّهُمْ وَقَالَ: «هُمْ عُتَقَاءُ اللَّهِ ﷿».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: خرج عبدان إلى رسول الله ﷺ - يعني يوم الحديبية قبل الصلح - فكتب إليه مواليهم فقالوا: يا محمد! والله ما خرجوا إليك رغبة في دينك، وإنما خرجوا هربًا من الرِّق. فقال ناس: صدقوا يا رسول الله، رُدَّهم إليهم. فغضب رسول الله ﷺ وقال: «ما أراكم تنتهون يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم من يضرب رقابكم على هذا» وأبى أن يردهم وقال: «هم عتقاء الله ﷻ».


شرح الحديث:



# 1- شرح المفردات:
● عبدان: جمع عبد، أي العبيد الذين هربوا من سادتهم.
● الحديبية: مكان قرب مكة، وقعت فيه صلح الحديبية بين المسلمين وقريش.
● قبل الصلح: أي قبل توقيع معاهدة الصلح.
● مواليهم: أسيادهم ومُلاَّكهم من قريش.
● الرِّق: العبودية والاسترقاق.
● عتقاء الله: أحرارٌ بالله، أي أن الله أعتقهم بقبول إسلامهم.


# 2- شرح الحديث:
● السياق التاريخي:
وقعت هذه الحادثة أثناء مفاوضات صلح الحديبية (سنة 6 هـ)، حيث هرب عدد من العبيد من مكة إلى المسلمين طلبًا للحرية والدخول في الإسلام.
● موقف قريش:
كتب سادة هؤلاء العبيد إلى النبي ﷺ يزعمون أنهم هربوا فقط هربًا من العبودية، لا إيمانًا بالإسلام، وطالبوا بإعادتهم.
● رد فعل بعض المسلمين:
قال بعض الصحابة: "صدقوا يا رسول الله، رُدَّهم إليهم"، ظنًّا منهم أن هذا يتوافق مع شروط العدالة أو خشية إثارة قريش.
● غضب النبي ﷺ وموقفه الحاسم:
غضب رسول الله ﷺ من هذا الاقتراح، لأنه:
- يتضمن اتهامًا للهاربين بعدم صدق إيمانهم.
- يمثل تنازلًا عن مبدأ حرية الاعتقاد.
- يُظهر ضعفًا في موقف المسلمين.
● قوله ﷺ:
«ما أراكم تنتهون يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم من يضرب رقابكم على هذا»:
تهديدٌ من النبي ﷺ لقريش بسبب تكبرهم واعتراضهم على حرية من دخل في الإسلام.
● قوله ﷺ: «هم عتقاء الله»:
أي أن الله قد أعتقهم بقبولهم الإسلام، فلا يجوز إرجاعهم إلى العبودية.


# 3- الدروس المستفادة:
1- حرية الاعتقاد مكفولة في الإسلام:
لا يجوز إرجاع من دخل في الإسلام إلى الكفر أو العبودية، حتى لو ادَّعى أعداؤه أن دوافعه مادية.
2- حماية المستضعفين:
الإسلام يُجير المستضعفين ويحميهم، ويرفض تسليمهم إلى من يظلمهم.
3- الحكمة والشجاعة في القيادة:
موقف النبي ﷺ يُظهر حكمته وشجاعته في الدفاع عن الحق، حتى لو خالفه بعض أصحابه.
4- التثبت من النوايا:
لا يجوز للمسلمين اتهام من أعلن الإسلام بشكٍ في نيته، بل يُحكم بظاهر حاله.
5- الوعيد للمعاندين:
تهديد النبي ﷺ لقريش يدل على أن الظلم والاستكبار يؤدي إلى الهلاك.


# 4- معلومات إضافية:
- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في "مسنده"، وهو حديث صحيح.
- من فوائد الحديث:
- بيان عدل الإسلام ورحمته بالضعفاء.
- تأكيد مبدأ "الأسلمون أخوة" ولا فرق بين حر وعبد في الإسلام.
- تحذير من الاستهانة بحقوق الإنسان في الإسلام.

اللهم ارزقنا فهم سنة نبيك ﷺ والعمل بها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٧٠٠) وابن الجارود (١٠٩٣) والحاكم (٢/ ١٢٥) وعنه البيهقيّ (٩/ ٢٢٩) من طريق محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حراش، عن عليّ بن أبي طالب فذكره.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
قال الأعظمي: في إسناده محمد بن إسحاق، وهو مدلِّس، وقد عنعن، لكنه توبع على أصل القصة.
رواه أحمد (١٣٣٦) من طريق شريك، عن منصور، عن ربعي، عن علي قال: جاء النَّبِيّ ﷺ أناس من قريش، فقالوا: يا محمد! إنا جيرانك وحلفاؤك، وإن ناسًا من عبيدنا قد أتوك ليس بهم رغبة في الدين، ولا رغبة في الفقه، إنّما فرّوا من ضياعنا وأموالنا فارددهم إلينا، فقال لأبي بكر: «ما تقول؟» قال: صدقوا، إنهم جيرانك، قال: فتغير وجه النَّبِيّ ﷺ، ثمّ قال لعمر: «ما تقول؟» قال: صدقوا، إنهم لجيرانك وحلفاؤك، فتغير وجه النَّبِيّ ﷺ.
وفي إسناده شريك بن عبد الله النخعي وهو سيء الحفظ، ولكنه لا بأس به في المتابعات.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 503 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خَرَجَ عُبْدَانٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ هَرَبًا مِنَ الرِّقِّ

  • 📜 حديث: خَرَجَ عُبْدَانٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ هَرَبًا مِنَ الرِّقِّ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خَرَجَ عُبْدَانٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ هَرَبًا مِنَ الرِّقِّ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خَرَجَ عُبْدَانٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ هَرَبًا مِنَ الرِّقِّ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خَرَجَ عُبْدَانٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ هَرَبًا مِنَ الرِّقِّ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب